الرئيسية » عربي و دولي » موسم قطاف الزيتون في الضفة.. رحلة معاناة وحكاية صمود فلسطيني بمواجهة الاحتلال

موسم قطاف الزيتون في الضفة.. رحلة معاناة وحكاية صمود فلسطيني بمواجهة الاحتلال

محمد أبو شباب

مع بدء موسم قطاف ثمار الزيتون في الضفة الغربية كل عام تتفاقم معاناة المزارعين الفلسطينيين من جراء تصعيد قوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه اعتداءاتهم، من قطع الأشجار، وحرقها، وتجريف حقولها، إلى سرقة الثمار، مروراً بمنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم، وخاصة الواقعة خلف جدار الفصل العنصري.

جني المحصول رحلة يومية محفوفة بالمخاطر، قد يدفع المزارعون حياتهم ثمناً لها، ورغم وحشية اعتداءات الاحتلال يواصل الفلسطينيون مواجهته والدفاع عن أشجار زيتونهم، فإلى جانب دورها الاقتصادي المهم باتت هذه الشجرة التي ورثها الأبناء عن الأجداد شريكة في المقاومة، وجذورها الضاربة عميقاً في التراب منذ آلاف السنين رمزاً لتشبثهم بهويتهم وثباتهم في أرضهم.

وفي تصريح لمراسل سانا أوضح رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان أن قوات الاحتلال ومستوطنيه صعدوا اعتداءاتهم منذ بدء موسم قطاف الزيتون هذا العام، حيث تم توثيق 1245 اعتداء في الضفة الغربية، أصيب خلالها عشرات المزارعين بالرصاص، وقنابل الغاز السام، إضافة إلى اقتلاع وحرق أكثر من 1850 شجرة زيتون مثمرة، مؤكداً أن جرائم الاحتلال لن تمنع الفلسطينيين من الوصول إلى حقولهم والدفاع عنها.

بدوره لفت مسؤول ملف مقاومة الاستيطان في شمال الضفة غسان دغلس إلى أن الاحتلال استولى على مساحات واسعة من الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون في قرى جالود وبيت دجن والساوية وبيتا وقريوت في نابلس، وحرم الفلسطينيين منها تمهيداً لضمها للمستوطنات، كما أن قواته المنتشرة على الطرقات المؤدية إلى نابلس كثيراً ما تستولي على الموسم بعد قطافه، وتحتجز المركبات، وتجبر المزارعين على سلك طرق وعرة للوصول إلى حقولهم.

وبين دغلس أن مدينتي نابلس وسلفيت الغنيتين بالزيتون تعرضتا لاعتداءات مكثفة من قبل المستوطنين وصلت إلى 233 اعتداء منذ بدء موسم القطاف هذا العام، كان آخرها جريمة رش أكثر من 100 شجرة زيتون في قرية جالود بمواد كيماوية سامة.

وعن المعاناة اليومية التي يكابدها المزارعون في الوصول إلى حقولهم قال رئيس مجلس قرية جالود رائد الحاج محمد: إن الاحتلال يمعن في اعتداءاته على المزارعين في جالود، من خلال إجبارهم على الانتظار لساعات طويلة تحت فوهات البنادق للوصول إلى حقولهم، وإطلاق الرصاص عليهم، ما أدى لإصابة عدد منهم، فضلاً عن اقتحامات المستوطنين للأراضي، وحرقهم الأشجار أو قطعها، وسرقة ثمارها، مشدداً على أن أهالي القرية سطروا ملحمة صمود من خلال تحديهم الاحتلال والمستوطنين بالوصول إلى أراضيهم لقطف ما تبقى من ثمار الزيتون في حقولهم.

من جانبه أشار منسق المقاومة الشعبية في قلقيلية مراد شتيوي إلى أن الاحتلال حرم عشرات المزارعين في قلقيلية وسلفيت ممن تقع أراضيهم خلف جدار الفصل العنصري من الوصول إليها لقطف ثمار الزيتون، ضمن محاولاته الرامية للاستيلاء عليها موضحاً أن شباب فلسطين شكلوا مجموعات لمساعدة المزارعين في قطف الزيتون ضمن الحملة الوطنية “فزعة” و”لستم وحدكم” تأكيداً على مواصلة التشبث بالأرض، ومقاومة كل مخططات الاحتلال الهادفة للاستيلاء عليها وتهويدها.

سيرياهوم نيوز 6 – سانا

x

‎قد يُعجبك أيضاً

إردوغان بشأن العدوان الإلكتروني على لبنان: “إسرائيل” نفذت مرة أخرى هجمات كتنظيم إرهابي

  إردوغان بشأن العدوان الإلكتروني على لبنان: “إسرائيل” نفذت مرة أخرى هجمات كتنظيم إرهابي الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يقول إن “إسرائيل” أثبتت أنها لا ...