عقب تحذير موسكو لها من مصير مشابه للأفغان الذين وثقوا بواشنطن، واصلت ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» حملتها للبحث عن السجناء الفارين من تنظيم داعش الإرهابي في الرقة لليوم الثاني على التوالي، في وقت خطفت تسعة أطفال قصّر في مناطق سيطرتها خلال شهر آب الماضي، بهدف تجنيدهم في صفوفها.
وواصلت «قسد» الحملة التي أطلقتها مع ما تسمى قوات «الأسايش»، الذراع الأمنية لـ«قسد» في حي الرميلة بمدينة الرقة لليوم الثاني على التوالي بحثاً عن 3 سجناء من خلايا داعش الذين فروا أثناء عملية نقلهم من سجن لآخر أول من أمس، وذلك حسبما ذكرت مصادر إعلامية معارضة أمس.
وأضافت المصادر: إنه ورغم استمرار عمليات البحث لم تتمكن الميليشيات حتى الآن من العثور عليهم.
وأول من أمس، هرب 5 سجناء من جنسيات مختلفة، من سيارة نقل أثناء اقتيادهم من سجن المطاحن في مدينة الرقة التابع لـــ«قسد» إلى سجن آخر، فيما تمكنت الأخيرة من إلقاء القبض على اثنين منهم أحدهما من الجنسية الباكستانية والآخر أذربيجاني، في حين تمكن 3 من الهرب إلى مكان مجهول.
بموازاة ذلك، أكد موقع «باسنيوز» الكردي العراقي، أن ما تسمى «الشبيبة الثورية» التابعة لميليشيات «قسد» خطفت تسعة أطفال قصر خلال شهر آب غربي مناطق سيطرتها، بهدف زجهم في جبهات القتال ومعسكرات تجنيد الأطفال.
وأشار البيان نقلاً عمن تسمى «الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان» إلى أن «هذه الأعمال تعد انتهاكاً صارخاً للمادة 38 من اتفاقية حقوق الطفل، والتي تحظر تجنيد الأطفال واستخدامهم في النزاعات المسلحة».
جاء ذلك، بعد أن حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في تصريح نقله موقع قناة «روسيا اليوم» أول من أمس، الأكراد في شمال شرق سورية، وكان يقصد ميليشيات «قسد»، من مصير مشابه للأفغان الذين وثقوا بواشنطن.
وقال لافروف: «وجود واشنطن يؤثر بشكل مباشر في الوضع بالمنطقة وعلاوة على ذلك فإنه يعد السبب الرئيس للوضع القائم في منطقة ما وراء الفرات والضفة الشرقية لنهر الفرات وفي الجنوب الشرقي، حيث إن الأميركيين أنشؤوا حول بلدة التنف منطقة بقطر 55 كم وأعلنوا فيها عن وجودهم كمراقبين كتدبير احترازي ضد انتشار نفوذ داعش، ولكن بالطبع لم يحقق الأميركيون أي أهداف في مكافحة الإرهاب فهم نشطون لإقامة كيان شبه دولة عكس بقية الأراضي السورية التي تخضع لسيطرة السلطات الشرعية والتي فرضت عليها عقوبات صارمة بما في ذلك القانون باسم «قيصر» المعروف».
وأضاف لافروف: إنه «في المناطق التي يحميها الأميركيون لا تطبق هذه العقوبات بل يتم ضخ الأموال، كما أن هذه المناطق أغنى حقول النفط والغاز وأخصب الأراضي الزراعية والتي تستغل بشكل كبير، حيث يتم تصدير النفط والغاز والحبوب بوساطة الأميركيين وأتباعهم ولا تصل العائدات لخزينة الدولة السورية بل تستخدم لتشجيع أعمال الانفصال وإنشاء كيان شبه دولة»، معرباً عن أسفه من جر الأميركيين للأكراد إلى لعبتهم، في محاولة للرهان عليهم.
وأشار لافروف، إلى أن الاشتباكات التي حدثت بين «التشكيلات الكردية» والقبائل العربية التي عاشت في هذه الأراضي لمئات السنين والتي يريد الأميركيون الآن الاستحواذ على جزء منها لإنشاء مشروع كيانهم «الشبه دولة».
وقال لافروف: «على الأكراد أن يدركوا أن مستقبلهم سيكون دائماً في إطار وحدة سورية وليس الاعتماد على إنقاذ الأميركيين لهم، بل عليهم التوجه نحو التفاوض مع الحكومة السورية، ويجب عليهم الاتفاق بشأن الحقوق التي يستحقونها كأقلية قومية».
وذكّر لافروف بمصير القادة الأفغان الذين وثقوا بالأميركيين وخذلوهم، محذراً الأكراد من السيناريو ذاته وقال: «آمل أن يتعلم شركاؤنا الأكراد من التجربة التاريخية ويعودوا إلى مسار الحوار الوطني متفقين على شروط حياتهم ضمن الدولة السورية الموحدة مع دمشق».
(سيرياهوم نيوز 1-وكالات-الوطن)