من زهير أندراوس:
رأى المستشرق الإسرائيليّ تسفي بارئيل في تحليل نشره اليوم الأحد في صحيفة (هآرتس) العبريّة، رأى أنّ قطار المفاوضات الأمريكيّة-الإيرانيّة انطلق لافتًا إلى أنّه لن يتوقّف في إسرائيل.
وشدّدّ المُستشرِق على أنّ الإدارة الأمريكيّة الجديدة لا تولي اهتمامًا بتهدئة إسرائيل من المفاوضات التي ستنطلق لأنّ هذا الأمر ليس موجودًا على أجندة البيت الأبيض، ولكن مع ذلك، أضاف، بإمكان الدولة العبريّة أنْ تُعلِّق الآمال على “شُبّاك الفرص” الذي يطرحه الرئيس الأمريكيّ جو بايدن، والذي يؤكِّد أنّ العودة للاتفاق النوويّ مع إيران ما هو إلّا حلقة واحدة في سلسلة من الاتفاقيات المستقبليّة، ومنها التوصّل لاتفاقٍ مع إيران حول الصواريخ الباليستيّة ودعم الجمهوريّة الإسلاميّة لما أسماه “الإرهاب” في منطقة الشرق الأوسط، ونقل عن مصادره العليمة في كلٍّ من تل أبيب وواشنطن قولها إنّ طمأنة إسرائيل من الاتفاق مع إيران لا يُقلِق الرئيس الأمريكيّ، على حدّ تعبيره.
وكشف المستشرق بارئيل النقاب عن أنّه برغم طلب إسرائيل والمملكة العربيّة السعوديّة والإمارات العربيّة المتحدة المُشاركة في المفاوضات مع إيران، إلّا أنّ طلبها رُفِض، وذلك بسبب موقف إيران التي تعارض بشكل مبدئيٍّ مشاركة دول في المفاوضات لم تكُن من الدول التي وقعّت على الاتفاق النوويّ في العام 2015 بين طهران وبين مجموعة دول (خمسة+واحدة)، على حدّ قوله.
ونقل المستشرق الإسرائيليّ عن دبلوماسيٍّ أوروبيٍّ رفيعٍ قوله إنّه هذه المرحلة تجري المفاوضات على نار هادئةٍ مع إيران، مُشدّدًا على أنّها تركّز على الأمور التقنيّة، بهدف عقد لقاءٍ بين ممثلين إيرانيين مع مندوبين عن الدول التي كانت قد وقعّت على اتفاق 2015 لدراسة تحديد مكان اللقاء وموعده ومستوى المشاركين فيه من الناحية الدبلوماسيّة، كما قال.
وتابع المصدر الأوروبيّ قائلاً للصحيفة العبريّة إنّه لا توجد أيّ نيّةٍ لدى الاتحاد الأوروبيّ والولايات المتحدّة الأمريكيّة للمسّ بالمصالح الإستراتيجيّة الإسرائيليّة، وعليه شدّدّ الدبلوماسيّ أنّه يتحتّم على إسرائيل أنْ تدعم المفاوضات ونجاحها لأنّها ستضمن المطالب الإسرائيليّة، وفق أقواله.
ولكنّ المستشرِق أكّد أنّ الطرح الأوروبيّ لا يتماشى بتاتًا مع الموقف الإسرائيليّ الرسميّ الذي تمّ طرحه عشية اتفاق 2015 والذي ما زال قائمًا حتى اليوم، والقاضي بعدم إجراء أيّ مفاوضاتٍ مع إيران بهدف التوصّل لاتفاقٍ معها، إذْ أنّ إسرائيل، أضاف المستشرق، لم تُخفِ معارضتها للاتفاق، في إشارةٍ إلى مواصلة تبنّيها للخيار العسكريّ، وهو الأمر الذي ترفضه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبيّ على حدٍّ سواء، كما قال المستشرِق الإسرائيليّ.
ومن الجدير بالذكر أنّ هناك الكثير من الإشارات التي أرسلتها واشنطن إلى تل أبيب حول “تغيير” في سياساتها بالنسبة للتعامل مع إسرائيل وأهمّها تأخر الرئيس بايدن بالاتصال مع رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو، الأمر الذي تمّ تفسيره بأنّه بمثابة رسالة إلى نتنياهو بأنّ بايدن لا ينسى الخطاب الذي ألقاه رئيس الوزراء الإسرائيليّ في الكونغرس ضدّ الاتفاق النوويّ في تحدٍّ وقحٍ وصلفٍ للإدارة الأمريكيّة، عندما كان بايدن نائبًا للرئيس الأمريكيّ الأسبق، باراك أوباما.
كما أنّه حتى اللحظة لم يُطلِق نتنياهو أيّ تصريحٍ رسميٍّ عن المفاوضات الأمريكيّة-الإيرانيّة، الأمر الذي يشي بأنّ الرجل يعرف بأنّ الأمور في واشنطن قد تغيّرت، وأنّ المسؤولين الأمريكيين الجدد يعملون على تقزيمه والتأكيد له أنّه في عهد الإدارة الجديدة سيكون كأيّ زعيمٍ آخر وليس الابن المُدلل كما كان في عهد الرئيس السابِق دونالد ترامب.
(سيرياهوم نيوز-هآرتس -رأي اليوم22-2-2021)