أحمد يوسف داود
في اعتِقادي أَنَّ ميزانيّةَ أَيَّةِ دَولةٍ منَ الدُّولِ التي تَمَّ، أو يَتِمُّ، المَزيدُ مِنْ إِفقارِها عَمْداً بحِصارِها حِصاراً مؤلِماً، في عالَمِنا الرّاهِنِ – كَما هيَ الحالُ في سوريّةَ العربيّةِ الآنْ – لايُمكِنُ لَها أنْ تَتَجاوزَ تلكَ الحالَ الصَّعبَةَ لِغالبِيَّةِ شَعبِها باللّجوءِ إِلى المَزيدِ منْ شِدّةِ الضُّغوطِ المُتواصِلةِ على تِلكَ الغالِبيَّةْ، وجَعلِها تَزدادُ إِملاقاً وفَقراً بِمرورِ الأَشهُرِ، أو حتّى بِمُرورِ الأَسابيعِ والأيّامْ!.
وفي مِثلِ هذهِ الأَحوالْ، رُبَّما يَكونُ منَ الصِّحّةِ بِمَكانْ: أنْ تَعمَدَ “قِيادَةُ الدَّولةِ” في هذا الوَطنِ إلى الأَخذِ بِقَرارٍ حاسِمٍ وحازمْ، تَضبِطُ بِموجِبِهِ (صيدَ من اصطادوا في الماءِ العَكرِ بِلا قُيودْ) ضَبطاً يُعيدُ إلى هذهِ الغالبِيَّةِ المُفقَرَةِ الصامِدةِ مَعَها: ماسُرِقَ مِنْها في ثَلاثةَ عَشرَ عاماً تَقريباً، إذْ ضَحّى الكثيرُ من أَبنائِها بأنفسِهم منْ أَجلِ حِمايَةِ هذا الوطَنْ، ومنْ أَجلِ أَنْ يَبقَى حُرّاً كَريماً ومُوَحَّداً!.
وبالطَّبعِ: لابُدَّ منَ الاهتِمامِ بِكَيفِيّةِ الإدارةِ من قِبَلِ أًيَّةِ وزارةْ، والتّأكُّدِ من حُسنِ إِدارتِها لشُؤونِ البِلادِ والعِبادْ، ومن عَدَمِ أنْ تَكونَ إجْراءاتُها دافِعةً إلى إنْهاكِ عامّةِ النّاسِ بِما يَخطِرُ لَها مِنْ أَحابيلَ تَجعَلُها نهّابةً إلى حدِّ أنّها تُحوِّلُ حَياةَ غالبِيّةِ المُواطِنينَ إلى جَحيمٍ على كلِّ المُستَوياتْ!.
وبالطّبعِ، لم تأتِ هذهِ الحالُ التي تَعيشُها بلادُنا الآنَ دَفعةً واحِدةً بل هي قد أَتَتْ بالتّدريجِ خِلالَ ثلاثةَ عَشرَ عاماً، تَمَّ في بِداياتِها إرْسالُ مُرتَزِقةٍ من بُلدانٍ كثيرةٍ لاعَلاقةَ لَها بِسوريّةَ، ولا بالإسلامِ، ولا بأيِّ دينٍ منَ الأديانْ.. وكانوا جُزءاً مِمّا تَوعّدَ بهِ كولن باول وزيرُ خارجيّةِ الولاياتِ المُتّحدَةِ، حينَما تمّ رًفضُ طَلبِهُ رَفْضاً قاطِعاً منَ قِبَلِ السَّيّدِ الرئيسْ: بَشار الأسدْ، بأنْ تُشاركَ سوريّةُ في الحَربِ على العِراقْ، معَ ماتلا ذلكَ من تَفاصيلَ لاتَتَّسِعُ لَها هذهِ المَقالَةْ.
والمُهِمُّ في خِتامِها أَنْ نُشيرَ إلى وجوبِ تَقويمِ مايُمكِنُ تَقويمُهُ من سوءٍ في أَحوالِ تلكَ الغالِبيّةِ منَ السُّوريّينَ الذينَ يَعيشونَ مِحنَةً قاسِيَةً وقابِلةً للمَزيدِ منَ التّفاقُمْ، ولو كانَ ذلكَ بِبِضعِ خُطْواتٍ أُولى تَكونُ مُؤشِّراً على ماهوَ آتٍ وأفضلُ كثيراً ممّا هيَ عَليهِ أحوالُنا الآنَ، في قادمِ الأَيّامْ!.
(خاص لموقع اخبار سورية الوطن-سيرياهوم نيوز)