أكد رئيس مركز المصالحة ونائب القائد العام للقوات الروسية في سورية الجنرال سيرغي كاشكوف، أن القوات الروسية العاملة في سورية تبذل أقصى الجهود من أجل إعادة تشغيل محطة مياه علوك في ريف منطقة رأس العين المحتلة لإنقاذ سكان محافظة الحسكة من حرب التعطيش التي يشنها عليهم المحتل التركي.
وشدد خلال اللقاء الذي جمعه مع مدير الصحة في الحسكة الدكتور عيسى خلف لبحث الواقع الصحي في المحافظة والصعوبات التي تواجهه والسبل الكفيلة بحلها، على أن القيادة الروسية تواصل المباحثات مع الجانب التركي، وتمارس أقصى الضغوط على الحكومة التركية من أجل رفع يدها عن محطة مياه علوك، والسماح لكوادر مؤسسة المياه بالدخول إليها وتفقدها، تمهيداً لإعادة تأهيلها وتشغيلها، بدعم من المنظمات الدولية العاملة في المجال الإغاثي في المحافظة.
وأشار كاشكوف إلى بوادر حلحلة بدأت تظهر في الأفق لهذه المشكلة، مبيناً أنه لن يمضي وقتٌ طويل حتى تعود محطة علوك لمياه الشرب إلى العمل، وضخ المياه للسكان المستهدفين في منطقة الحسكة وريفها الغربي.
وأوضح كاشكوف أن جمهورية روسيا الاتحادية، قيادة وشعباً وجيشاً، تقف إلى جانب الشعب السوري، وهي مصممة على عدم ترك هذا الشعب يواجه الاحتلال والإرهاب وحده، تنفيذاً لتوجيهات الرئيس بوتين.
وأردف قائلاً: إن مهمة الجيش الروسي في سورية لا تقف عند حدود مؤازرة الجيش العربي السوري على التصدي للإرهاب، وإنما تتعدى هذه المهمة النبيلة إلى مساعدة كل المؤسسات السورية على مواجهة الحصار الظالم الذي تفرضه أميركا والغرب على الشعب السوري، وتقديم الدعم اللازم لتلك المؤسسات للنهوض من جديد، وكذلك تقديم الخدمات المطلوبة للمواطنين السوريين، وعلى رأس هذه المؤسسات المؤسسات الصحية.
وأضاف كاشكوف: إن دعم المؤسسات الصحية في محافظة الحسكة لا يقتصر على تقديم شحنات الأدوية، وإنما يتعداه إلى إحداث عدة عيادات للأمراض الداخلية والعصبية والجراحة في المركز الطبي في مدينة الحسكة، وتقديم العلاج والدواء لمراجعي المركز، والعمل على تركيب أطراف صناعية للأطفال دون سن السادسة عشرة، وكل هذه الخدمات تقدم مجاناً، ويجري العمل على تطوير هذا التعاون ليشمل مجالات أوسع تعود بالفائدة على سكان المحافظة.
من جانبه ذكر الدكتور خلف أن الواقع الصحي في محافظة الحسكة شهد تراجعاً واضحاً خلال السنوات الماضية بسبب الاحتلال والإرهاب، مبيناً أن نحو نصف المراكز الصحية في المحافظة خارج الخدمة نتيجة قيام قوات الاحتلال الأميركي بتدمير بعضها بالطيران الحربي كلياً أو جزئياً، وتولي المجموعات المسلحة تدمير الجزء الآخر والسيطرة عليه، وإضافة إلى المراكز الصحية خرج المشفى الوطني ومشفى الأطفال في مدينة الحسكة ومشفى المالكية الوطني عن الخدمة.
وأضاف خلف: إن قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها يسيطرون على مشفى رأس العين الوطني، والمراكز الصحية الموجودة في منطقة رأس العين المحتلة شمال غرب الحسكة، منذ التاسع من تشرين الأول عام 2019. ونتيجة لذلك لم يبقَ في المحافظة سوى الهيئة العامة لمشفى القامشلي الوطني تتحمل وحيدة تقديم الخدمات الطبية بشقيها العلاجي والوقائي لسكان محافظة الحسكة والمناطق القريبة من المحافظات المجاورة، مشيراً إلى أن الاحتلالين الأميركي والتركي وجهان لعملة واحدة، فالأول يشن حرب التجويع على الشعب السوري من خلال الحصار الظالم الذي يفرضه على سورية من جهة ونهب خيراتها من جهة ثانية، أما الثاني فيشن حرب التعطيش على سكان محافظة الحسكة من خلال السيطرة على مصدر المياه الوحيد لمليون ونصف مليون إنسان في منطقة الحسكة وضواحيها وتل تمر وقراها، وهو محطة مياه علوك في ريف منطقة رأس العين المحتلة، وإيقاف المحطة عن العمل.
وأكد خلف أن هذا الواقع ألقى بظلاله على كل مفاصل الحياة في المنطقة، ومنها الواقع الصحي، فبسبب إيقاف محطة مياه علوك من الاحتلال التركي ومرتزقته أصبحت المؤسسات الصحية تعاني من نقص شديد بالمياه، مثلها مثل بقية السكان والمؤسسات العامة والخاصة، ومن المعلوم أن المياه ضرورية جداً للمؤسسات الصحية بشكل خاص، سواء من أجل تقديم مياه الشرب للمرضى، أو من أجل النظافة العامة في المراكز الصحية والمستشفيات، مشدداً على أن تصدي مديرية الصحة في الحسكة لتقديم أفضل الخدمات الطبية لسكان المحافظة رغم الظروف الصعبة التي تمر بها، يأتي تجسيداً لدور الدولة السورية الإنساني برعاية مواطنيها من جهة، وتقديم الدعم اللازم للقطاع الصحي في محافظة الحسكة بشكل خاص من جهة ثانية، وذلك من أجل رفع مستوى الخدمات الصحية التي تقدم لسكان المحافظة بشقيها العلاجي والوقائي، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على الواقع المعيشي لهؤلاء السكان.
حضر اللقاء معاون مدير الصحة د. ملك عطالله، ومدير المراكز الصحية في المديرية د. طلعت عزت.
سيرياهوم نيوز 2_تشرين