آخر الأخبار
الرئيسية » مختارات من الصحافة » موقع أميركي: الصراع في السودان يهدّد بالتحول إلى دوامة إقليمية

موقع أميركي: الصراع في السودان يهدّد بالتحول إلى دوامة إقليمية

ذكر موقع “Responsible Statecraft” الأميركي أنّ الحرب في السودان على وشك إشعال المنطقة، مشيراً إلى إمكان تجنُّب ذلك، شرط أن تؤدي الأمم المتحدة دورها.

وقال الموقع إنّ الخطوة الأميركية المتمثلة بفرض عقوبات على أطراف الصراع في السودان تشير إلى أنّ واشنطن تخلّت عن دور الأمم المتحدة في حل الصراع، وهذا بدوره يشير إلى عدم تحييد المتنافسين الإقليميين، ويهدّد بتمدّد الصراع.

وأشار الموقع إلى أنّ “الولايات المتحدة الأميركية والصين وروسيا تتفق على وقف انهيار الدولة السودانية. لكن، إذا تصرّفت واشنطن على أنّها صانعة القرار، فإنّ بكين وموسكو سيعملان ضدها”.

وفي حين أنّه من غير المرجح أن يخيف فرض واشنطن العقوبات على الجنرالات السودانيين أو داعميهم الأجانب، فإنّ هذه الخطوة من شأنها أن تثير غضب الصين وروسيا والدول الأفريقية الموحدة في معارضتها للعقوبات الأميركية أحادية الجانب، بحسب الموقع.

ووصف الموقع محاولات الولايات المتحدة والسعودية التوصل إلى اتفاق قصير المدى لوقف إطلاق النار، والسماح بدخول المساعدات وإجلاء المدنيين، بـ”المهمة الصعبة”، موضحاً أنّ البلدين يواجهان تحدياً مماثلاً في صعوبته: “منع الصراع من أن يصبح جزءاً من الصراعات الإقليمية والدولية”.

تزايد خطر تورّط القوى الخارجية في الصراع السوداني

ومع مرور الوقت، يتزايد الخطر من تورط القوى الخارجية في الصراع السوداني، كما أورد الموقع.

مصر تفضّل علناً قائد القوات السودانية المسلحة عبد الفتاح البرهان، ويماثلها كل من تركيا وقطر، اللتين تربطهما علاقات وثيقة بإسلاميي السودان.

أما الإمارات العربية المتحدة، فتربطها علاقات مع كلا الجنرالين، لكنّ علاقاتها السياسية والتجارية أوثق مع محمد حمدان دقلو، المعروف بـ”حميدتي”، وقوات الدعم السريع.

وتبعت جامعة الدول العربية الموقف المصري، إذ حدّدت أنّ البرهان يمثّل الدولة السودانية، ووصفت حميدتي ضمنياً بأنّه “متمرّد”.

وفي روسيا، لدى مجموعة “فاغنر” شراكة مع قوات الدعم السريع، بحسب الموقع الأميركي، لكنّ الكرملين لديه أيضاً مصالح في قاعدة بحرية على البحر الأحمر، وفي الأعمال العسكرية التي تسيطر عليها القوات المسلحة السودانية.

والصين لديها استثمارات في السودان، وخاصة في قطاع النفط، وترى أنّ البحر الأحمر حلقة وصل استراتيجية في مبادرة الحزام والطريق، إذ إنّ الممر المائي هو ممرها التجاري البحري الرئيسي إلى أوروبا.

ويشكّل الصراع خطراً على الأمن القومي لجيران السودان. فمصر تكافح للتعامل مع التدفق الجماعي للأشخاص الذي يفوق الـ100,00 شخص. ويتوقّع المصريون أن يتجاوز هذا العدد 2 مليون، بينهم من يحملون الجنسيتين المصرية والسودانية.

من جهتها، تستقبل السعودية الأشخاص الذين تم إجلاؤهم عبر البحر الأحمر. وتضم جميع الأنظمة الملكية الخليجية مجتمعات الشتات السودانية التي ستجلب عائلاتها الممتدة. ولدى هذه الدول، بالإضافة إلى دول مثل تركيا، استثمارات كبيرة في الزراعة السودانية التي تواجه الانهيار.

ورأى المقال أنّ الصراع سيعود للاشتعال في دارفور. وإحدى المجموعات التي يجب مراقبتها هي ميليشيا موسى هلال، قائد “الجنجويد”، الذي هزمه حميدتي عندما سيطرت قوات الدعم السريع على مناجم الذهب في دارفور.

والمجموعات الأخرى تضم مقاتلين موالين لـ”جيش تحرير السودان”، بزعامة مني ميناوي، وحركة العدل والمساواة، بزعامة جبريل إبراهيم، وكلاهما ظلّ محايداً حتى الآن.

في ليبيا، يمدّ خليفة حفتر، زعيم الجيش الوطني الليبي، وأحد أصدقاء “فاغنر”، حميدتي بالدعم اللوجستي. مقاتلون من “الدعم السريع”، وآخرون ذوو ولاءات أخرى، قاتلوا سابقاً على جهات متعددة في ليبيا، وثمة مجموعات مسلحة منهم في تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى.

جنوب السودان أيضاً في طريق العاصفة، مع قطع التجارة من الشمال، وتعرُّض صادرات النفط عبر السودان للخطر، وتشجع الميليشيات على جانبي الحدود المشتركة للبلدين. وعرض رئيس جنوب السودان سلفا كير التوسط، من دون إحراز أي تقدّم.

وتتقاطع الحرب في السودان مع الحرب في إثيوبيا. حكومة آبي أحمد تشترك اليوم مع جبهة تحرير شعب تيغراي في مواجهة ميليشيات الأمهرة وإريتيريا. ومنطقة الحرب ملاصقة للسودان، ويتنازع البلدان عليها. وهي تضمّ 80,000 ألف لاجئ من تيغراي، إضافة إلى جنود عملوا مع الأمم المتحدة، ومُنحوا لجوءاً هناك.

أما الجار الوحيد الذي قد يستفيد من الصراع في السودان، فهو إريتيريا، فالفوضى فرصة لعناصر الأمن الإريتيري للتحرك بحرية، وكلما اضطربت الأوضاع في جوار الإريتيري، استطاع الرئيس أسياس أفورقي أن يكون المهيمن عسكرياً في المنطقة.

 

سيرياهوم نيوز3 – الميادين

x

‎قد يُعجبك أيضاً

إعلام إسرائيلي يحذر من تحول مذكرتا الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت إلى شكاوى أخرى بحق مسؤولين إسرائيليين وحظر واسع على الأسلحة المورّدة إلى “إسرائيل

ذكرت تقارير أوردتها وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الجمعة،أنّ “إسرائيل” تخشى من أن يؤدي قرار المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بحق نتنياهو وغالانت، إلى فرض حظر ...