هيثم يحيى محمد
كان مشروع تخرج الطالب خضر محمد في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية بجامعة البعث عبارة تم تصميم وتنفيذ طائرة مسيرة بجناح ثابت باستخدام البرامج الهندسية المتخصصة (CAD) وبغية الإضاءة على هذا المشروع الاول من نوعه والمهم جداً أجرينا لقاء مع الطالب خضر الذي نال الإجازة في الهندسة بناء على هذا المشروع الذي اشرف عليه كل من الدكتور عيد العبود رئيس قسم هندسة الميكاترونيك والدكتور ياسر عملة
وقبل الحديث مع محمد لابد من اعطاء فكرة للقراء عن المشروع فهو مشروع طموح لصناعة اول طائرة مسيرة صناعة سورية مزودة بنظام تحكم خاص موثوق وفعال وقابل للتطوير
ومايميز هذه الطائرة هو نظام وحدة التحكم الذي يجعلها تطير اي الألكترونيات والبرامج التي تسمح للطيار الآلي بالتحليق
و تتكون المنظومة من القاعدة ومن خلالها يتم ارسال اوامر التحكم واستقبال المعلومات الى ومن الطائرة
والطائرة تتكون من الأجزاء الرئيسية التالية (جسم الطائرة وحاسوبين الكترونيين بداخلهما نظام التحكم وكاميرا لألتقاط وبث الصور في الزمن الحقيقي والمحركات للدفع والتحكم بزوايا الميل المكررات لزيادة مدى التغطية حيث توضع بعد 1.2 كيلو متر من القاعدة لتقوم بألتقاط اشارة القاعدة الضعيفة نسبيا عند هذه المسافة واعادة بثها من جديد لتضاف مسافة 1.2 كيلو متر جديدة اي تزداد مسافة التغطية)
ويقول المهندس خضر محمد ان مشروع تخرجي هذا هو الاول من نوعه في تاريخ الجامعة حيث يتميز بحجم غير مسبوق ووزن غير مسبوق لطائرة مسيرة قدمت في جامعاتنا مضيفاً ان دافعي لاختاره هو شغفي بالطيران وخلال دراستي لهندسة الميكاترونيك كنت ادرس على نحو موازي اساسيات ومبادئ هندسة الطيران وان كان بشيئ من التفصيل وهدفي هو الوصول الى برنامج تحكم موثوق وفعال للتحكم بالطائرات المسيرة مهما كان الحجم والغرض منها مؤكداً انه يوجد في سوريا امكانيات كبيرة لاستثمار هذا المشروع بما يخدم وطننا الحبيب سوريا
وعن رأي الأساتذة المشرفين بفكرة مشروعه وكيفية تنفيذها قال محمد:لقد اثنى الاساتذة ولجنة الحكم على هذا المشروع ثناء منقطع النظير وكان هناك اهتمام خاص بهذا المشروع من قبل رئاسة قسم هندسة الميكاترونيك ومن جامعة البعث ككل
مبيناً ان هذه الطائرة تصلح لأغراض الاستطلاع المدنية والعسكرية حيث ان لها تطبيقات عديدة في المجالين ففي
المجال المدني يمكن القيام بمهمات الاستطلاع والمراقبة الأولية لخطوط انابيب النفط او الغاز حيث تعد المراقبة الارضية مكلفة والمسح الجوي ورسم الخرائط ونظم المعلومات الجغرافية وغيرها من التطبيقات الجغرافية المكانية
اما في المجال العسكري فيمكنها القيام بمهمات استطلاع ومراقبة لاراضي العدو كما يساعد نظام الملاحة الجوية الذاتي للطيران لمسافات كبيرة تصل الى عشرات الكيلومترات بدون اتصال مباشر مع القاعدة وغيرها من التطبيقات العسكرية الخاصة
وعن الصعوبات والعقبات التي واجهته في التصميم والتنفيذ ذكر محمد ان الصعوبات كانت في التكلفة العالية للاختبارات والتجارب حيث من الضروري القيام بتجارب لبرنامج التحكم الذي هو عقل الطائرة في ظروف الطيران والتحليق الحقيقية
وان اي خطأ في هذه الظروف كان يؤدي الى فقدان السيطرة والتحكم وسقوطها وكان عليَّ بناءها من جديد بشكل معدل مستفيدا من اخطاء التجارب السابقة فكانت الكلفة الكبيرة لاعادة بناء الطائرة مرات عديدة هي اكبر الصعوبات
وعن امكانية انتاج هذه الطائرة في بلدنا قال:نعم بمكن انتاج كميات كبيرة من هذه الطائرة وبأسعار قليلة جدا مقارنة مع اسعار الطائرات المسيرة التي تصنع في الخارج والمماثلة لمواصفات الطائرة موضوع المشروع
وهناك جهات كثيرة مدنية كانت ام عسكرية يمكنها الاستفادة من هذه التكنولوجيا الحديثة
ويختتم محمد كلامه بالقول:اود ان اقول ان اي نجاح لي في هذا المجال ماهو إلا دافع للاستمرار بالبحث العلمي في مجال تكنولوجيا الطائرات المسيرة واي اخفاق في التجارب والاختبارات لن يزيدني سوى جدية في العمل واستمرار حتى احقق النجاح
(سيرياهوم نيوز-23-8-2022)