أوضح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الأربعاء، أنه في الحرب الوطنية العظمى تعددت جنسيات قوات الاحتلال ضد روسيا، في غضون ذلك أكدت موسكو أن الغرب أفسد مبادئ الأمم المتحدة، وأن أميركا استخدمت سياسة «الشيطنة والابتزاز والعقوبات والتهديد بالقوة ضد منافسيها»، في حين أكدت وزارة الدفاع تحرير بلدة سول الوقعة قرب سوليدار، إضافة إلى مقتل أكثر من 300 جندي للعدو على أربعة محاور قتال أساسية في دونباس.
وفي التفاصيل نقلت قناة «روسيا اليوم» عن بوتين قوله في اجتماع أمس مع قدامى المحاربين في الذكرى الـ80 لرفع الحصار عن لينينغراد: «إن الحرب الوطنية العظمى شهدت مشاركة العديد من الجنسيات لقوات الاحتلال ضد روسيا».
وأضاف: كان الأمر دائماً كذلك، يكفي فقط إعادة قراءة «الحرب والسلام» لليف تولستوي حتى نرى كيف تجمعت الجنسيات المختلفة من أوروبا لتواجه روسيا في الحرب الوطنية عام 1812، حيث وضع نابليون بونابرت تحت سيطرته كل قوات أوروبا.
ووفقاً لبوتين، فقد تكرر ذلك في الحرب العالمية الثانية 1941- 1945، بعد أن أخضع هتلر كل أوروبا لسيطرته، وفي حصار لينينغراد ارتكب الجرائم ممثلون عن جميع دول أوروبا، وتابع: «لم نعلن عن تلك الجرائم طوال الوقت بذريعة التسامح ولعدم إفساد العلاقات أو أي خلفية لهذه العلاقات، إلا أن ذلك لم يكن فقط على جبهة لينينغراد، وإنما وقع ذلك في كل مكان».
وشارك بوتين في الاحتفالات بمناسبة مرور 80 عاماً على رفع الحصار عن مدينة لينينغراد، ووضع الزهور على نصب «حجر الحدود» في دائرة نيفسكي منطقة كيروفسكي.
وفي بطرسبورغ، زار بوتين أمس المقبرة الجماعية ووضع الزهور عند نصب «الوطن الأم» في مقبرة بيسكارفسكي، وزار الرئيس الروسي كذلك متحف الدولة التذكاري للدفاع والحصار في لينينغراد.
وفي إطار جولة العمل، تفقد الرئيس بوتين ورشات العمل في مصنع «أبوخوف» التابع لمؤسسة «أنتي ألماظ» وتحدث مع العاملين هناك.
وأعلن بوتين خلال جولته أن مستوى كفاءة المؤسسات الصناعية الروسية يسمح لها باستبدال منتجات الشركات المصنعة الأجنبية التي تركت السوق المحلية، والشركات الروسية تستوعب بسهولة ما تركه هؤلاء الشركاء أنفسهم.
في غضون ذلك أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي عقده أمس الأربعاء في موسكو حول نتائج عمل الدبلوماسية الروسية في عام 2022 أن الغرب أفسد مبادئ الأمم المتحدة، ولم يكن هناك احترام لمبادئ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، مشيراً إلى أن أميركا استخدمت قواتها في خارج أراضيها مئات المرات، في انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة.
وحسب «سبوتنيك» لفت لافروف إلى أن المحاولة المحمومة لواشنطن من أجل الحفاظ على الهيمنة عن طريق الاحتيال والاستيلاء، تؤكد أن واشنطن تحاول وقف تشكيل عالم متعدد الأقطاب، الذي يحدث بشكل طبيعي.
وأضاف: إن «العرب هم أصدقاؤنا القدامى والمخلصون، أرى تفهماً لموقفنا وتفهماً بأن الأمر لا يتعلق بأوكرانيا، بل يتعلق بالنضال من أجل نظام عالمي جديد ضد أولئك الذين يعتقدون أن العالم يجب أن يخضع لهم».
وأشار لافروف إلى أنه لا يمكن الحديث عن أي مفاوضات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قائلاً: «لا يمكن أن يكون هناك حديث عن مفاوضات مع زيلينسكي، على الأقل لأنه قانونياً منع التفاوض مع الحكومة الروسية».
وأكد لافروف أن سياسة «الشيطنة والابتزاز والعقوبات والتهديد بالقوة وتوجيه الغرب بتدمير الروابط التقليدية للشركاء التاريخيين هي وسائل تستخدمها الولايات المتحدة ضد منافسيها».
ميدانياً، أكدت وزارة الدفاع الروسية، أمس، تحرير بلدة سول الوقعة قرب سوليدار المحررة الأسبوع الماضي.
ونقلت «روسيا اليوم» عن الوزارة قولها في تقريرها اليومي: «إن متطوعي الوحدات الهجومية، بدعم ناري من الطيران وقوات الصواريخ والمدفعية، قاموا بتحرير بلدة سول في أراضي جمهورية دونيتسك الشعبية».
وأكدت الوزارة أن القوات الروسية قضت على ما يصل إلى 90 جندياً أوكرانياً ودمرت عدداً من المدرعة والمركبات، إضافة إلى مدفع هاوتزر «مستا- بي» وراجمة صواريخ «غراد»، إضافة إلى مقتل أكثر من 60 جندياً أوكرانياً على محور كوبيانسك، وتدمير اثنين من مدافع M777 أميركية الصنع.
وتابعت: «على محور كراسني ليمان بلغت خسائر العدو أكثر من 90 جندياً إضافة إلى رادارين أميركيين مضادين للبطارية AN / TPQ-50 وAN / TPQ-48، ومحطة رادار لرصد وتتبع أهداف «إس تي 68»، وفي منطقة مدينة كراماتورسك تم تدمير مستودع ذخيرة لراجمات الصواريخ «هيمارس» و«غراد»، وعلى محور جنوب دونيتسك تم إحباط محاولة هجوم أوكرانية وبلغ إجمالي خسائر العدو 90 جندياً أوكرانياً.
وأوضحت أنه تمت إصابة 76 وحدة مدفعية في مواقع إطلاق النار وقوات ومعدات عسكرية في 103 مناطق، إضافة إلى إسقاط طائرة «سو 25» أوكرانية في دونيتسك و7 طائرات من دون طيار في مناطق متفرقة.
سيرياهوم نيوز 1-الوطن