أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الإثنين، أن النزاع حول إقليم قره باغ بين أرمينيا وأذربيجان يجب أن ينتهي، على حين أوضحت موسكو أن الغرب يستخدم أكثر الأساليب غير النزيهة ضد روسيا والصين للحفاظ على هيمنته، مشيرة إلى أن تأكيد واشنطن أن مجلس القطب الشمالي بإمكانه أن يعمل من دون روسيا بأنه لا أساس له من الصحة.
واستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، نظيره الأذربيجاني إلهام علييف، ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، وبحسب الكرملين، خصّص الاجتماع لمناقشة اتفاقات وضعت خلال وساطة قامت بها روسيا السنة الماضية و«تدابير إضافية لتعزيز الاستقرار والأمن» في المنطقة.
ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن بوتين، قوله خلال لقاء مسبق مع علييف، إنه من الضروري إعطاء دافع إضافي لمجموعة العمل الثلاثية المكونة من روسيا وأرمينيا وأذربيجان، برئاسة نواب رؤساء الوزراء.
وقال بوتين: «أود أن أشير أيضاً إلى عنصر مهم ذي طبيعة اقتصادية. لقد أنشأنا مجموعة عمل ثلاثية، يرأسها نواب رؤساء الوزراء. لقد أحرزوا تقدماً كبيراً فيما يتعلق بحل القضايا التي تحدثنا عنها سابقًا، نحن بحاجة لإعطائهم دافعاً إضافياً».
كما أعرب علييف، عن شكره لبوتين في دوره بتسوية الأزمة في قره باغ، وقال: «أود أن أعبر عن امتناني لكم على الدور الذي لعبتموه في تسوية نزاع قره باغ. قبل عامين، تم التوقيع على إعلان ثلاثي، وضع حداً للأزمة. حان الوقت الآن للحديث عن تطبيع العلاقات بين أذربيجان وأرمينيا. نحن نقدر دورك الشخصي في هذا الأمر».
وأجرى بوتين في وقت سابق أمس، محادثات ثنائية مع رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن بوتين قوله خلال اجتماعه في سوتشي مع باشينيان: إن هذا الصراع مستمر منذ عقود، ولذلك ما زلنا بحاجة إلى وقت لإنهائه، وأعرف أن لدى الحكومة الأرمينية الإرادة السياسية لذلك، ونحن ندعم ذلك بكل وسيلة ممكنة.
وأضاف: يجب علينا بالطبع في شكل ثلاثي أن نجد النقاط الرئيسة التي ستسمح لنا بالمضي قدماً، مبيناً أن هذا ما نعمل من أجله لمصلحة شعوب المنطقة.
وتوصلت أرمينيا وأذربيجان في الـ9 من تشرين الثاني 2020، وبرعاية روسيا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار أنهى نزاعاً بين باكو ويريفان في إقليم ناغورني قره باغ، استمر نحو شهر ونصف الشهر، فيما تشهد المناطق الحدودية مناوشات واشتباكات بين الجانبين بشكل متقطع.
من جانب آخر قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس الإثنين: إن الغرب يستخدم أكثر الأساليب غير النزيهة في علاقته مع روسيا والصين، في محاولة منه للحفاظ على هيمنته.
ونقلت وكالة «نوفوستي» عن لافروف قوله في كلمة مسجلة توجه بها للمشاركين في المؤتمر الدولي «دور الدبلوماسية العامة في تكوين واستعادة وتنمية العلاقات الروسية الصينية»، الذي يتزامن مع الذكرى الـ65 لتأسيس جمعية الصداقة الروسية الصينية: إن «الغرب الجماعي اليوم، يحاول الحفاظ على هيمنته بشكل متشنج، ويستخدم أكثر الأساليب غير النزيهة للهندسة الجيوسياسية فيما يتعلق بروسيا والصين، اللتين اعتبرهما خصميه الرئيسيين».
ووفقاً للافروف تقوم موسكو وبكين في ظل هذه الظروف بتنسيق وثيق بينهما في السياسة الخارجية، وتابع: إن «الصلة بين موسكو وبكين هي أحد العوامل الرئيسة في إضفاء الطابع الديمقراطي على العلاقات الدولية، وتشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب أكثر عدلاً».
كما أوضح وزير الخارجية الروسي أن الدعم القوي لهذه الجهود من عامة الناس هو عامل مهم في تحسين التعاون الثنائي واسع النطاق».
وفي سياق آخر وصف السفير المتجول بوزارة الخارجية الروسية، رئيس لجنة كبار المسؤولين في مجلس القطب الشمالي نيكولاي كورتشونوف أمس، تأكيد واشنطن أن مجلس القطب الشمالي بإمكانه أن يعمل من دون روسيا بأنه «لا أساس له من الصحة».
وكان مستشار وزارة الخارجية الأميركية ديريك شوليت قد قال في وقت سابق: إن مجلس القطب الشمالي، الذي تحظى روسيا بعضويته، قادر على مواصلة تنفيذ الأغلبية العظمى من مشاريعه، من دون مشاركة موسكو.
وتابع كورتشونوف: «إن جميع قرارات مجلس القطب الشمالي تتخذ من قبل جميع الدول الأعضاء في المجلس، حيث يطبق مبدأ الإجماع، وإذا كانت إحدى الدول ضد قرار من القرارات فإنه لا يمرر، وهو ما يفترض التعاون والتفاعل بادئا ذي بدء، لذلك، يبدو لي هنا أن هناك درجة غير كافية من الدراسة من قبل زميلي الأميركي في ملف مجلس القطب الشمالي، في المقام الأول من وجهة نظر الوثائق القانونية».
وأشار كورتشونوف إلى أن معظم المشروعات في منطقة القطب الشمالي يتم تنفيذها من قبل دولتين أو ثلاث دول، مؤكداً على عدم وجود مشروعات تشارك فيها جميع دول المجلس، حيث إن لدى الدول أولويات مختلفة.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن