آخر الأخبار
الرئيسية » تحت المجهر » “ناشونال إنترست”: واشنطن متخلّفة عن ركب روسيا والصين في الصواريخ الفرط صوتية

“ناشونال إنترست”: واشنطن متخلّفة عن ركب روسيا والصين في الصواريخ الفرط صوتية

مجلة أميركية تكشف عن الضعف العسكري الأميركي في مجال الصواريخ الفرط صوتية، مقابل تفوّق روسيا والصين.

 

سلّطت مجلة “ذا ناشونال إنترست” الأميركية، أمس السبت، الضوء على ضعف الولايات المتحدة الأميركية في تطوير أسلحة هجومية تفوق سرعتها سرعة الصوت، وكذلك في التصدي لها.

 

وقالت المجلة إنّ “الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت اختبرتها كل من الصين وروسيا، في حين أجرت الولايات المتحدة أول اختبار ناجح لصاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت فقط في العام 2022″، مشيرةً إلى أنّ ما يثير القلق فعلاً، هو أنّ واشنطن لم تنشر، حتى الآن، أيّ أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت.

 

وكشفت المجلة أنّ “أنظمة الدفاع الصاروخي الأميركية ليست قادرة على إسقاط أسلحة خصومها الفرط صوتية، مما يترك الولايات المتحدة مُعرّضة للخطر للغاية في هذه اللحظة”.

 

يُذكر أنّ واشنطن أجرت 3 اختبارات “فاشلة” في العام 2021، لاختبار الصواريخ الفرط صوتية، وفق موقع “دفنس نيوز”.

 

ما هي الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت؟

هي صواريخ تنتقل بسرعة تفوق سرعة الصوت (خمسة أضعاف سرعة الصوت أو 5 ماخ، أكثر من 3800 ميل في الساعة)، وغالباً ما تكون عالية المناورة، وهذا الأمر يجعل من الصعب للغاية إسقاطها ومن المستحيل حماية أهدافها، ويمكن أن تكون ذات رؤوس نووية، أو لا تحمل أي متفجرات على الإطلاق، وتعتمد ببساطة على التأثير الحركي للإسقاط نفسه لإلحاق ضررٍ كبيرٍ بالهدف، ولهذه الأسلحة شكلين:

 

الأول: هو مركبة انزلاقية تفوق سرعتها سرعة الصوت (HGV)، والتي تكون في معظم الحالات رأساً حربياً بأجنحة، تجلس فوق صاروخ باليستي أكثر تقليدية. ويغادر الصاروخ الباليستي الغلاف الجوي للأرض، وفي المرحلة الصحيحة من الرحلة، تنفصل مركبة (HGV) عن الصاروخ، ويبدأ في الانزلاق إلى أن يصل إلى هدفه.

الثاني: هو صاروخ كروز الذي تفوق سرعته سرعة الصوت، ولكنه لا يغادر الغلاف الجوي للأرض أبداً، إذ يُحقق سرعات تفوق سرعة الصوت على ارتفاعات منخفضة جداً من خلال (تنفس الهواء)، وقدرته على المناورة وعلى الارتفاعات دون رؤية الرادار تجعله سلاحاً مهماً.

 

والفرق بين صاروخ كروز الذي تفوق سرعته سرعة الصوت، وصاروخ كروز التقليدي هو أن الأخير غير قادر على المناورة، وهذا الأمر يسهّل تعقبه وفي النهاية إسقاطه.

 

روسيا والصين تنافسان الولايات المتحدة الأميركية

اتبعت الصين وروسيا في السنوات الأخيرة التكنولوجيا التي تفوق سرعتها سرعة الصوت بقوّة، كوسيلةٍ للتحايل على تفوق الدفاع الصاروخي الأميركي.

 

ووفق المجلة الأميركية، يُعتقد أنّ روسيا استخدمت صاروخ “كينجال” ضد أوكرانيا في آذار/مارس. كما اختبرت الصين صواريخ “كروز” التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، ومركبات انزلاقية أيضاً.

 

وفي العام 2021، أجرت الصين اختبارا لـ (HGV) الذي أبحر حول الأرض قبل أن يصل إلى هدفه، وهذا الأمر وصفه رئيس الأركان الأميركية المشتركة مارك ميلي بأنّه “أمرٌ مثيرٌ جداً للقلق”، مشيراً إلى أنّ بلاده تتابع “الحدث التكنولوجي البالغ الأهمية”.

 

وأعلنت الصين، مطلع هذا العام، أنّها تمكّنت من تطوير جيل ثانٍ من الصواريخ فرط الصوتية، بتقنيات تكنولوجية تؤهّلها لتتبُّع الأهداف التي تُصدر الأشعة ما دون الحمراء، وهي صواريخ لن يتمكّن الجيش الأميركي من حيازتها حتى عام 2025، كما صرّح علماء صينيون.

 

اقرأ أيضاً: الصين تعلن امتلاكها صواريخ فرط صوتية لا يمتلكها الجيش الأميركي

ومؤخراً، أصبحت روسيا أول دولة على الإطلاق تستخدم أسلحة تفوق سرعة الصوت في عمليتها العسكرية في أوكرانيا، في حين أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في شهر تموز/يوليو الماضي أنّ فرقاطة “الأدميرال غورشكوف” ستكون أول سفينة تتسلح بصواريخ “تسيركون” الفرط صوتية.

 

ومنذ العام 1980 كان حلم الرئيس الأميركي رونالد ريغان حيازة نظام الدفاع الصاروخي “حرب النجوم”، ولكن الولايات المتحدة أخطأت إذ عملت على تمكين الدفاع الصاروخي سواء كان نظام “باتريوت” أو نظام “ثاد” للدفاع الجوي الصاروخي، ونسيت تطوير الصواريخ الفرط صوتية وأنظمة الدفاع ضدها.

 

ولفتت المجلة إلى أنّه نتيجةً لذلك، فإنّ صانعي السياسات الأميركية متفائلين إلى حدٍ ما، بشأن التحدي الذي تُشكّله تقنيات مثل الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، على أمن الولايات المتحدة.

ومنحت القوات الجوية الأميركية عقداً بقيمة مليار دولار تقريباً لشركة “ريثيون ميسلز آند ديفينس” لتطوير واختبار النماذج الأولية، وفي 2022، منح مختبر أبحاث القوات الجوية الأمريكية “ليدوس” وشركائه، عقداً بقيمة 334 مليون دولار، لتطوير برنامج “مايثيم” لتطوير صاروخ “كروز سكرامجيت”بسرعات تفوق سرعة الصوت.

 

وفي العام 2021، منحت وزارة الدفاع عقدين (أحدهما إلى L3Harris والآخر إلى شركة Northrop Grumman) لتطوير نماذج “HBTSS” الأولية، والتي من المقرر اختبارها في ربيع العام 2023.

 

ماذا يتعين على الولايات المتحدة أن تفعل؟

وفق المجلة، فإنّه وبالنظر إلى الوضع في المجال الذي تفوق سرعته سرعة الصوت على مستوى العالم، يجب على واشنطن النظر في قرارين للعام الجديد.

أولاً: يجب على الولايات المتحدة تطوير ونشر مركبات انزلاقية تفوق سرعتها سرعة الصوت وقدرات هجومية لصواريخ كروز تفوق سرعتها سرعة الصوت في العام 2023.

 

ثانياً: يجب أن تقرر أيضاً تطوير واختبار ونشر أنظمة اعتراض “هايبر سونيك” و “غلايدبيث” بحلول نهاية العام 2024.

 

ويمضي منافسو الولايات المتحدة قُدماً في أنظمة الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، دون أن تنجح واشنطن في اللحاق بالركب. وفي الوقت الحاضر، لا يمكن اعتبار الولايات المتحدة آمنة، بالنسبة للأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت.

 

وفي وقتٍ سابق، أعلن نائب وزير الدفاع الأميركي غابي كاماريلو، أنّ واشنطن تتوقع دخول أول دفعة من الأسلحة الفرط صوتية الخدمة أواخر العام 2023.

 

سيرياهوم نيوز1-الميادين

x

‎قد يُعجبك أيضاً

المعترضون على التفاوض هل يريدون استمرار الحرب؟

ندى أيوب     لوهلةٍ يبدو نواب لبنانيون وكأنهم يفضّلون استمرار الحرب الإسرائيلية على لبنان على التوصّل إلى اتفاقٍ لوقفِ إطلاق النار على يد رئيس ...