أكد موقع وورلد سوشاليست الأمريكي أن جميع التدخلات العسكرية والسياسية الأمريكية في الدول الأخرى تحت ذرائع “الإنسانية ونشر الديمقراطية” على مدى العقود الماضية كان هدفها الحقيقي الهيمنة والسيطرة على المصادر الحيوية والثروات الطبيعية في العالم.
وأوضح الموقع في سياق مقال للكاتب غابرييل بلاك أن الدمار المخيف الناتج عن التدخلات العسكرية الأمريكية في الدول الأخرى مثل العراق وأفغانستان وليبيا واليمن وسورية وعدد الضحايا الذين قضوا كنتيجة مباشرة لهذه التدخلات والذي يقدر ما بين 3 و12 مليون قتيل خلال الـ 25 عاماً الأخيرة إضافة إلى الآثار الكارثية على صعيد الغذاء والدواء وانهيار البنى التحتية تؤكد أن التبريرات التي ساقتها واشنطن كاذبة ولا تمت بأي صلة للأسباب الأخلاقية أو الإنسانية بل تستند إلى أسباب اقتصادية وجيوسياسية بحتة.
وأشار الموقع إلى أن الخدعة الأمريكية بشأن ما سمته واشنطن “الحرب على الإرهاب” في منطقة الشرق الأوسط التي تمتلك احتياطات هائلة من الغاز والنفط والثروات الطبيعية ليست من قبيل المصادفة وقد اعترف الرئيس السابق للبنك الاحتياطي الفيدرالي “آلان غرينسبان” في مذكراته بأن الهدف من الاحتلال الأمريكي للعراق هو السيطرة على النفط وبعد اعترافه هذا تعرض لتوبيخ شديد من صناع القرار في أمريكا.
وربط الموقع بين السياسة الأمريكية لافتعال الأزمات والحروب وما يحدث حالياً في أوكرانيا مع اعتماد واشنطن سياسة تصعيدية وعدائية ضد روسيا وتأجيجها الحرب في أوكرانيا من خلال إرسال السلاح والمرتزقة منذ شهور.
واورد الموقع تصريحات لمستشار الأمن الأمريكي السابق ومهندس السياسة الأمريكية الخارجية في أوكرانيا زبيغنيو بريجينسكي الذي قال عام 1997 إن “قدرة أمريكا على ممارسة الهيمنة العالمية تعتمد على نجاحها في منع ظهور قوة مسيطرة في اوراسيا” معتبراً أن أوكرانيا مهمة لتحقيق مخططات واشنطن في هذا الإطار.
وقد حدد بريجينسكي حسب الموقع المخطط العسكري الأمريكي المقبل في أوكرانيا في أعقاب الانقلاب الذي شهده هذا البلد عام 2014 على حكومة الرئيس الأوكراني الشرعية فيكتور يانكوفيتش وتحدث عن تسليح كييف من قبل الولايات المتحدة وحلفائها وخاصة بأسلحة معدة للقتال في المناطق المدنية ما يجعل القتال أطول وأكثر تكلفة من حيث الأرواح والأموال.
الموقع لفت إلى أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ضخاً حتى الآن أكثر من 20 مليار دولار على شكل مساعدات عسكرية واقتصادية إلى أوكرانيا في الفترة ما بين 2014 و2019 لتمضي كييف قدماً في حملتها ضد سكان دونباس متسببة بمقتل 13 ألف شخص على الأقل وهذه حقيقة أخرى يغيب ذكرها في وسائل الإعلام الأمريكية والغربية.
وبين الموقع أن واشنطن الآن في طور إغراق أوكرانيا بالأسلحة بما فيها المتطورة مثل الصواريخ المضادة للدبابات والمدفعية وغيرها من المعدات كما أنها تسير على مخطط إرسال أكثر من 40 مليار دولار إلى كييف في هذا العام فقط ولا يتضمن هذا المبلغ الأسلحة التي أرسلتها دول الاتحاد الأوروبي.
ولفت الموقع إلى أن الأطماع الأميركية بالسيطرة على مصادر الطاقة والموارد الطبيعية في العالم بما في ذلك المعادن هو ما يحرك سياساتها التصعيدية في أوكرانيا ضد روسيا التي تلعب دوراً رئيسياً في إنتاج أنواع مختلفة من المعادن الأساسية ولديها احتياطي عالمي مهم منها مثل النيكل والنحاس والبلاديوم.
سيرياهوم نيوز 1-سانا