تزخر بساتين السوريين بنبات البقلة، الذي يجنيه السوريون للطهو أو ليكون جزءاً من مكونات أطباق السلطة التي تشتهر بها المائدة السورية.. والبقلة نبات برّي صيفي، ينمو في الأراضي المروية المزروعة بالخضار عادةً، وفي السنوات الأخيرة بدأ المزارعون بزراعته ليكون رديفاً لسلّة المنتجات التي يبيعونها في الأسواق..ويباع على شكل حلقات صغيرة كما البقدونس والكزبرة والنعناع، إلّا أن طعم البقلة البرية وفوائده أفضل من الأخرى التي تمت زراعتها في مساكب خاصّة.
للبقلة فوائد كثيرة لو عرفها الجميع لكانت رفيقة للموائد.. فهي في الوصف الطبّي نبتة برية تحارب السرطان وتقضي نهائياً على الكوليسترول ومعروفة أيضاً باسم «الرجلة» أو «الفرفحينا»، فهي نوع من الأعشاب البرية التي تنبت وحدها في الطبيعة, وتحمل مواد كيميائية ومخاطية تستخدم في العلاجات الطبية لأخطر الأمراض.
وفي هذا السياق أثبتت دراسة أخيرة أن البقلة أو الرجلة، الاسم الشائع في محيط البحر الأبيض المتوسط، والتي تنبت في فصل الصيف بشكل عشوائي، تمنع الإصابة بتصلب الشرايين وبأمراض القلب والسرطان، كما أنها معروفة أيضاً في الطب الصيني التقليدي وتتم من خلالها مداواة الكثير من الأمراض الخطرة.
وقام العلماء بدراسة تأثير البقلة على مستويات الدهون في الدم حتى توصلوا إلى تعميم فائدة البقلة في خفض نسبة الدهون ومستويات الكوليسترول الضار «LDL» بنسبة عالية وأيضاً الدهون الثلاثية.
وأفادوا بأن تناول البقلة لا يؤدي إلى حدوث أي آثار جانبية, ولها بالتالي تأثير إيجابي في مستويات الدهون وفي اضطراب استقلاب الشحوم، إضافة إلى كونها غنية بالأحماض الدهنية غير المشبعة والفيتامينات والفلافودينات التي تدمر كل الخلايا السامة والخطرة في الجسم.
الفوائد العجيبة الأخرى لهذه العشبة، حسب الدراسة, أنها تقدم كعلاج لمنع التهابات الجهاز الهضمي والقرحة، وطرد الديدان الحلقية من الجسم، كما أنها تعزز ليونة المعدة والإسهال البسيط، وتساعد في إيقاف التقيؤ والوحام، وهي أيضاً علاج للثآليل، ولها فائدة كبيرة في إيقاف نزيف الدم وعلاج الصداع والحمى.
وقال عنها كمال الدين السيوطي في كتابه «الرحمة في الطب والحكمة»: «إنّ لنبات الرجلة «البقلة» فائدة في درء حرارة و أورام وشدة الوجع والأبخرة المتصاعدة إلى العين وذلك بأن يؤخذ مسحوق الرجلة مع دقيق الشعير ودهن الورد وتضمد بها العين فتبرأ، كما يقول إنّ لها فائدة في درء أمراض الفم وذلك بأن يؤخذ ماء الرجلة والعسل ويُتمضمض به ويستاك».
أما داود الإنطاكي فيقول:« إنّ من فوائدها أنها تمنع الصداع والأورام الحارة والرمد والحكة والجرب ونفث الدم والقيء وحرقة البول والحصى والبواسير وحرارة الكبد والمعدة وآلام الضرس وخشونة الرئة، والإكثار منها يُسقط الشهوتين ويظلم البصر، وتفيد الكلى ويصلحها المستكي، ومتى شربت بالروائد قطعت الحمى، ولا يقوم مقام بذورها شيء في قطع العطش».
أما ابن سينا فقد قال عنها: «إنها تقلع الثآليل من أكل الحوامض، وورقها ينفع من وجع الضرس الناتج عن أكل الحوامض، وبذورها إذا خلطت بالخل تُصبر على العطش، ويصطحبها المسافرون معهم في أسفارهم عند توقع فقد الماء، وفيها قبض يمنع السيلانات المزمنة، وهي قامعة للصفراء وتنفع من بثور الرأس غسلاً ومن الرمد كحلاً بمائها، وتمنع القيء، وتحبس نزف الدم من الحيض، وينفع ماؤها في البواسير الدامية والحميات الحارة وإذا شربت أو أكلت قطعت الإسهال».
سيرياهوم نيوز 4_تشرين