آخر الأخبار
الرئيسية » الأخبار المحلية » مهلة أميركية لحسم المعركة: «قسد» تستشرس بوجه الغـضبة العشائرية

مهلة أميركية لحسم المعركة: «قسد» تستشرس بوجه الغـضبة العشائرية

| أيهم مرعي

الحسكة | فشلت الوساطة الأميركية في وقف الاشتباكات الدائرة بين أبناء العشائر و«قوات سوريا الديموقراطية – قسد»، والتي تدخل الثلاثاء يومها العاشر، وسط تواتر أنباء عن مهلة أميركية لـ«قسد» لإنهاء المشكلة خلال فترة قصيرة، ومنع اتّساع رقعة المواجهات. وكما كان متوقعاً، فشل الاجتماع الأميركي الذي عقد في حقل «العمر»، وحضره معاون نائب وزير الخارجية، إيثان غولدريتش، وقائد قوات «العزم الصلب»، اللواء جويل فويل، وممثّلو «قسد»، وعدد من شيوخ المنطقة ووجهائها، في إحداث التهدئة المطلوبة، وهو ما انعكس سريعاً في إصدار الطرفَين بيانات تنفي الأنباء عن وجود أيّ هدنة وتؤكد استمرار المعارك.

مع ذلك، عادت «قسد» لتتحدّث عن «إيجابية الاجتماع الذي عقد مع ممثلين عن التحالف ووجهاء العشائر وشيوخها، لمناقشة الأوضاع في دير الزور والتدخلات الخارجية فيها»، قائلةً إن «(ممثّلي) قواتنا والعشائر كانوا في صفٍ واحدٍ في الاجتماع». واستدركت بأن «المدعو إبراهيم الهفل، هو رأس الفتنة، وبات مطلوباً لقواتنا لتسبّبه في إراقة دماء مقاتلينا وأهلنا وتشريد المدنيين»، مؤكدةً أنه «لن يتمّ العفو عن المدعو إبراهيم والمسلحين الدخلاء الذين استجلبهم من غرب الفرات». كذلك، واصلت «قسد» الحديث عن أنها تواجه مقاتلين تسلّلوا من مناطق سيطرة الحكومة السورية إلى الأرياف الشرقية، وأنه ليس لديها أيّ مشاكل مع أبناء العشائر، على رغم إقرار مسؤوليها بوجود مظلومية بحق أبناء دير الزور.

إلّا أنه لم يكد يمرّ وقت قصير على صدور ذلك البيان، حتى جرى تداول مقاطع مصوّرة عن وصول العشرات من أبناء العشائر والقبائل إلى مضافة شيخ مشايخ قبيلة العكيدات، إبراهيم الهفل، للتعبير عن التضامن معه، وإبداء الاستعداد للقتال تحت قيادته، إلى حين طرد «قسد» من المنطقة، وإجبار «التحالف الدولي» على الاستماع إلى مطالب العشائر. كما تداولت صفحات محسوبة على هذه الأخيرة ردّاً منها على بيان «قسد» بخصوص الهفل، قالت فيه إن «قائد قسد، مظلوم عبدي، هو رأس القتل والدمار الحاصل في دير الزور، وإنه بات مطلوباً لمقاتلي العشائر في دير الزور، بعد ما فعلته قواته من دمار وقتل للأطفال وسرقة للممتلكات».
إزاء ذلك، يبدو أن «التحالف» منحَ «قسد» ضوءاً أخضر لحسم المعركة عسكرياً، من أن يقحم نفسه هو مباشرةً، أوّلاً لتجنّب أيّ مواجهة مع العشائر، وثانياً للحفاظ على دوره كوسيط في حال عجز «قسد» عن الحسم. وانطلاقاً مما تَقدّم، استقدمت «قسد» المزيد من التعزيزات العسكرية من الحسكة والرقة وعين العرب، ونجحت في السيطرة على بلدة البصيرة، لتعلن لاحقاً تمكّنها من السيطرة على بلدة الشحيل، والوصول إلى مفرق الشحيل – ذيبان. وبعدها، أصدرت بياناً رسمياً أكدت فيه أن «مقاتلي قوات سوريا الديموقراطية طهّروا بلدة الشحيل من المرتزقة»، وأن «قوات عملية تعزيز الأمن تمضي نحو السيطرة على بلدة ذيبان».
إلّا أن رد العشائر أتى سريعاً، من خلال إعلان شنّ هجوم معاكس على بلدة الشحيل، وتأكيد استعادة السيطرة على مشفى الشحيل، وإجبار مسلّحي قسد على الانسحاب من أكثر من نصف البلدة. وفي هذا الإطار، تفيد مصادر ميدانية، في حديث إلى «الأخبار»، بأن «التحالف أطلق العديد من القنابل الضوئية خلال عمليات اقتحام قسد لبلدة الشحيل، ما اعتُبر دعماً غير مباشر لقسد في عملياتها العسكرية في المنطقة». وتكشف المصادر أن «قسد أقنعت التحالف بأن شيخ مشايخ قبيلة العكيدات استقدم مسلحين من مناطق سيطرة الحكومة، وهو يتلقّى دعماً من إيران – على رغم تأكيد مقاتلي العشائر عدم انتمائهم إلى أيّ جهة -»، وذلك بعدما رفض الهفل تسلّم إدارة «مجلس دير الزور المدني» تحت قيادة «قسد» و«الإدارة الذاتية». كما تكشف أن «التحالف أعطى قسد مهلة قصيرة لإنهاء الوضع القائم في دير الزور، وإعادة فرض السيطرة الكاملة على المنطقة». من جهته، اتهم القائد العام لـ«قسد»، مظلوم عبدي، أمس، الدولة السورية بالتخطيط للسيطرة على مناطق سيطرة «الإدارة الذاتية» في شمال شرقي سوريا، مشيراً إلى أن «مجموعات مسلحة مدعومة من النظام السوري دخلت إلى مناطق الإدارة الذاتية من غربي الفرات». وقال عبدي، في مقابلة عبر قناة «العربية الحدث»، إن «التحركات الأميركية في تلك المناطق كانت تجري تحت إشرافهم»، مضيفاً أن التحالف الدولي قدم لـ«قسد» «دعماً جوياً ضد المسلحين في دير الزور». ولفت إلى معلومات وصلت لـ«قسد» تفيد بأن «الأميركيين غير معنيين بتنفيذ عملية عسكرية على الحدود».

ووفق المعطيات الميدانية، فإنّ «قسد» ستسعى إلى إنهاء الانتفاضة العشائرية في أسرع وقت ممكن، مع استخدام كلّ الأسلحة المتوفّرة لديها، مقابل عدم امتلاك مقاتلي العشائر سوى الأسلحة الفردية وقاذفات «آر بي جي»، ما يعني عدم وجود توازن عسكري بين الطرفين. ويُعزى استعجال «قسد» إلى إدراكها أن أيّ تأخير في الحسم العسكري سيعني كسب مقاتلي العشائر المزيد من الدعم، مع إمكانية فتح المزيد من الجبهات ضدها في المناطق ذات الأغلبية العربية في مناطق سيطرتها، أو على خطوط التماس مع فصائل «الجيش الوطني»، المدعوم تركياً.

 

 

سيرياهوم نيوز3 – الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

وزير الخارجية الصيني: سنواصل دعمنا القوي لسورية لحماية سيادتها ومبادرة الحزام والطريق ستثري شراكتنا الاستراتيجية

الشراكة الإستراتيجية بين الصين وسورية، ومجالات التعاون بين الشعبين الصديقين السوري والصيني، ومساندة بكين لسورية والقضايا العربية، ومشروع الصين الكبير في القرن الحادي والعشرين القادم ...