آنا عزيز الخضر:
نشعر بالخسارة عندما نفقد نبراسا للفن الراقي في زمن يغلب فيه الفن الهابط ، فيتسع فراغنا ويكبر الفقدان ، عدا عن خسارة الفرد كإنسان عرف بحبه لوطنه وموقفه الوطني في أقسى الظروف، إنها الفنانة ميادة بسيليس صاحبة الصوت الرخيم والروح المحبة،وهي الفنانة التي انشدت القصائد لسورية والشهيد، وغنت لمدن الوطن دمشق وحلب وغيرها أجمل الاغاني والأشعار،وهي التي عودتنا تقديم الجديد مع كل حفل جديد لها، جديد يحمل كل المﻻمح الفنية النوعية ذات الشروط المتألقة في كل اتجاه لها،والتي من شأنها أن ترسخ لفن راق بكل ماتعنيه الكلمة من معنى،يرفع الذائقة الجمالية،يحارب الفن الرخيص عبر كل تفصيل من تفاصيله،ليشكل نقطة عﻻم يشار اليها بالبنان في اي مجال غنت فيه.. إن كان للوطن.. للحب ..للناس.. حيث عملت عليه الفنانة عبر مشوارها الفني،فجسدت مسؤولية فنية كبيرة ، حملتها تلك الفنانة على مدى مسيرتها الفنية العامرة بالعطاء والتميز والنوعية، فسجلها الفني، احتفى دوما بكل ماهو جميل ،فغنت وقدمت اجمل الاغاني في ظروف الوطن الصعبة، لتكون عونا للناس في محنة الوطن، وتقول ان السوري نموذج للإرادة، نموذح للحياة الحافلة بالحيوية،مهما كثرت الصعويات، فكانت نموذجا للفنان الذي يتعامل بمسؤولية عالية في اقسى الاوقات، اذ اقامت العديد من الحفﻻت لرفع معنويات الناس والاخذ بأيديهم لمجابهة الاحزان والجراح وتمنحهم اشياء للفرح، فجسدت القدوة التي تحتل المكانة العزيزة في الوجدان والذاكرة.
غادرتنا فنانة متميزة عرفناها منذ بريقها الاول في عالم الفن ،متمسكة بكل ماهو جميل كلمة ولحنا وقضية، غادرتنا بعد ان علمتنا الكثير بفنها وكيف يترجم الفنان المسؤول معاني الحب للوطن والناس.
سيرياهوم نيوز 6 – الثورة