سعاد سليمان
قيل أن دورية مشكّلة من عدة جهات رسمية , وليس من التموين فقط قد دخلت الحي على حين غفلة ..
وأنه , وبسرعة البرق .. تم إغلاق معظم المحلات من قبل أصحابها , والهروب , قبل أن يتم اصطيادهم , وبالجرم المشهود , وحيث كان الفداء لهم صاحب أول بقالية في الحي !!
وقيل : أن الحلاق , والخياط , ومصلح الأحذية , والنجار , وكل صاحب كار ..
كلهم قد هربوا .. أغلقوا محلاتهم , وشمعوا الخيط , و يا دار ما دخلك شر !!
أحدهم .. وهو من العقلاء , أو هكذا يعتقد , وصحبه :
أكد أن البلاد في مخاض , وأن كل من أصحاب هذه المحلات يغني على ليلاه بانتظار فجر يعيد الحياة لأصحابها ..
ويقول خبير : أن الاسعار اليوم غير مطابقة لأسعار التموين ..
فكل يوم هناك تسعيرة جديدة , وكل محل يبيع على كيفه , كما جاره الذي لا يتفق معه .
في سوق الخضار .. وعلى الملأ ..وأمام الجميع الأسعار متفاوتة , ومختلفة , والحجج الموجودة واهية ..
هناك .. لا أحد يسأل , أو يناقش , أو يخالف بائعا باع ضميره ..
يتركه , ويمضي حيث يجد مبتغاه إن وجده ..
قد يخالف البائع , ويزيد في الأسعار لإطعام أولاده , وربما لأنه طماع , جشع , فالطبع يغلب التطبع ..
والسوق المفتوح دون رادع , أو ضمير , أو العصا التي من الجنة ..لا بد أن تجد فيه العجائب .. هو وكالة من دون بواب ..
يقول قائل : أن الحال اليوم نتاج الأزمة التي نعيش , وقد طالت , واستطالت حتى قضت على حلم فقير في إطعام طفله تفاحة , أو موزة , أو حتى بيضة .
وما قدوم الدورية إلا صحوة ضمير .
يقول آخر : أين الضمير حين ترتفع الأسعار لما تنتجه أرضنا ..
فنحن لا نستورد الخيار , والبندورة , والثوم , والبصل , والبطاطا طعام الفقراء !!..
أين الضمير حين يصعب على موظف يعتمد على راتبه شراء فروج في الشهر كله فراتبه لا يكفيه ثمن فروجين فقط !!
والمشكلة تتفاقم عند من لديه عدة أطفال , ونحن شعب يحب الأولاد , ويتغنى بتعددهم ..كما يتغنى بتعدد الزوجات .. إذ كله مشرع , ومسموح !!
اليوم تقف المشاكل كالسدود في وجوه الجميع حتى بات القضاء عليها حلما من أحلام الجنة الموعودة ..
وبانتظار الفرج .. نسمع يومياً عن حالات وفاة للشباب دون مرض .. وربما من شدة الفرح !!!
(سيرياهوم نيوز ٤-خاص)