د.ريم حرفوش
أنا لست بخير ..
حقاً ؟! ..
من إذاً بخير ..
يدي اليمنى أمسكت بيسراها وماعادت تتركها ..
الثقة انعدمت بمن منحتهم كتفاً يوماً ..
من كثرة السقوط انعدمت عتبة الألم ..
توقفت منذ زمن عن البكاء ..
مشاعري حيادية ..
تسير على الجمر لكن ملامحي مفعمة بالانتعاش ..
توقفت تنهيدات الحب ماعاد النبض يثير شجوني ..
الحنين والاشتياق سيّان ..
من أراد ليرحل أو يبقى لافرق ..
هل لدي مشكلة ..
لا أبداً أنا أجيد الابتسام ..
والدمع انتهى من قاموسي ..
كتبت أجمل رثاء للٱخرين والٱن أرثي نفسي ..
توقفت عن خوض الحروب الخاسرة ..
في وطن جعل الصدارة لعقيمي القلب والعقل ..
أتابع احتساء قهوتي البحرية بهدوء ..
لم يتسنى لي الوقت لأخبرك أنك والوطن .. لي وطن ..
فكيف أعاتب و ألوم منكما الغياب ..
لامشكلة أبداً ..
خذ راحتك .. بالعلن ..
ونظرة العين تقول لاتعد .. فقط غادر بسلام ..
مصابة أنا بالبرود حدّ التلاشي ..
لكني أسير الدرب بكل حماس ..
لاأعرف ماأريد ..
لا .. أعرفه تماماً ..
لكن وضعت نقاط وفواصل ووقفت أنتظر ..
الكثير توقفوا لإلقاء نظرة خاطفة ..
هل سمعوا صوت الصراخ ؟!
لا أظن ..
ربما تأسفوا ومضوا ..
أعتقد أني أحادث نفسي بصوتٍ عال جداً عال ..
اشتكى أهل الحي من هرطقات الأشباح ليلاً ..
الصراع بين الروح .. القلب والعقل لاينتهي ..
الأرض ماعادت تستوعب كل هذا الفصام ..
يفيض مابها كل يوم يحولنا لمجانين ..
نتذكر الله ونحن نمارس الموبقات ..
نملأ السماء عهوداً وحلفان ..
ثم ننكس كل إيماناتنا ..
نتابع الغرق في البغي والضلال والنفاق ..
نصفق بحرارة لانعدام الأخلاق ..
خارجون عن القانون نحن وبعدنا الطوفان ..
لن ينصفنا عدل الأرض ولا السماء ..
نحن صواب والٱخرون خطأ ..
جعلوني ارتدي القميص الأبيض وقيدوا ذراعاي للخلف ..
تركوني في حالة هذيان ..
كيف أغفو بلا أحلام ؟!..
هل أنتِ بخير ..
جداً .. أجل ..
ابتسامة ساخرة باردة ..
جداً بخير ..
يجب أن أستيقظ غداً بلا أمل ..
أتوقف عن الغثيان والاعتراض ..
أمسكت يدي اليمنى باليسرى ..
خرجنا جميعاً نستند على بعضنا ..
الثقة وحبك في زمن الخذلان حماقة ..
انكسار .. انعدام توازن واتزان ..
ياللسخافة موعد مع استشاري النفسي ..
سأكتفي فقط بأن لاأكون للمرة الألف .. حمقاء ..
(سيرياهوم نيوز 2)