في وقت شن فيه وزير المهجّرين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عصام شرف الدين، هجوماً على وزير الخارجيّة عبد اللـه بوحبيب، ووصفه بـــ«المرتهن إلى الخارج» وبأنه لا يريد حلاً لملفهم، اعتبر رئيس حكومته نجيب ميقاتي، أن أزمة النازحين السوريين تشكل تهديداً مباشراً على وجود لبنان كنموذج للتنوع، وأن القرار الأخير الذي أصدره برلمان الاتحاد الأوروبي بشأن هؤلاء النازحين هو انتهاك واضح للسيادة اللبنانية، ولا يأخذ بالحسبان مخاوف وتطلعات اللبنانيين، لافتاً إلى أن بلاده على أهبة الاستعداد للدخول في حوار بناء وتعاون مع جميع الشركاء الدوليين لوضع خريطة طريق مشتركة لمعالجة هذه الأزمة.
وكشفت قناة الـ«MTV» اللبنانية، أن شرف الدين، شنّ هجوماً عنيفاً على وزير الخارجيّة في حكومة تصريف الأعمال بوحبيب، على مجموعة لـ«واتساب»، ووَصفه بــ«المرتَهن إلى الخارج»، وبأنّه لا يريد حلّ ملف النزوح السوري، وذلك بحسب ما ذكر موقع «النشرة» الإلكتروني اللبناني أمس.
وفي 15 الشهر الجاري ذكرت قناة المنار أن بوحبيب اعتذر عن ترؤس الوفد الوزاري لزيارة سورية بشأن مناقشة ملف النازحين السوريين في لبنان.
والثلاثاء الماضي، نقل موقع «النشرة» عن تقارير إعلامية لبنانية أن شرف الدين أكد أنه سيطرح مسألة ذهاب الوفد الوزاري إلى سورية على جلسة مجلس الوزراء المقررة أمس الإثنين، كاشِفاً أنه طلب من الأمين العام لمجلس الوزراء إدراج هذا البند على جدول أعمال الجلسة، وقال: «آمل في أن يوافق رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وإذا لم يفعل فإنني سأُبادِر إلى طرح الأمر من خارج جدول الأعمال لأنه لم يعد جائزاً الاستمرار في إضاعة الوقت في حين البرلمان الأوروبي يحاول أن يفرض علينا أمراً واقعاً، وأن يجبرنا على إبقاء النازحين، في انتهاكٍ صارِخ لسيادتنا».
وشدد شرف الدين حينها على أنه لن يتساهَل في متابعة ملف النزوح وفي الضغط لحسم مسألة ترتيب زيارة الوفد الوزاري إلى سورية في أقرب وقت ممكن، معرباً عن تمنيه أن يحصل التجاوب المطلوب من ميقاتي والوزراء.
وأكد شرف الدين وجوب اختيار رئيس جديد للوفد مكان بوحبيب، لافتاً إلى أنه «كان مُتردداً منذ البداية، ولا يريد أن يخوض في الأسباب الحقيقية والواضحة التي أملَت عليه الانسحاب من رئاسة الوفد.
في غضون ذلك، اعتبر ميقاتي في كلمة له خلال «مؤتمر روما لمناقشة الهجرة عبر المتوسط»، أن أزمة النازحين السوريين تشكل تهديداً مباشراً على وجود لبنان كنموذج للتنوع، مشيراً إلى أن قرار البرلمان الأوروبي بشأن دعم إبقاء اللاجئين السوريين في لبنان، انتهاك لسيادة بلده وذلك بحسب ما ذكر موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني أمس.
وقال ميقاتي: «أقف أمامكم اليوم لتسليط الضوء على بعض القضايا العاجلة التي لا تؤثر فقط في كل منطقة البحر المتوسط بشكل عام، لكن لها وقعاً وأثراً شديداً على بلدي لبنان بشكل خاص، وهي الهجرة وأزمة اللاجئين والأمن والسلام والاستقرار والازدهار».
وأضاف ميقاتي إنه على الرغم من عدم توقيعه اتفاقية مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لعام 1951، «يجب الاعتراف بالمرونة والرحمة التي أظهرها لبنان في توفير المأوى والمساعدة للسوريين خلال الحرب على سورية، وذلك بموارد محدودة للغاية، ونقص شديد في فرص العمل الجذابة في البلاد، إلا أن اللبنانيين رحبوا باللاجئين بأذرع مفتوحة، وتقاسموا معهم كل ما يملكون لدعمهم خلال هذه الأوقات الصعبة»، مشيراً إلى أن «75 عاماً من التحديات المؤرقة والصراعات والحروب الدورية وخيبات الأمل العابرة للأجيال والفرص الضائعة وإستراتيجيات التنمية غير الملائمة… تفوق قدرة بلد واحد على التحمل»!
ورأى ميقاتي أن الأمر يحتاج إلى وضع خطة للعودة الآمنة والمضمونة لجميع اللاجئين إلى وطنهم بما أن الحرب في سورية انتهت، وأنه يجب على المنظمات الدولية والجهات المانحة، عوضاً عن تمويل إقامتهم في لبنان، إعادة توجيه هذه الأموال لدفعها وبشروط، للأفراد والأسر التي تقرر العودة إلى وطنها.
وقال ميقاتي: أود أن أكرر خيبة أمل لبنان للقرار الأخير الذي أصدره برلمان الاتحاد الأوروبي، هذا القرار هو انتهاك واضح للسيادة اللبنانية، ولا يأخذ بالحسبان مخاوف وتطلعات اللبنانيين، مشيراً إلى أن بلاده على أهبة الاستعداد للدخول في حوار بناء وتعاون مع جميع الشركاء الدوليين لوضع خريطة طريق مشتركة لمعالجة هذه الأزمة، وأنها حريصة على تعزيز تعاونها مع الاتحاد الأوروبي في هذا المسعى.
سيرياهوم نيوز3 _ الوطن