آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » نادين نجيم تحتقر الفقراء… وتتاجر بقضيّة التحرش؟

نادين نجيم تحتقر الفقراء… وتتاجر بقضيّة التحرش؟

 

بول مخلوف

 

 

فقدت شاشة الهاتف مع نادين نسيب نجيم دورها كعازلٍ يفصُل بين حدّين. في الفيديو الأخير (راجع الفيديوات على موقعنا) الذي نشرته، المُشاهد هو عينٌ تسعى نجيم إلى جذبها و«مخاطبتها».

 

هو أشبه بمرآةٍ تتبرّج أمامها أيضاً. هو ليس مرآة تماماً. لقد تلاشت الحواجز عند نادين نسيب نجيم، المشاهد سطح أملس. تأتي النظرات منه فقط، والنظرات التي تستدعى منه تُقابل بتجاهلٍ فاضح. نظرة نجيم مصبوبة بشكل كامل على تصفيفة الشعر وعلى لون بشرة الخدين.

 

الحادثة «الأليمة» على طيران الإمارات

في الفيديو الأخير، حوّلت نادين نسيب نديم كاميرا تلفونها لجهة الوجه وخرجت في بثٍ مباشر («اللايف») لتسرد لجمهورها الحادثة الأليمة الأخيرة التي حلّت بها: بعد عودتها من مهرجان «كان» إلى لبنان عن طريق شركة «طيران الإمارات» سرق أحدهم من أغراضها حقيبة يد من نوع «هيرمس» يتخطى سعرها الـ20 ألف دولار. نشاهد نادين نسيب نجيم في إحدى غرف منزلها تهّم بتزيين وجهها بفرشاة الماكياج. الوقت غير مناسب على ما يبدو، ولكن «لا بأس.. ادخلوا، ادخلوا».

 

 

ندخل معها إلى حيّزها الشخصي. الظاهر أنّ الجمهور محط ثقة عميقة. تتحدث نادين نسيب نجيم معنا في «اللايف» بألفةٍ وبطلاقةٍ مكشوفة وكأننا أصدقاء مقربون نعرف بعضنا البعض منذ أيام الثانوية: تروي لنا حادثة ما جرى معها من ألف إلى الياء. تقسِم أمامنا. تتفاعل بإيحاءات سمجة- يعتبرها الأصدقاء المقربون طريفة- مع الدراما المسرودة؛ وعندما يرنّ هاتفها الثاني، «تستأذننا» وتستقبل المكالمة مباشرةً. ما سر هذه الثقة، يا ترى.

 

حوّلت سؤالاً بريئاً يتداوله

البشر إلى حدثٍ دراميّ اسمه التحرش

 

في تصرف نجيم ما يقول: لا تشعروا بالحياء رجاءً، تصرّفوا وكأنكم في منزلكم. لم تعد في هذه الحالة إذاً حدود فاصلة بين الناظر والمنظور. يأسر المشهد الجمهور بداخله، النظر يكبّل الجميع؛ وحدها نادين نسيب نجيم لا تنظر إلا إلى نفسها، وهي بسطوها على الأعين، تمرر ما تريد تمريره. ثمة شرط هنا لا بدّ من إتمامه أيها الناظر، يا «ضيف».

 

مسلسل مبتذل

في جعبة نادين نسيب نجيم قصة «درامية» تريد سردها؛ وهي قصة درامية أخرى من مسلسلٍ- مسلسلها الواقعيّ- يثير البكاء من فرط ابتذاله. ما دام جمهور «اللايف» يصغي، فإنه «يشتري» القصة ويدفع الثمن بعينيه، حسناً إذاً: لكَ أيها الضيف المميز كامل الثقة والترحيب.

 

 

ينظر الوجه إلى ذاته ويخال المُشاهد أنه يُنظر إليه. هذا ما يحدث في الأفلام عادةً. الوجه عند نجيم، الممثلة، صار كاميرا. سُرقت منها حقيبة يد «هيرمس» في المطار، فتواصل معها المعنيون وعرضوا عليها تعويضاً مالياً مقابل الغرض المسلوب، فكان ردّها: «هذا المبلغ لا يشتري الأكسسوار تبعُه». المبلغ بخس يا جماعة. ما العمل… كيف عليها أن تعوّض خسارتها؟ في صناعة مشهدية فضائحية.

 

خرجت نادين نسيب نجيم في بثها المباشر من إحدى غرف منزلها وفي وقتٍ يظهر أنه وقتُ «تحضير»، لتجهيز النفس. الفضاء إذاً شخصي وخاصّ. زجتنا في حيّزها الحميميّ لتخبرنا عن حادثةٍ… شخصية. ثمة من يستثمر بالحميمية ليجني جراءها الأرباح. الكلام الذي يعني صاحبه دون سواه، أي الكلام الحميمي، عندما يقوم صاحبه بتداوله في جغرافيا حميمية، هادفاً إفشاءه وذيوعه؛ هذه ثقافة النمائم. هؤلاء هم فنانو لبنان ووجهه «الحضاريّ».

 

هوس بالفضيحة

قصة تلوَ القصة تلوَ الأخرى نادين نسيب نجيم في بحثٍ محموم عن الفضائح. نتابعها- ليس في «اللايف» بل حقيقةً- فنجد أنها مولعة بخلق البلبلة، الفضيحة.

 

والفضائح المصنوعة تجعل القصص عند هذه الممثلة رديئةً تفوق رداءة مسلسلاتها. تلتفت نجيم يميناً وشمالاً حتى تجد «لقطة» ملائمة. وعندما تجدها سرعان ما تصنع من «لقطتها» مشهداً فضائحياً. الاستثمار في الحميميّ اليوم، وانتهاك لكرامة عامل وابتزازه في الأمس، و«الكاراكتير» دائماً: برجوازية متعجرفة، موهوبة في التضليل، فاقدة لموهبة التمثيل.

 

انتهاك للفقراء وضحايا التحرّش

الفيديو التي نشرته نجيم وزعمت فيه أنّ عاملاً تحرّش بها، لا يعد فضيحة مدوية تطالها فقط، إنّما انتهاكاً صارخاً لمن تعرضوا حقيقةً للتحرش. وهؤلاء المتضررون هم كثر. حدث الآتي: كانت نادين نسيب نجيم في «اللايف» تتحدث مع جمهورها في مسألة «التحرش» بأسلوب الثرثرة. وبينما كانت متجهةً نحو مكتبها، سألها أحد العمّال من داخل المصعد ما إذا كانت تريد استخدام المصعد معه.

 

مجدداً: سألها إذا كانت تريد استخدام المصعد معه. نظرت إليه باشمئزاز: «كلا لا أريد..»، قالت له. قالت لجمهورها: إنه يتحرّش بي. اتهمت نادين نسيب نجيم العامل بأنه… يتحرش بها.

 

ابتداع قصة غير حقيقية

حوّلت نجيم سؤالاً بريئاً يتداوله البشر بين بعضهم البعض إلى حدثٍ دراميّ اسمه التحرش. ابتدعت قصة غير حقيقيةٍ وصدّرتها «لايف» إلى جمهورها: انظروا، أمامي مثال حيّ، طازج لا يزال ساخناً، يؤكد ما كنت أقوله لكم.

 

ما الخطيئة التي فعلها العامل؟ لم يرتكب العامل أي خطيئة. «خطيئته» الوحيدة في كونه عاملاً. ولأنه كذلك، فهو من الفقراء. وعند نجيم إنّ الفقير لا يتواصل، بل يتحرش، ويغدو مسار المصعد معه طريقاً نحو الجحيم.

 

لا تني هذه الممثلة تُبرز حسّها الطبقيّ المقيت. لكن إذا كان التحرش اللفظيّ هو عنفٌ رمزيّ ممارس على الآخر، واستباحته والتحقير من شأنه ومن مكانته، فلا تعريف لفعلتها تلك سوى التحرش: تنمر طبقي، أو سمّه ما تشاء. الظاهر أنّ غياب إنتاج مسلسلات «الأكشن» يحثّ نادين نسيب نجيم على دفع الاستعراض إلى أقاصيه.

 

الفضيحة التي تسعى هذه الممثلة إلى إيجادها هي جزءٌ من المشهد/ العرض وليس استثناء منه مهما أوهمتنا أنها -أي الفضيحة- «خطأ» أو «حادث»، كـ«سرقةٍ» و«تحرشٍ». صار التفرج على حياة هؤلاء الفنانين أكثر ضرراً علينا من مسلسلاتهم. علينا توخي الحذر.

 

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

معرض أيام الفن التشكيلي والتراث الفلسطيني في ثقافي أبي رمانة

ضمن فعاليات أيام الفن الفلسطيني أقيم في المركز الثقافي بأبي رمانة بدمشق معرض الفن التشكيلي والتراث الفلسطيني بمشاركة عدد من الفنانين والفنانات الفلسطينيات وحرفيين وحرفيات ...