بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الاتفاقات المتعلقة بخفض إنتاج النفط وقضايا تتعلق بعضوية «بريكس»، في حين أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الولايات المتحدة تولي اهتماما خاصا لتنفيذ برامجها البيولوجية في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا وإفريقيا، في وقت أكدت فيه موسكو أن نظام كييف أصبح أداة في يد الغرب في محاولة إعادة العالم إلى التبعية الاستعمارية، على حين جددت الولايات المتحدة التأكيد على أنها ستواصل دعمها أوكرانيا على المدى الطويل.
وحسب وكالة «سبوتنيك»، أفادت الخدمة الصحفية للكرملين بأن بوتين أجرى محادثة هاتفية مع محمد بن سلمان ناقش خلالها الطرفان مجموعة من القضايا التي تتعلق بعضوية «بريكس» والاتفاقيات المتعلقة بخفض إنتاج النفط وضمان استقرار السوق العالمية.
وجاء في بيان الكرملين: أعرب ولي العهد عن امتنانه للجانب الروسي لدعمه المستمر لطلب المملكة العربية السعودية للانضمام إلى «بريكس». وأشار الكرملين إلى أن «الرئيس الروسي بدوره هنأ بحرارة القيادة السعودية على القرار الذي اتخذته القمة في جوهانسبرغ بهذا الصدد، وأبلغه بأولويات الرئاسة الروسية لمجموعة «بريكس» في عام 2024».
وعبّر الجانبان، وفق الكرملين، عن تقييمهما العالي لتفاعل البلدين في صيغة «أوبك+»، وأثناء المحادثة، تمت الإشارة أيضاً إلى أن الاتفاقيات التي تم التوصل إليها بشأن خفض إنتاج النفط، إلى جانب الالتزامات الطوعية للحد من إمدادات المواد الخام، التي تجعل من الممكن ضمان الاستقرار في سوق الطاقة العالمية.
إضافة إلى ذلك، أعرب الطرفان عن ارتياحهما لتطور التعاون بين البلدين، وتم النظر في عدد من القضايا المتعلقة بتعميق التعاون في مجالات التجارة والاقتصاد والنقل واللوجستيات والاستثمار. كما تم الاتفاق على مواصلة الاتصالات الثنائية.
بدورها، وتعليقاً على تصريح سكرتير مجلس الأمن القومي الأوكراني أليكسي دانيلوف، حول أن أوكرانيا اليوم ساحة لحرب عالمية ثالثة، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: إن كييف بدأت تدرك أخيراً أنها أداة في يد الغرب في محاولة إعادة العالم إلى التبعية الاستعمارية.
وكتبت زاخاروفا على «تليغرام»: «أخيراً وصل ذلك إلى من يعتبرون أنفسهم مختارين، ليكونوا أداة في يد الغرب». وأضافت: «لقد بلغ إلى أذهانهم أخيراً أن هذا ليس صراعاً بين روسيا وأوكرانيا، بل محاولة من الغرب لإعادة العالم إلى التبعية الاستعمارية، ومواصلة تسخير موارد العالم لإشباع رغباته كما فعل على مر القرون».
في الغضون، أعلنت الخارجية الروسية في بيان أن مقترحات الأمم المتحدة الأخيرة لاستئناف صفقة الحبوب لم تأت بشيء جديد، ولا يمكن أن تؤدي لانسياب الصادرات الزراعية الروسية بشكل طبيعي.
وجاء في بيان الوزارة: «في الواقع، المقترحات الحالية مستوحاة من الطروح السابقة للأمم المتحدة، ولا تحتوي على أي عناصر جديدة ولا يمكن أن تؤدي لانسياب الصادرات الزراعية الروسية بشكل طبيعي».
من جهة ثانية، أكد رئيس قوات الدفاع الإشعاعي والكيميائي والبيولوجي الروسية إيغور كيريلوف، أن الولايات المتحدة تولي اهتماماً خاصاً لتنفيذ برامجها البيولوجية في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا وإفريقيا.
وقال كيريلوف في مؤتمر صحفي: إن الجانب الروسي لديه أدلة موثقة على مشاركة وزارة الخارجية الأميركية في تنفيذ برنامج تعزيز الأمن البيولوجي منذ عام 2016. وأضاف: «تظهر الوثائق المشاركة النشطة لوزارة الخارجية الأميركية في البرامج الحيوية في الدول الأجنبية، وكذلك رغبة واشنطن في الاستعانة بمقاولين خارجيين لإخفاء العملاء وأهداف البحث الجاري».
وأكد الجنرال أن اهتمام واشنطن ينصبّ على دول الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا وإفريقيا، موضحاً: «يتم إيلاء اهتمام خاص لدول الشرق الأوسط: العراق واليمن والأردن، وجنوب شرق آسيا: إندونيسيا والفلبين، وإفريقيا: كينيا والمغرب وأوغندا».
وفي وقت سابق، حذر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديميتري مدفيديف، من ظهور فيروسات جديدة مصطنعة، ليست ذات منشأ طبيعي، في العالم، مؤكداً أن روسيا ودولاً أخرى تتابع ما يحدث عن كثب.
في المقابل، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي وصل إلى أمس إلى أوكرانيا في زيارة لم يعلن عنها أن واشنطن ستواصل دعم أوكرانيا «على المدى الطويل حتى تمتلك قوة ردع».
ونقلت قناة «الحدث» عن بلينكن: «سندعم أوكرانيا بما تحتاجه لنجاح الهجوم المضاد»، وتابع: «واشنطن ستظل داعمة للقيادة الأوكرانية حتى تحقيق النصر»، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة ستعمل مع حلفائها لتقوية الجيش الأوكراني وقوة الردع.
وقدمت الحكومة الأميركية حتى الآن أكثر من 43 مليار دولار في صورة أسلحة ومساعدات عسكرية أخرى لأوكرانيا. كما من المقرر إعلان حزمة جديدة من المساعدات الأمنية هذا الأسبوع، وفق «رويترز».
وتأمل كييف في الحصول على طائرات مقاتلة أميركية الصنع من طراز «إف16» تعهدت عدة دول من أعضاء حلف شمال الأطلسي بإمداد أوكرانيا بها.
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس إحباط جميع محاولات القوات الأوكرانية شن هجمات، وتكبيدها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد بلغت 600 قتيل على الأقل وعشرات الآليات العسكرية.
وقالت الوزارة في بيان: إن القوات الجو-فضائية الروسية نفذت الليلة (قبل) الماضية ضربة بأسلحة بعيدة المدى عالية الدقة استهدفت قاعدة تدريب لمجموعات تابعة للقوات الأوكرانية.
وعلى محور دونيتسك أحبطت القوات الروسية بالتعاون مع سلاح الطيران والمدفعية، 10 هجمات لمجموعات أوكرانية، وألحقت خسائر كبيرة بالقوات الأوكرانية ودمرت دبابة، وعدداً من الآليات العسكرية الأخرى.
وعلى محور زابوروجيه صدت القوات الروسية، مدعومة بالطيران والمدفعية وأنظمة قاذفات اللهب الثقيلة، 4 هجمات للعدو، وكبدت القوات الأوكرانية خسائر في الافراد، كما تم تدمير دبابة ومركبات قتالية ومدافع ذاتية الدفع من صنع أميركي، وأشارت الوزارة إلى تدمير مركبات ومدافع «هاوتزر» على محور خيرسون.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن