احمد يوسف داؤد
في عامِ 2019 تفتّقتْ قَريحَةُ الحُكومةِ آنذاك ـ حماها اللهُ وحمى الحُكوماتِ العَبقَريّةَ
التّالِياتْ ـ عن تَخصيصِ مليارِ ليرةٍ سوريّةٍ بالتّمامِ والكَمالِ لمَنحِ الأُسَرِ الريفيّةِ الرّاغِبةِ بتحسينِ دَخلِها خَمسَ عَشْرةَ دَجاجةً بيّاضةً مع كَميّةٍ بَسيطةٍ من العَلفِ اللّازمِ لتغذيتِها ـ ربّما في الأيّام الأولى من اقتِنائِها فقط ـ لأنّ تلك الدَّجاجاتِ ستَكونُ منَ (الدّجاجِ المُتَصوّفِ) القَنوعِ الصّوّامِ المُتَدَروِشِ الزّاهدِ إلّا بالصَّومِ والقِيامِ بالبَيضِ، كدليلٍ على عُمقِ التَّعبُّدِ والزُّهدِ عندَهْ!.
وفَوراً قامَ أًحدُ (الكتَبْجيَّةِ الحُكوميّينَ) بشَرحٍ مُوَسَّعٍ للمَكرُمَةِ الحُكوميّةِ أُمِّ (المِليارِ الدّجاجيِّ) ذي الأًهميّةِ الفائِقةِ مُستَنِداً إِلى قولٍ مأثورٍ لمنظّمة (الفاو) مَفادُهُ: أنّ كُلَّ دَجاجةٍ (مُتدَيِّنةٍ طَبعاً) ستَبيضُ حتماً كُلُّ واحِدةُ مٍنها في كُلَّ عامٍ مايَصِلُ بِصورةٍ قَطعيّةٍ إِلى 280 بيضةً في الشروط المُثلى لتَربيَتِها الصّالِحةْ!.
أي إنَّ الـ 15 دَجاجةْ سيَبلُغُ مَجموعُ بَيضِها السّنَويّْ 4200 بيضة.. وثَمَنُها مايساوي ـ وَفقَ حِساباتِهِ هو ـ نَحوَ 200 ألفِ ليرةْ!. والحَقيقةُ أنّ هذا العَددَ من البيضِ لو بيع بسعرِ (البَيعِ بالمُفرّقِ آنذاك) في الدّكاكينِ أيْ بِ (40) ليرةً للبَيضةْ دونَ أيّ ربحٍ للباعةْ، لَما بَلغَ ثمنُهُ إلًا 168 الفَ ليرةٍ بالتَّمامِ والكَمالْ، بدونِ حِسابِ أَيّةِ نَفَقاتٍ لِسائِرِ الدَّجاجاتِ الكَريمةِ التي يُفْترضُ أَنّها مُدَلّلةْ.. لأنَّها حكوميةْ!.. أو افتَرضْنا أَنّها عابِدةٌ زاهِدةٌ تأكلُ ماتَجٍدهُ في الأرضْ، وتنامُ في العَراءْ.. ولا يتَقاضى التُّجّارُ أيَّ رِبحٍ على أيَّةِ بَيضةٍ تبيضُها..إلى آخرِ مَهزَلةِ الحِساباتِ التي ذَكرَها!..
ومن جهتي فقد قَرَّرتُ أَنْ أُشاركَ يَومَها في الأَجرِ والثَّوابْ، فكانَ أنْ عَقدتُ صَفقةً لِشِراءَ (ثَعالبَ) يَقومُ
ُكلُّ واحدٍ مِنها مِنها بحِراسَةِ 15 دجاجةْ لدى مُستَفيدٍ من المَكرُمَةْ، لا أريد شُكراً علَيها من أََحدْ!.
ولكنَّ صَفقَةَ الثَّعالبِ وَصلَتني بَينَما الدَّجاجُ البَيّاضُ، الزّاهِدُ من دُنيانا، لم يَصِلْ حتّى الآنْ!.
(سيرياهوم نيوز1-خاص)