أدان رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي التحذير الذي وجهه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو للأمم المتحدة بشأن إبعاد قوة «يونيفيل»، على حين جدد رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري التمسك بكل الثوابت وأهمها وقف إطلاق النار فوراً مؤكداً أن تطبيق القرار 1701 بالكامل هو الحل الوحيد والمتاح.
وجاء في بيان صادر عن ميقاتي أمس أورده موقع «لبنان 24» إنه «لم يكتف رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو بالعدوان الذي يشنه على لبنان حاصداً الشهداء والضحايا والدمار الذي لا وصف له، بل يصر على كشف عدوانيته أيضاً تجاه قوات «يونيفيل» العاملة في الجنوب».
وأضاف البيان: إن التحذير الذي وجهه نتنياهو إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للمطالبة بإبعاد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان يمثل فصلاً جديداً من نهج العدو بعدم الامتثال للشرعية الدولية وقراراتها ذات الصلة، وهذا التصريح برسم المجتمع الدولي والأمم المتحدة ويجب أن يكون حافزاً جديداً لاتخاذ الموقف المناسب، بعدما انقلب نتنياهو على النداء الفرنسي- الأميركي المدعوم من دول أجنبية وعربية لوقف إطلاق النار.
وأردف ميقاتي في بيانه: إن لبنان الذي يدين موقف نتنياهو والعدوان الإسرائيلي على «يونيفيل»، يجدد تمسكه بالشرعية الدولية وبالقرار 1701، وبدور قوات الأمم المتحدة في الجنوب وتعاونها الإيجابي مع الجيش، ويطالب المجتمع الدولي بموقف حازم يوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان والشرعية الدولية أيضاً.
كلام ميقاتي جاء تعليقاً، على رسالة وجهها نتنياهو، للأمين العام للأمم المتحدة طالباً «سحب قوات «يونيفيل» من جنوب لبنان، بزعم أن «رفض سحب قوات يونيفيل من جنوب لبنان يعني تركهم رهائن بيد حزب اللـه ويعرض حياتهم وحياة جنودنا للخطر».
وقبل ذلك، رفضت «يونيفيل» طلب إسرائيل «سحب قواتها مسافة 5 كيلومترات على الأقل من حدود لبنان»، وأشار المتحدث باسم القوة الأممية لموقع «إكسيوس» الأميركي، إلى أنه «تم اتخاذ قرار بقاء قوات «يونيفيل» في مكانها بالتشاور مع الدول المساهمة فيها».
في سياق متصل، ومع وصول أول طائرة مساعدات سعودية إلى مطار بيروت، شدد السفير السعودي في لبنان وليد بخاري، بعد زيارته ميقاتي في دارته، على أنه «من الضروري الوصول إلى وقف إطلاق نار بأسرع وقت ممكن»، ولفت إلى أن «تحرك السعودية عبر المساعدات سيترجم بالتأكيد إلى جهود دبلوماسية لوقف النار والتهدئة»، وفق موقع «النشرة» الإلكتروني.
وقبل ذلك، أوضح ميقاتي أن وصول أول طائرة سعودية يشكل «بداية جسر جوي للمساعدات في هذه الأزمة التي يمر بها لبنان من الناحية الإنسانية»، وقال: «خلال اللقاء أطلعني السفير على الخطة خلال الأيام العشرة المقبلة، وعما يمكن أن تشمله هذه الطائرات أيضاً»، وأعرب عن شكر لبنان للسعودية، وقال: أنا «متأكد بأن السعودية هي بجانبنا كما كانت في الماضي واليوم وكما ستبقى دائماً في المستقبل».
بموازاة ذلك، أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري، أنه لا يزال متمسكاً بالمبادرة التي تقدم بها مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ولا يزال متمسكاً بكل الثوابت التي أعلنها سابقاً، وأهمّها وقف إطلاق النار فوراً»، موضحاً أن «هذا ما يبلغه لكل المتصلين به».
وفي تصريحات صحيفة، تعليقاً على مسألة «فصل جبهة لبنان عن غزة، قال بري « لم نذكر وقف النار في غزة، ولم نذكر فصل الجبهات أو ربطها، فليفسر كل طرف أو شخص وفق ما يريد، نحن مواقفنا واضحة»، لافتاً إلى «أنه كرر خلال الاتصال مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن كلمة وقف إطلاق النار عشر مرات».
واعتبر بري أن الموقف الفرنسي «ممتاز، ويتطابق مع المواقف اللبنانية، خصوصاً في ظلّ إصرار باريس على وقف إطلاق النار، إلى جانب موقفها الداعي إلى حجب الأسلحة التي تستخدمها إسرائيل في لبنان وقطاع غزة، وموقفها لجهة المساعدات التي سيتمّ العمل على جمعها للبنان ومساعدة اللبنانيين، إضافة إلى مساعدة مؤسّسات الدّولة والمهجرين».
ورأى أن «الموقف الفرنسي متقدم، ولاسيما بالنظر إلى المؤتمر الذي دعت إليه باريس في 24 الحالي، وذلك في سبيل مساعدة لبنان على مختلف الصّعد السياسية والدبلوماسية، والسّعي لإصدار موقف واضح يدعو إلى وقف النار»، مبيناً أن «الفرنسيين يتمسّكون بالقرار 1701 كما نتمسك به نحن، إضافة إلى المساعي الّتي ستُبذل في هذا المؤتمر للوصول إلى تسوية سياسية يتوافق عليها اللبنانيون، برعاية إقليمية ودولية».
سيرياهوم نيوز١_الوطن