غانم محمد
أشفق عليكم كثيراً، أما لجسدكم ولعقلكم عليكم حقّ، لماذا ترهقون أنفسكم، وتعملون على مدار الساعة من أجلنا، ارتاحوا قليلاً، ولن (نزعل) منكم على الإطلاق..
أتمنى لو تُتاح لي فرصة (التبرّك) بالجلوس مع أحد المعنيين بوضع (تسعيرة) السلع التي تنتجها (الدولة)، أو تلك التي تتحكّم بتوزيعها وبتواجدها في السوق، فقط لأسأله كيف يطاوعه (ضميره) وهو يرفع هذه الدراسات العمياء، والتي تصيب الناس بمقتل، إن كان فيما يتعلق بالمحروقات أو بالاتصالات أو بخدمات أخرى خاصة بالمواطنين، وكيف لا يذكر على الإطلاق أنّ موظفي القطاع العام مازالوا (ما شاء الله) عند عتبة الـ 300 ألف ليرة سورية، والتي لا تكفي لتفعيل باقة من باقات (لأنها سوريّة بامتياز)!
العقل الرسمي في إجازة، أو أنه أحيل إلى التقاعد، ولو أنّه توقّف في حساباته عند استعادة كل ما يدعي أنه يقدمه للمواطن لما تكلمنا، لكنه يعطي الموظف هذه الـ 300 ألف ليرة، ويستعيدها بسلعة واحدة ومن مرة واحدة (تعباية بنزين على سبيل المثال)!
ماذا إذاً عن باقي متطلبات الشهر، وماذا عن هذا المواطن الذي سكت لا لأنه راضٍ عنكم، بل لأن صوته قد بُحّ تماماً، ولم يعد يرجو منكم أي خير، ففوّض أمره لله، فإما فرج قريب وإما عودة الروح لبارئها تسليماً بـ (القضاء والقدر)، وأنتم أبرياء من كل ما يحصل لنا ومعنا.
ناموا أيّها السادة مرتاحي البال، لن يوجعكم ضميركم لأنه في إجازة كما أسلفنا، ولن يصلكم ضجيجنا لأن صوتنا اختنق تماماً، ولن يزعجكم (ممثلونا) في مجلس الشعب، فهم منكم وإليكم لا منّا، ولترقد أرواحنا في معاناتها، فهي تليق بها من وجهة نظركم…
(خاص لموقع سيرياهوم نيوز)