أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن شكره لمجلس «الدوما» على دعمه فيما يتعلق بالقضايا المحورية للبلاد، مشيداً بقدرة كل الأحزاب على التوصل إلى توافق عند اتخاذ القرارات المصيرية، في حين وصف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديميتري مدفيديف زعماء أوكرانيا الحاليين بـ«مجموعة أشخاص ضيقي الأفق من المهرجين المندثرين والفاسدين ينفذون أوامر مشغليهم في واشنطن، في حين أعلن الكرملين أمس أن موسكو ستتابع الاجتماع المقرر عقده في السعودية في آب الجاري حول الأزمة الأوكرانية، وما يمكن أن ينتج عنه.
وحسب موقع «روسيا اليوم»، قال بوتين خلال لقاء عقده أمس مع رئيس مجلس الدوما فياتشيسلاف فولودين لاستعراض نتائج «دورة الربيع» للبرلمان الروسي: «أود أن أعرب عن امتناني للدعم الذي قدمتموه بشأن القضايا المحورية لتطور البلاد، وقبل كل شيء، بالطبع في مجال السياسة الخارجية».
وأضاف: «أرى هناك إجماعاً بين جميع الأحزاب السياسية، رغم وجود اختلافات في سبل معالجة القضايا الاجتماعية والاقتصادية وحتى بعض قضايا السياسة الداخلية، وهذا أمر طبيعي، لكن فيما يتعلق بالأمور الأساسية، بل المصيرية المرتبطة ببقاء الدولة الروسية ذاتها، أشعر دائماً بدعم النواب».
من جانبه، قال فولودين: إن النظام السياسي والنموذج الاقتصادي اللذين بلورهما الرئيس، أظهرا الاستقرار والثبات، وسط «تحديات غير مسبوقة»، وذكر أنه كان في صلب أولويات عمل مجلس الدوما في دورة الربيع دعم المشاركين في العملية العسكرية الخاصة وعائلاتهم.
من جهته، أكد مدفيديف على صفحته في «تلغرام» أمس أن رؤوس النظام في كييف، ينفذون كل أوامر مشغليهم في واشنطن، لافتاً إلى أنهم طرحوا صيغة سلام غير قابلة للتطبيق، وهم يرفضون بشكل مسعور أي خيارات أخرى للتفاوض.
وحسب موقع «روسيا اليوم» أضاف مدفيديف: إن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي وقع على ورقة تمنع المفاوضات مع روسيا، وكل ذلك سيسمح لروسيا بأن تنجز أهداف العملية العسكرية الخاصة حتى يتم القضاء على نظام «بانديرا» في كييف، وحتى يتم اجتثاث العقيدة النازية الجديدة من جذورها، والقضاء على المجرمين الذين قتلوا عدداً كبيراً من مواطنيهم من أجل الأموال المسروقة من الغرب وإشباع طموحاتهم المشوهة.
في غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أمس أن بلاده ستتابع الاجتماع المقرر عقده في السعودية حول الأزمة الأوكرانية، وما يمكن أن ينتج عنه.
ونقلت وكالة «نوفوستي» عن بيسكوف قوله تعليقاً على المبادرة السعودية: إنه «لا يزال يتعين فهم الأهداف التي تم تحديدها بشكل كامل، وما الذي يخطط المنظمون للحديث عنه في الواقع»، مشيراً إلى أن الكرملين أكد مراراً أن أي محاولة لتعزيز تسوية سلمية للنزاع في أوكرانيا تستحق تقييماً إيجابياً.
وفي سياق متصل، أكد مصدر روسي تعليقاً على الأنباء الأخيرة بشأن تنظيم مفاوضات في مدينة جدة لحل الأزمة الأوكرانية من دون دعوة موسكو استحالة قيام تسوية للأزمة الأوكرانية من دون وجود روسيا ومراعاة مصالحها المشروعة.
وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية أن السعودية تريد إجراء محادثات سلام حول أوكرانيا في جدة في شهر آب الجاري، مشيرة إلى أنه تمت دعوة ممثلين عن 30 دولة للحضور، وأن روسيا ليست من بينها.
بدوره أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن الأسلحة الغربية الموردة إلى نظام كييف لا تؤدي إلى تحقيق أي نجاح في ساحة المعركة، بل إلى إطالة أمد النزاع العسكري.
وقال شويغو خلال اجتماع عبر الفيديو مع قيادة القوات المسلحة لروسيا الاتحادية أمس: «بفضل بسالة قواتنا والنجاحات التي حققتها خسرت القوات الأوكرانية أكثر من 20800 عسكري، و2227 قطعة من الأسلحة خلال شهر تموز».
وأضاف شويغو: من بين المعدات التي فقدتها قوات كييف خلال هذا الشهر 10 دبابات «ليوبارد» و11 مركبة «برادلي» و40 بطارية مدفعية أميركية من طراز أم 777 و50 قطعة مدفعية ذاتية الدفع من بريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبولندا.
وتابع شويغو: على خلفية إخفاق ما يسمى الهجوم المضاد ركز نظام كييف بدعم من الرعاة الغربيين على شن هجمات إرهابية على البنية التحتية المدنية في مدن وبلدات الاتحاد الروسي، لافتاً إلى أن القوات الروسية زادت من قوة ضرباتها رداً على الهجمات على الأراضي الروسية.
إلى ذلك حذر نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشيوف من أن الولايات المتحدة قد تتجه نحو التصعيد في النزاع الأوكراني، خلال انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2024.
ورداً على سؤال عن تأثير الانتخابات الرئاسية الأميركية على تطور الأزمة الأوكرانية، قال كوساتشيوف في تصريح صحفي وفقاً لوكالة «تاس»: إن «الأميركيين لا يترددون في تسخير السياسة الخارجية لخدمة صراعاتهم الحزبية، وإذا احتاج طرف أو آخر إلى زيادة التصعيد على المسار الأوكراني من أجل الحصول على أصوات إضافية في الانتخابات فسيفعل ذلك».
واعتبر السيناتور الروسي أنه مادامت الحملة الرئاسية الأميركية ستبلغ ذروتها عام 2024 فقد تتحول إلى ظرف مؤسف للغاية إن لم يكن قاتلاً.
وفي سياق منفصل، أعلنت روسيا أنه لا يمكن الحديث عن سحب الأسلحة النووية التكتيكية الروسية من بيلاروس إلا بعد تخلي واشنطن وحلفائها عن نهجهم المدمر، وسحب الأسلحة النووية الأميركية من أوروبا.
وقال مدير الدائرة الثانية لبلدان رابطة الدول المستقلة بالخارجية الروسية أليكسي بوليشيوك لوكالة «نوفوستي»: «جاء نشر الأسلحة النووية التكتيكية الروسية على أراضي بيلاروس رداً على السياسات النووية الطويلة الأمد المزعزعة للاستقرار التي يعتمدها حلف «ناتو» وواشنطن، والتغيرات الجوهرية التي حدثت مؤخراً في المجالات الأساسية للأمن الأوروبي.
وشدد على أن نقل أسلحة نووية إلى بيلاروس قرار اضطراري يهدف إلى ضمان أمن دولة الاتحاد بين روسيا وبيلاروس، مضيفاً: «لن يصبح سحب الأسلحة النووية التكتيكية الروسية من أراضي بيلاروس ممكناً إلا إذا تخلت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي عن مسارهما المدمر المتمثل في تقويض أمن روسيا وبيلاروس بشكل متعمد، وهذا يتطلب سحب كل الأسلحة النووية الأميركية من أوروبا إلى أراضي الولايات المتحدة مع إزالة البنية التحتية لهذه الأسلحة في أوروبا».
وفي الـ25 من آذار الماضي، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا وبناء على طلب الجانب البيلاروسي ستنشر أسلحة نووية تكتيكية في أراضيها تماماً كما تفعل الولايات المتحدة منذ فترة طويلة على أراضي حلفائها، على حين أكد الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو نهاية أيار أن نقل الأسلحة النووية غير الإستراتيجية من روسيا إلى أراضي بيلاروس قد بدأ بالفعل.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن