حذّرت روسيا إسرائيل الأربعاء من تسليم أسلحة لأوكرانيا بعدما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إنّه “يدرس هذا الأمر”.
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا “في ما يتعلق بتسليم أسلحة لأوكرانيا، نحن لا نصنّف الدول بحسب الجغرافيا. نحن نقول إنّ كلّ الدول التي تسلّم أسلحة يجب أن تفهم أنّنا سنعتبر هذه الأسلحة أهدافاً مشروعة للقوات الروسية”.
ومنذ بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا في شباط/فبراير، تبنّت إسرائيل موقفاً حذراً تجاه موسكو، سعياً للمحافظة على الحياد.
وشدّدت إسرائيل على العلاقات الخاصة التي تجمع البلدين، فيما يعيش في إسرائيل أكثر من مليون مواطن من الاتحاد السوفياتي السابق.
وحذّر الكرملين من تصعيد الحرب في حين تعهّد حلفاء أوكرانيا الغربيون إرسال المزيد من الأسلحة إلى كييف.
وقالت زاخاروفا إنّ “أيّ محاولة، تمّ تنفيذها أو حتى أُعلنت ولم تنفّذ بعد، لتوريد أسلحة إضافية أو جديدة، تؤدّي وستؤدّي إلى تصعيد هذه الأزمة. ويجب أن يدرك الجميع ذلك”.
وقال الكرملين اليوم الأربعاء إن الصواريخ الأطول مدى التي قيل إنها ضمن حزمة مقبلة من المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا “ستفاقم” الصراع لكنها لن تغير مجراه.
وأضاف دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحفيين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليس لديه أي خطط لعقد محادثات مع نظيره الأمريكي جو بايدن.
ومنحت الأنباء عن احتمال إرسال الولايات المتحدة صواريخ بمدى يقترب من مثلي مدى صواريخ القوات الأوكرانية دفعة كبيرة لكييف اليوم الأربعاء حتى مع تراجع جنودها أمام هجوم شتوي روسي لا هوادة فيه شرق البلاد.
وقال مسؤولان أمريكيان إن حزمة جديدة من المساعدات العسكرية بقيمة ملياري دولار سيُعلن عنها هذا الأسبوع في أقرب تقدير وستشمل لأول مرة القنابل الأرضية صغيرة القطر، وهي سلاح جديد صممته شركة بوينج.
ويمكن لتلك الصواريخ أن تضرب أهدافا على بعد أكثر من 150 كيلومترا وهو ما يزيد كثيرا عن مدى يصل إلى 80 كيلومترا لصواريخ منظومة هيمارس التي غيرت دفة الحرب عندما أرسلتها واشنطن الصيف الماضي.
وقد يعني ذلك أن كل شبر من الأراضي الأوكرانية التي تحتلها روسيا، باستثناء معظم مناطق شبه جزيرة القرم، يمكن أن يكون في مرمى نيران القوات الأوكرانية قريبا مما يجبر موسكو على نقل بعض الذخيرة ومواقع تخزين الوقود إلى روسيا نفسها.
وقال ميخايلو بودولياك مساعد الرئيس الأوكراني إن المحادثات جارية بشأن إرسال الصواريخ ذات المدى الأبعد إلى جانب محادثات متعلقة بطائرات هجومية. وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن إرسال أسلحة أمريكية ذات مدى أبعد سيؤدي إلى تصاعد الصراع.
يأتي الإعلان الأمريكي المتوقع بعد أسبوع من تعهد دول غربية بتقديم عشرات الدبابات القتالية المتطورة لأوكرانيا للمرة الأولى في انفراجة تهدف إلى منح كييف القدرة على استعادة الأراضي المحتلة هذا العام.
لكن وصول الأسلحة الجديدة لن يكون قبل أشهر. وفي غضون ذلك، اكتسبت روسيا زخما في ساحة المعركة للمرة الأولى منذ منتصف عام 2022 في معارك شتوية عنيفة وصفها الجانبان بأنها مفرمة لحم.
وأعلنت موسكو في الأيام القليلة الماضية عن تقدم إلى الشمال والجنوب من مدينة باخموت التي تمثل هدفها الرئيسي منذ شهور. وتنفي كييف العديد من هذه المزاعم ولم تتمكن رويترز من التحقق بشكل مستقل من الوضع لكن مواقع القتال المذكورة تشير إلى تقدم روسي متزايد.
واتّهم الكرملين واشنطن الأربعاء بتقويض اتفاقيات ضبط انتشار الأسلحة بعدما قالت الولايات المتحدة إن روسيا لا تمتثل لآخر اتفاق بشأن التسلّح ما زال قائما، وهي معاهدة نيو ستارت.
وكان التوتر بين البلدين في ذروته قبل أن ترسل روسيا قوات إلى أوكرانيا في شباط/فبراير العام الماضي، لتتدهور العلاقة أكثر مذاك.
ونددت وزارة الخارجية الأميركية بتعليق روسيا عمليات التفتيش وإلغائها المحادثات لكنها لم تتهم موسكو بزيادة الرؤوس النووية بما يتجاوز الحدود المتفق عليها.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين “نعتقد بأن استمرار هذه المعاهدة مهم للغاية”.
وأضاف “في المقابل، نرى أن الولايات المتحدة دمّرت فعليا إطار العمل القانوني في مجال ضبط الأسلحة والأمن”.
وقال سفير روسيا لدى الولايات المتحدة في وقت سابق الأربعاء إن موسكو “تلتزم بشكل لا غبار عليه” بالاتفاق وستواصل ذلك.
وأكد السفير أناتولي أنتونوف في بيان على صفحة السفارة في فيسبوك أن “المسؤولية عن التصعيد في قضايا نيو ستارت تتحملها واشنطن بالكامل”.
فرضت معاهدة “نيو ستارت” التي وُقّعت أول مرة عام 2010 قيودا على عدد الرؤوس الحربية النووية الاستراتيجية ومنصات الإطلاق والقاذفات الثقيلة التي تنشرها روسيا والولايات المتحدة.
وبعد فترة قصيرة من توليه السلطة، مدد الرئيس الأميركي جو بايدن “نيو ستارت” حتى 2026 بعدما تخلت إدارة دونالد ترامب عن اتفاقيات ضبط الأسلحة السابقة وترددت في المحافظة على “نيو ستارت” بشكلها الحالي.
وأعلنت موسكو في مطلع آب/اغسطس أنها ستعلق عمليات التفتيش الأميركية لمواقعها العسكرية بموجب “نيو ستارت”. وذكرت بأنها ترد على العرقلة الأميركية لعمليات التفتيش الروسية، وهي تهمة نفتها واشنطن.
وأجّلت روسيا إلى أجل غير مسمى المحادثات بموجب “نيو ستارت” التي كان من المقرر أن تبدأ في 29 تشرين الثاني/نوفمبر في القاهرة، متهمة الولايات المتحدة “ببث السموم والعداوة”.
وقال جندي في وحدة أوكرانية مؤلفة من متطوعين من روسيا البيضاء لرويترز من داخل المدينة إن القوات تقاتل من مبنى إلى آخر في باخموت لتحقيق مكاسب لا تتجاوز مئة متر في الليلة مضيفا أن المدينة تتعرض لقصف روسي متواصل. وتجري القوات الروسية مناورات في محاولة لتطويقها.
وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في وقت متأخر من أمس الثلاثاء إن قواتها تعرضت لإطلاق نار في باخموت وقريتين عند مداخلها الجنوبية.
وشنت روسيا أيضا هجوما كبيرا جديدا هذا الأسبوع على فوليدار التي تقع جنوبي باخموت، وهي منطقة تسيطر عليه أوكرانيا عند تقاطع خطوط المواجهة الجنوبية والشرقية. وتقول كييف إن قواتها ما زالت صامدة هناك.
* أوكرانيا بحاجة لطائرات
وبعد أن أقنعت حكومة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دولا في حلف شمال الأطلسي أخيرا بإمدادها بدبابات قتالية حديثة، فإنها تضغط بقوة للحصول على طائرات مقاتلة. واستبعدت الولايات المتحدة وبريطانيا إرسال مقاتلاتهما المتطورة لكن دولا أخرى تركت الباب مفتوحا.
وقال وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو في باريس بعد لقائه بنظيره الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف أمس الثلاثاء إنه “ليس هناك محظورات” فيما يتعلق بإمداد كييف بالطائرات المقاتلة.
ويرفض الغرب حتى الآن إرسال أسلحة يمكن استخدامها لهجوم في عمق روسيا خشية اندلاع صراع أوسع نطاقا لكن موسكو تقول إن التعهدات الغربية بالأسلحة تعني أنها تخوض فعليا حربا مع حلف شمال الأطلسي.
وصدت أوكرانيا هجوما روسيا على العاصمة كييف العام الماضي وأمسكت بزمام المبادرة بالهجوم في النصف الثاني من عام 2022 واستعادت السيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي المحتلة.
لكن تقدمها توقف إلى حد كبير منذ نوفمبر تشرين الثاني بينما أعادت روسيا تشكيل قواتها بمئات الآلاف من جنود الاحتياط في تعبئة هي الأولى منذ الحرب العالمية الثانية.
ومن شأن استيلاء روسيا على باخموت أن يكون خطوة نحو تحقيق هدف السيطرة الكاملة على منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا. لكن كييف تقول إن المكاسب الروسية في الأسابيع القليلة الماضية كانت انتصارات باهظة الثمن تكبدت في مقابلها الكثير من أرواح الجنود والمرتزقة المجندين من السجون الروسية.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم