يرى الباحث في مؤسسة RAND الشهيرة، تيموثي هيث، في مقال نشره في “ناشيونال إنترست” أن ضعف الحكومات سيؤدي لمخاطر جسيمة تنعكس على قرار الحرب والسلم في دولها. فماذا يقصد الباحث بعبارة “حكومة ضعيفة”؟
إن قرارخوض حرب طويلة الأمد بين الولايات المتحدة وأي دولة كبيرة أخرى كالصين مثلا يجب أن ياخذ في عين الاعتبار ثلاث نقاط ضعف تتسم بها الدول الصناعية الكبرى بشكل عام. وهذه النقاط الثلاثة تتلخص في تضاؤل شرعية الدولة وخصخصة العنف والقوة المتزايدة للجهات غير الحكومية الفاعلة على الأرض. وأصبح قيام تمرد مسلح في أي دولة صناعية كبرى أمرا لا يستبعد حدوثه.
تتضاءل شرعية الحكومات المركزية، الديمقراطية منها والديكتاتورية، عندما تعجز عن توفير الخدمات والرعاية لمواطنيها. كما تعجز عن تحقيق فرص متكافئة للمواطنين في ظل تباطؤ اقتصادي يخيم على معظم هذه الدول. كما يمكن مشاهدة السلوك السيء للشرطة في بعض هذه الدول مما يضعف ثقة المواطنين فيها.
وتؤدي ظاهرة الجهات غير الحكومية ذات النفوذ لتزيد من إضعاف شرعية الدولة. فالاعتماد على المتعاقدين العسكريين، والعنف الذي يرتكبه المجرمون المسلحون والمتطرفون السياسيون يروّع المواطنين ويقوّض الثقة في إنفاذ القانون. وفي ظل تراجع شعبية الحكومة تزدهر العرقية والتعصب للثقافة والدين، ليشكل هؤلاء ضغطا كبيرا على الحكومات. فقد سبق أن تعرض حاكم ميتشيغن لمحاولة اختطاف وتعرضت رئيس مجلس النواب، نانسي بيلوسي، لهجوم. وشهدت الولايات المتحدة غضبا غير مسبوق في الهجوم على الكابيتول في 6 يناير 2023.
يرى الباحث أن هذه الحكومات الضعيفة غير قادرة على الانخراط في حروب طويلة الأجل لأن أيا من هذه الحكومات سوف تعجز عن إعادة ملء الصفوف بقوات نظامية مدربة، بل ستعتمد على المرتزقة غير الوطنيين. ويمكن أن تواجه تمردا محليا ذا استقطابات سياسية وشعبوية ومعاشية. ولذلك على مخططي الدفاع أن يأخذوا نقاط الضعف هذه على محمل الجد قبل الانخراط في حرب مديدة يكون طرفاها خاسرين ولأجل غير مسمى.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم