آخر الأخبار
الرئيسية » تحت المجهر » مُحاولة ابتزازٍ مُشينةٍ؟ لماذا لم تمنع إسرائيل نشر فيديو إقامة علاقاتٍ جنسيّةٍ بسيارةٍ تابعةٍ للأمم المُتحدّة صوّره “مجهول” بتل أبيب؟ ولماذا لم تُعقِّب خارجية الكيان؟ والمُنظمّة الدوليّة تُحقِّق

مُحاولة ابتزازٍ مُشينةٍ؟ لماذا لم تمنع إسرائيل نشر فيديو إقامة علاقاتٍ جنسيّةٍ بسيارةٍ تابعةٍ للأمم المُتحدّة صوّره “مجهول” بتل أبيب؟ ولماذا لم تُعقِّب خارجية الكيان؟ والمُنظمّة الدوليّة تُحقِّق

زهير أندراوس:

من المعروف أنّ أجهزة المخابرات الإسرائيليّة تستغِّل الجنس وتوثيقه للإيقاع بالعملاء وتجنيد آخرين للعمل في صفوفها، وقد نشرت العديد من التقارير في الإعلام عن هذه الطريقة المُثيرة لتحقيق المآرب، ولكنّ تل أبيب آثرت على مرّ السنين عدم الردّ على هذه الأخبار، لم تنفِ، لم تؤكِّد، وهكذا تركت الأمر بعيدًا عن الأضواء، ربّما لزيادة “هالة العظمة” التي تنسبها لأجهزتها الاستخباراتيّة إنْ كان في داخل كيان الاحتلال، أوْ في الدول التي ينشط فيها جهاز الاستخبارات الخارجيّة (الموساد)، والذي وصفه رئيس (الموساد) السابِق، تامير باردو،  بأنّه عبارةً عن جهاز مافيا، أوْ عصابة إجرام منظّم، يقوم بأعمالٍ مُنافيّةٍ لكلّ الأعراف والتقاليد المُتبعّة في هذا المجال.

وفي هذا السياق، تناول الإعلام العبريّ ووسائط التواصل الاجتماعيّ فيديو تمّ تصويره خفيةً من قبل “مجهولٍ” في مدينة تل أبيب، يزعم أنّ موظفًا في الأمم المُتحدّة أقام علاقاتٍ جنسيّةٍ في السيارة الخاصّة بالمنظمة في أحد الشوارع بالمدينة الإسرائيليّة، وتحديدًا شارع اليركون، الذي يقع على تخوم مدينة يافا الشاطئيّة، مع موظفةٍ أخرى من الأمم المُتحدّة. وتعمّد المُصوِّر أنْ يُظهِر رقم لوائح السيارّة، على ما يبدو لغايةٍ في نفس يعقوب (!).

وكان لافِتًا للغاية أنّ الرقابة العسكريّة لم تتدّخل ولم تمنع نشر هذا الفيديو المُحرِج، كما تفعل كالعادة عندما يدور الحديث عن إسرائيليين، الأمر الذي يُثير الاعتقاد بأنّ وراء الأكمة ما وراءها. علاوة على ذلك، فإنّ الخارجيّة الإسرائيليّة، التي يقودها رئيس الأركان الأسبق، الجنرال غابي أشكنازي، من حزب (أزرق-أبيض)، لم تُعقّب بتاتًا على الأمر، فيما اعتبر الإعلام في الكيان أنّ الحديث يدور عن فضيحةٍ مُدويّةٍ بالنسبة للأمم المُتحدّة. وانتشر الفيديو كالنار في الهشيم، وتحوّل الأمر إلى قضية للتندّر على الأمم المُتحدّة وموظفيها من الجنسيْن.

والأخطر من ذلك، أنّ وسائل إعلامٍ عبريّةٍ مثل موقع الإنترنيت الأكثر شهرةً وقراءةً في الدولة العبريّة، موقع (WALLA)، وموقع (YNET)، التابِع لصحيفة (يديعوت أحرونوت) ومواقع أخرى في إسرائيل، قاموا بنشر الفيديو، كما وردهم من المصدر “غير المعروف”، تحت عناوين فضيحة للأمم المتحدّة، فيما قال الموقع التابع لـ(يديعوت أحرونوت) إنّ الفيديو كان لمدّة 18 دقيقة، وأنّه أثار ضجّةً عارِمةً في أروقة الأمم المُتحدّة.

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوغاريك، إنّ المنظمة “مصدومة ومنزعجة للغاية” من تصوير شخصين يمارسان الجنس فيما يبدو داخل إحدى سياراتها الرسمية في إسرائيل. ووصف دوجاريك السلوك، الذي ظهر في الفيديو بأنه “بغيض”، وقال إنّ الأمم المتحدة بدأت تحقيقًا بعد ظهور مقطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي يضم موظفًا غير ميداني يُزعم أنه مارس الجنس مع امرأة في سيارة رسمية، كما أفادت شبكة التلفزيون الأمريكيّة (CNN) على موقعها الالكترونيّ.

وتابع المسؤول الأمُمي قائلاً إنّ السلوك الظاهر فيها مقيت ويتعارض مع كل ما نمثله ونعمل على تحقيقه فيما يتعلق بمكافحة سوء السلوك من قبل موظفي الأمم المتحدة، على حدّ تعبيره.

وتمّ تصوير مقطع الفيديو ليلاً، مدته 18 ثانية، وتمّ مشاركته على نطاقٍ واسعٍ عبر شبكات التواصل الاجتماعيّ، وتمّ تصويره على ما يبدو من قبل مصدرٍ مجهولٍ في شارعٍ رئيسيٍّ في تل أبيب. وقالت الأمم المتحدة إن مقطع الفيديو، ظهر فيه مركبة رباعية الدفع، تحتوي على أفراد “من المحتمل أنّه تمّ تعيينهم في هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة”.

وأضافت هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة، في بيان: “لقد علمنا بالفيديو قبل أكثر من يومين بقليل وتمّ تنشيط زملائنا في مكتب خدمات الرقابة الداخلية على الفور. أعرف أنّ تحقيقهم يسير بسرعة كبيرة على وشك الانتهاء. نحن نعلم أنّ مكان الحادث مع تحديد هوية الأفراد في الفيديو، الذين من المحتمل أنهم معينون بالهيئة”.

كما أكّدت الهيئة الأممية أنّ “البعثة تقف ملتزمة بسياسة الأمم المتحدة بعدم التسامح إطلاقًا ضدّ أيّ نوعٍ من أنواع سوء السلوك، بما في ذلك الاستغلال والاعتداء الجنسيين، وتذكر موظفيها بالتزاماتهم بمدونة قواعد السلوك للأمم المتحدة”.

 

سيرياهوم نيوز 5 – رأي اليوم 30/6/2020

x

‎قد يُعجبك أيضاً

حلفاء كييف يستعدون للأسوأ: «التنازل» عن الأراضي حتمي؟

ريم هاني       لم يعلن أي من الرئيسين، الأميركي المنتخب دونالد ترامب، أو الروسي فلاديمير بوتين، عن شروطهما التفصيلية لإنهاء الحرب في أوكرانيا ...