آخر الأخبار
الرئيسية » أخبار الميدان » «نتساريم» محوراً للموت: «الزيتون» و«تل الهوى» ينهكان العدوّ

«نتساريم» محوراً للموت: «الزيتون» و«تل الهوى» ينهكان العدوّ

يوسف فارس

 

غزة | شكّل حيّا الزيتون وتل الهوى في مدينة غزة، واللذان يشنّ عليهما جيش الاحتلال هجومه السادس منذ بداية الحرب البرية على القطاع، إحدى العقد الميدانية التي لم تفلح كل الأساليب والخطط العملانية في وضع حل لها. وأضحت عبارة: «حدث صعب» في حي الزيتون أو تل الهوى، لازمة الأيام الثلاثة الماضية في الإعلام الإسرائيلي. وترافقت تلك العمليات مع الاعتراف المستمر بوقوع خسائر بشرية في صفوف الضباط والجنود. وأمس مثلاً، نشر «الإعلام الحربي» التابع لـ«سرايا القدس» و«الإعلام العسكري» التابع لـ«كتائب القسام»، مقاطع مصوّرة مثّلت نموذجاً لهذه الأحداث الصعبة التي يتحدّث عنها إعلام العدو من دون ذكر تفاصيل عنها.والعملية الأولى التي نشرت «السرايا» تفاصيلها الكاملة الموثّقة بالصوت والصورة، تمكّن فيها أربعة من المقاومين يحملون الأسلحة الرشاشة الشخصية وقاذف «تي بي جي»، من اقتحام بناية سكنية في محيط الكلية الجامعية في حي تل الهوى المحاذي لحي الزيتون من الجهة الغربية، اتّخذها جنود الاحتلال موقعاً عسكرياً لهم. وفي اللحظات الأولى من الإغارة، أجهز المقاومون على عدد من الجنود في الطابق الأرضي، ثم أطلقوا قذيفة «تي بي جي» من مسافة أمتار في اتجاه تجمّع لهم، قبل أن يشتبكوا وجهاً لوجه مع الجنود الذين أطلّوا من الطوابق العليا لتفحّص الموقف. ووسط صراخ هؤلاء ومطالبتهم بالدعم والنجدة، حضرت الطائرات المروحية لإخلاء مَن قُتل وأصيب في تلك العملية، فيما تمكّن المقاومون من الانسحاب. أما المقطع الآخر الذي نشره «الإعلام العسكري» التابع لـ«القسام»، فأظهر تمكّن المقاومين من قنص جندي كان يتحصّن في عمارة سكنية بالقرب من شارع 8 جنوب الحي، اعترف جيش الاحتلال بمقتله في وقت لاحق.

أحياء غزة توفّر ميزة الالتحام المباشر الذي يحظى فيه المقاومون دائماً بالأفضلية

 

لماذا الزيتون وتل الهوى؟ يُعد الحيّان آخر الحواضر العمرانية المحاذية لحاجز «نتساريم»، ويعتقد جيش الاحتلال أن هناك حاجة دائمة وملحّة إلى العمل فيهما، لمنع الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة من الانطلاق منهما في تنفيذ العمليات والاستهدافات بقذائف الهاون والصواريخ القصيرة المدى، فيما تستغل الفصائل الموقف لتوجيه ضربات جراحية شديدة التأثير إلى جنود الاحتلال. ولعل ما يمكن ملاحظته في هذا الصدد، أن المقاومة تتعمّد في أوقات الانكفاء الميداني الإسرائيلي، إعادة استفزاز العدو من خلال تكثيف إطلاق قذائف الهاون، لجرّه إلى الوقوع في الشراك والكمائن المُعدّة سلفاً، حيث يوفّر هذان الحيّان وغيرهما، ميزة الالتحام المباشر من مسافات قريبة. وفي معارك كتلك، يحظى المقاومون دائماً بالأفضلية.

ما تشير إليه المعارك التي لم تشهد أي تراجع في حدّتها في كلا الحيَّيْن، وهي مرتبطة بمحاولة تأمين حاجز «نتساريم» الذي وصل أعداد القتلى المعترف بهم فيه إلى 30 جندياً، هو أن الحاجز تحوّل فعلاً إلى محور للموت، كما سبق أن هدّد الناطق العسكري باسم «القسام»، أبو عبيدة، وأن المقاومة تستطيع طوال الوقت، إعادة دراسة الميدان والتأقلم مع صعوباته على نحو مؤثّر، وأنها لا تزال تمتلك المخزون البشري الجريء والمدرّب جيداً، القادر على تنفيذ عمليات شديدة التأثير والأذى، لا تقوّض فقط أهداف الحرب، وإنما تمسّ بجدواها أيضاً.

 

 

 

 

 

سيرياهوم نيوز١_الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الخيام تدافع ولا تسقط… و59 شهيداً في مجازر في بعلبك – الهرمل

        واصل جيش العدو تركيز هجومه البرّي في الأيام الأخيرة على محورين رئيسيّين، باتجاه مدينة الخيام في القطاع الشرقي، وبلدتي شمع – ...