خالد عرنوس
انفض عرس مونديال الأندية بنظام أبطال القارات أمس الأول في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية من خلال النسخة العشرين التي لم تخرج عن تقاليد البطولة عبر نهائي أوروبي – أميركي لاتيني ومن ثم تتويج أوروبي جديد وبطله هذه المرة مانشستر سيتي الإنكليزي بقيادة مدربه الفيلسوف بيب غوارديولا الذي دخل التاريخ من خلال تتويجه الرابع باللقب العالمي الذي وضعه على رأس قائمة المدربين، وبانتظار النسخة القادمة المجمعة من المونديال وكذلك بطولة الإنتركونتيننتال التي أعادها الاتحاد الدولي (فيفا) إلى الحياة سنكون في السطور التالية مع أهم أحداث مونديال جدة الذي شهد العديد من الأحداث المنفردة والأرقام التاريخية على مستوى تاريخ البطولة الذي يعود إلى عام 2000.
ملخص الأحداث
البداية كانت من المباراة التمهيدية بين الاتحاد السعودي ممثل الدولة المستضيفة وأوكلاند سيتي النيوزيلندي بطل أوقيانوسيا وأنهاها الأول بثلاثية نظيفة سجلها رومارينيو وكانتي وبنزيمة (29 و34 و40)، ليتأهل لملاقاة الأهلي المصري بطل إفريقيا، ولأن خبرة الأهلي كانت أثقل في البطولة فقد ثأر لخسارة قديمة بينهما منذ 2005 وفاز بنتيجة 3/1 بعد مباراة تألق فيها الشياطين الحمر وسجل لهم علي معلول من جزاء وحسين الشحات وإمام عاشور (21 و49 و62) على حين سجل كريم بنزيمة هدف الاتحاد الوحيد (90+2) علماً أنه أهدر ركلة جزاء، وفي المواجهة الثانية من الدور الثاني فاز أوراوا ريد الياباني بطل آسيا على ليون المكسيكي بطل الكونكاكاف بهدف سجله أليكس شالك (78).
في نصف النهائي قدم الأهلي وفلومينينزي مباراة كبيرة استغل البرازيليون فرصهم الأقل وسجلوا مرتين عبر جون أرياس من علامة الجزاء وجون كيندي (71 و90)، ورغم صمود أوراوا قرابة 45 دقيقة إلا أن السيتي خرج بفوز طبيعي بثلاثة أهداف دون مقابل سجلها هويرتين (بمرماه) وماتيو كوفاسيتش وبرناردو سيلفا (45+1 و52 و59)، على المركز الثالث أيضاً قدم الأهلي وأوراوا مباراة تليق بالحدث وانتهت بفوز الأهلي 3/2 بعد أحداث حافلة حيث تقدم الأهلي بهدفين عبر ياسر إبراهيم وبيرسي تاو (19 و25) قبل أن يتعادل أوراوا بوساطة خوسي كانتي وألكسندر سكولز من علامة الجزاء (43 و54) ثم تقدم بهدف عكسي سجله يوشيو كوازيمي (60) وأهدر علي معلول ركلة جزاء للأهلي (75) قبل أن يسجل هدف الفوز الرابع في الدقيقة 90+8 ليحرز الأهلي المركز الثالث للمرة الرابعة في تاريخه.
النهائي الذي جمع فريقاً اوروبياً مع آخر لاتينياً للمرة الثالثة عشرة خرج بفوز تاريخي لمان سيتي برباعية نظيفة بدأها يوليان ألفاريز منذ الدقيقة الأولى وعزز الستي بالثاني عبر هدف عكسي سجله القائد البرازيلي نينو (27) وسجل فيل فودين الثالث (72) وأكمل ألفاريز الرباعية (88) ليعادل السيتي النتيجة المسجلة في النهائي والمسجلة عبر برشلونة أيضاً على حساب سانتوس البرازيلي في نسخة 2011، وليحقق اللقب كأول فريق إنكليزي ينجح بهذه المهمة من المشاركة الأولى.
أبطال 2023
18 لاعباً شاركوا مع مان سيتي في البطولة بغياب كيفن دي بروين وإرلينغ هالاند المصابين وخاض كايل وولكر الكابتن والحارس إيدسون وجاك غريليش الدقائق كاملة (180 دقيقة) ولعب ناثان أكي (171 دقيقة) ثم برناردو سليفا (154 دقيقة) وجون ستونز (152 دقيقة) وفيل فودين (145) ثم كوفاسيتش (119) ويوليان ألفاريز (116 دقيقة) ثم ماتيوس نونيز (99) وربن دياز (90) وريكو لويس (61 دقيقة) وجاسكو جفارديول (41) وأوسكار بوب (35 دقيقة) وظهر كالفن فيليبس وسيرجيو غوميز خلال 13 دقيقة فقط كأقل اللاعبين.
بانوراما 2023
– غاب التعادل عن المباريات السبع التي حملت انتصارات كاملة في الوقت الأصلي ومنها خمسة بأهداف من طرف واحد فشهدت البطولة تسجيل 23 هدفاً أي بمعدل 3.28 في المباراة الواحدة وهو معدل طبيعي في البطولة إذا ما عرفنا أن المعدل العام للبطولة في نسخها السابقة بلغ 3.04 في المباراة علماً أن عدد الأهداف المسجلة في النسخ العشرين الكاملة وصل 423 هدفاً خلال 160 مباراة، وتوج الأرجنتيني يوليان ألفاريز (السيتي) هدافاً للبطولة بالمشاركة مع الفرنسي كريم بنزيمة (الاتحاد) والتونسي علي معلول (الأهلي) ولكل منها هدفان.
– واختير لاعب السيتي (الإسباني) رودريغو هيرنانديز كاسكانتي المعروف بـ (رودري) أفضل لاعب في البطولة فنال الكرة الذهبية وذهبت الفضية لزميله الإنكليزي كايل والكر بينما البرونزية كانت من نصيب الكولومبي جون أرياس لاعب فلوميننيزي.
– جاءت ثلاثة أهداف من علامة الجزاء ليرتفع عدد الأهداف من ركلات الجزاء إلى 43 هدفاً، وكذلك جاءت ثلاثة أهداف بالنيران الصديقة ليرتفع عدد الأهداف العكسية في البطولة إلى 18 هدفاً وكانت نسخة 2007 شهدت ثلاثة أهداف بالخطأ.
– 20 بطاقة صفراء أشهرها الحكام في 6 مباريات بعدما خلت مباراة الاتحاد × أوكلاند من البطاقات بينما شهدت مباراة الأهلي × الاتحاد 4 صفراوات وحمراء وطرد أنتوني موديسيه (الأهلي) بالحمراء المباشرة على حين طرد ويليام تيسيلو (ليون) بالإنذار الثاني أمام أوراوا.
– ارتفع عدد البطاقات الصفراء التي شهدتها البطولة خلال تاريخها إلى 579 بطاقة منها 58 بطاقة في النسخة الأولى (14 مباراة) مقابل 38 بطاقة في نسختي 2008 و2009 (8 مباريات) وبلغ عدد حالات الطرد 40 حالة منها 6 حالات في نسخة 2000.
رابع الإنكليز
يعد مانشستر سيتي رابع الأندية الإنكليزية المتوجة بالكأس بعد جاره مان يونايتد 2008 وليفربول 2019 وتشيلسي 2021، وبذلك عادلت أندية إنكلترا نظيرتها البرازيلية التي سبق لها أن توجت باللقب 4 مرات عبر كورينثيانس (2000 و2012) وساوباولو (2005) وإنترناسيونالي (2006)، إلا أن الصدارة مازالت للإسبان بثمانية ألقاب منها خمسة لريال مدريد (2014 و2016 و2017 و2018 و2022) وثلاثة للبرشا (2009 و2011 و2015) ويأتي خلفهما الألماني بايرن ميونيخ الذي أحرز اللقب مرتين (2013 و2020)، ويبقى من الأبطال قطبا ميلانو اللذان أحرز كل منهما لقباً فتوج ميلان عام 2007 وإنتر عام 2010 فأصبح السيتي البطل الثاني عشر لمونديال الأندية، وبالتالي هو البطل السادس عشر من القارة العجوز مقابل 4 فقط من أميركا اللاتينية، وأصبحت أندية البرازيل الأكثر خسارة في النهائي فبات فلومينينزي سادس برازيلي يحل وصيفاً مع الأخذ بعين الاعتبار أن فاسكو دي غاما خسر نهائي 2000 أمام مواطنه كورينثيانس.
بيب وكوفاسيتش
الحدث الأهم بعد تتويج السيتي ويتعلق بعناصره مباشرة كان المدرب الإسباني للفريق بيب غوارديولا الذي انفرد بالرقم القياسي للمدربين المتوجين باللقب فقد أحرز اللقب للمرة الرابعة وكان الإيطالي كارلو أنشيلوتي توج بالقب 3 مرات (2007 مع ميلان و2014 و2022 مع ريال مدريد) تميز بيب الملقب بالفيلسوف بأنه توج مع ثلاثة أندية مختلفة (2009 و2011 مع برشلونة و2013 مع بايرن و2023 مع السيتي)، وبذلك وضع غوارديولا المدربين الإسبان في مقدمة المدربين المتوجين بالمونديال (6 ألقاب) مع إضافة لقب لرافا بينيتيز (2010) ولويس إنريكه (2015) يليهم البرازيليون أوزفالدو أوليفيرا (2000) وباولو أوتوري (2005) وآبيل براغا (2006) وتيتي (2012) ثم الطليان عبر أنشيلوتي منفرداً بثلاثة ألقاب بمشاركة الألمان فتوج يورغن كلوب (2019) وهانز فليك (2020) وتوماس توخيل (2021)، وتوج الفرنسي زين الدين زيدان مرتين (2016 و2017) الاسكتلندي أليكس فيرغسون مرة (2008).
وعلى مستوى اللاعبين دخل الكرواتي ماتيو كوفاسيتش التاريخ باعتباره الوحيد الذي توج مع ثلاثة أندية مختلفة بعدما توج مع ريال مدريد عامي 2016 و2018 ثم مع تشيلسي 2021 قبل أن يختتمها مع السيتي وقد شارك كوفاسيتش في 119 دقيقة مع مان سيتي مقابل 181 دقيقة مع تشيلسي و68 دقيقة مع الريال في نسخة 2018 و14 دقيقة في نسخة 2016 وظهر خلال 382 دقيقة بالمجموع.
وتوج كوفاسيتش باللقب للمرة الرابعة محتلاً المركز الثالث من حيث عدد الألقاب بالمشاركة مع البرتغالي رونالدو والبرازيلي مارسيلو والإسبانيين سيرجيو راموس وإيسكو والفرنسي رافاييل فاران والكرواتي لوكا مودريتش ويسبقهم الألماني توني كروس (6 ألقاب) منها خمسة مع الريال والأول مع البايرن يليه الفرنسي كريم بنزيمة والإسباني داني كارفاخال بخمسة ألقاب.
رودري وألفاريز
هما نجما مان سيتي وقد توجا بلقبي أفضل لاعب وأفضل هداف واختير الأول نجماً للمباراة الأولى ضد أوراوا والثاني نجماً للنهائي، وقد استطاع الإسباني التتويج بلقب أفضل لاعب في دوري أبطال أوروبا بينما الثاني توج باللقب العالمي مع المنتخب الأرجنتيني العام الماضي وساهم بتتويج راقصي التانغو بكوبا أميركا قبل عامين وسبق له التسجيل في كل البطولات والمسابقات التي توج بها مع السيتي عدا مباراة كأس السوبر الأوروبية فسجل بالدوري وكأس إنكلترا وكأس المحترفين ودوري الأبطال.
وسجل يوليان ألفاريز الهدف الأول للسيتي في النهائي بعد 40 ثانية فقط وهو الهدف الأسرع في تاريخ البطولة والذي كان مسجلاً باسم جمعة محمد غريب لاعب العين الإماراتي بمرمى الترجي التونسي بعد 79 ثانية من المباراة التي جمعت الفريقين في الدور الثاني لنسخة 2018، وبالطبع فهو الأسرع في مباراة التتويج والهدف الأسرع كان بحوزة لاعب بايرن ميونيخ (البرازيلي) دانتي يوفيم بمرمى الرجاء عام 2013 وجاء بعد 7 دقائق.
بنزيمة والشحات
سجل حسين الشحات لاعب الأهلي أحد أهداف فريقه بمرمى الاتحاد وهو هدفه الرابع في البطولة لكنه أصبح اللاعب الأول الذي يسجل في أربع نسخ فقد سبق له أن سجل هدفاً بقميص العين 2018 ثم سجل هدفين للأهلي 2020 و2022 وهاهو يسجل هدفاً جديداً للأهلي في 2023، ولحق به كريم بنزيمة لاعب الاتحاد الذي سجل هدفين رافعاً رصيده العام إلى 6 أهداف في البطولة مشاركاً الويلزي غاريث بيل بعدد الأهداف محتلاً المركز الثاني خلف الهداف التاريخي كريستيانو رونالدو (7 أهداف) ويتشارك مع بنزيمة بأنه سجل مع ناديين مختلفين وأصبح كريم سابع هؤلاء، لكنه تساوى مع الشحات بالتسجيل في أربع نسخ.
وسجل زميله الجنوب إفريقي هدفاً بمرمى أوراوا فأصبح خامس الذين سجلوا في 3 نسخ بعد رونالدو (اليونايتد والريال) وليونيل ميسي (برشلونة) وغاريث بيل (الريال) والسعودي سالم الدوسري (الهلال) وتميز مع رونالدو بين هؤلاء بأنه سجل مع فريقين مختلفين.
سيرياهوم نيوز1-الوطن