ترتبط مهنة تعتيق الخشب ارتباطا وثيقا بالماضي وبالتراث رغم التطور الذي طال مختلف جوانب الحياة إلا أن هذه المهنة حافظت على صلاتها التراثية بروح متجددة.
الحرفي عبد الحفيظ الاخوان أحد العاملين في مهنة تعتيق الخشب في محافظة حمص قال لمراسلة سانا: أعمل في هذه المهنة منذ 25 عاما واتعامل مع قطعة الخشب على أنها روح متجددة تختلف وفق لونها وعمرها وحالتها.
وأضاف.. بدأت التعلق بهذه المهنة عندما شاهدت بابا خشبيا معتقا في أحد أحياء حمص القديمة ومدى ارتباطه بالماضي والتاريخ والحاجة للمحافظة على هذا الرابط في عصرنا الحالي.
طرق وتقنيات تعتيق الخشب متعددة وفق الحرفي الاخوان كالحرق المباشر بأداة تدعى الشلمون أو باستخدام بعض المركبات الكيميائية أو استخدام مادة الكلس وإطفائه بالماء لإحداث بعض المناطق الهشة في الخشب ويمكن استخدام فرشاة حديد أيضا لإحداث خطوط وحفر وبعدها يتم تلوين الخشب بالألوان المائية حصرا ولأكثر من مرة وفي أخر مرحلة يتم بخ القطعة المراد تعتيقها بدهان سريع الجفاف ليحفظ كامل عمليات الدهان والحفر والتعتيق وحمايتها من الرطوبة.
واعتبر الحرفي الاخوان أن ولعه وشغفه بالأثاث المعتق دفعه للاهتمام بالمهنة والتطور فيها وصنع جميع القطع الفنية الخشبية المطلوبة بالمهنة أو تعتيق الاثاث في البيوت القديمة والحديثة وبعض الكنائس.
ولاستمرار توارث المهنة التراثية أشار الحرفي الاخوان إلى أنه يعلم أولاده اليوم تقنيات المهنة لاستمراريتها والحفاظ عليها والتوسع فيها من خلال الاستفادة من مخلفات الطبيعة لصنع تحف وصمديات أيضا بطابع تراثي لافتا إلى استخدام الأدوات اليدوية البسيطة من فراشي دهان وريش بقياسات وسماكات مختلفة وفرشاة حديد وألوان مائية.
سيريا هوم نيوز /4/ سانا