بدأت نتفليكس التي باتت تضم 232,5 مليون مشترك، في إقناع السوق بأن طرحها باقات اشتراك أكثر تنوعاً وملاءمة للمستخدمين يأتي بثماره على المدى الطويل.
فقد نشرت الشركة العملاقة في مجال الفيديو بالبث التدفقي الثلاثاء نتائج مالية لم تحمل مفاجآت كبيرة، إذ ارتفعت الإيرادات بشكل طفيف على أساس سنوي إلى 8,16 مليار دولار، مع تحقيق ربح صافٍ بلغ 1,3 مليار دولار (بتراجع 18%).
واعتبر المحلل في شركة “إنسايدر إنتلجنس” بول فيرنا أن هذه الأرقام “الفاترة إلى حد ما لا تُثبت أن الشركة ستتمكن من تنشيط أنشطتها من خلال الإعلانات وفرض بدل مالي لقاء مشاركة كلمات المرور”.
كما أشار إلى أن عدد المشتركين الجدد الذين استقطبتهم المنصة كان أقل مما توقعته السوق خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام، 1,75 مليون بدلاً من 2,2 مليون.
وبعد الطفرة الكبيرة خلال الجائحة، واجهت نتفليكس صعوبة بالغة في عام 2022، ما دفع المسؤولين في الشركة إلى التركيز بشكل أكبر على تنويع مصادر الإيرادات بدلاً من زيادة المستخدمين.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر، أطلقت الشبكة اشتراكاً جديداً أرخص ثمناً يتضمن إعلانات مع البرامج.
وأوضحت نتفليكس في بيان أرباحها أن “الاهتمام بهذه الصيغة الجديدة تخطى توقعاتنا، ونشهد تحول عدد قليل جداً من المشتركين الحاليين” إلى هذا العرض الأقل تكلفة.
– “عوائق” –
وقد لاحظت المجموعة الأميركية العملاقة خصوصاً أن صيغة الاشتراك مع إعلانات تدرّ عليها أرباحاً أكبر في الولايات المتحدة مقارنة بالاشتراكات التقليدية.
لكنّ المحلل في “ثيرد بريدج” جيمي لوملي أشار إلى أن “التنفيذ يبدو بطيئاً جداً”. وأضاف “يعوّل خبراؤنا على 10 إلى 20 مليون اشتراك بصيغة الإعلانات سنوياً، بدلاً من الطموح الأولي البالغ 40 مليوناً”.
وتسعى المنصة أيضاً إلى إجبار المستخدمين على الدفع لإضافة ملفات تعريف جديدة إلى حساباتهم، بدلاً من مشاركة كلمة المرور الخاصة بهم مجاناً.
وقد تأخر تنفيذ هذه المقاربة الجديدة قليلاً، لكنها متوقعة خلال الربع الحالي في معظم البلدان بما فيها الولايات المتحدة.
وقد أتت نتائج الاختبارات على هذه الصيغة ونشرها في أميركا اللاتينية وأخيراً في كندا إيجابية، بحسب المدير العام المشارك في الشبكة غريغ بيترز.
وقال بيترز خلال مؤتمر للمحللين “في البداية، يحصل إلغاء للاشتراكات. ثم يعمد الأشخاص الذين كانوا يستخدمون ملفات تعريف مستعارة إلى إنشاء حساباتهم الخاصة وإضافة ملفات تعريف خاصة، فنستعيد بذلك قوتنا على صعيد الاشتراكات والإيرادات”.
وفي النهاية، فإن المبادرتين “تواجهان عقبات وستستغرقان وقتاً لاعتمادهما على نطاق واسع”، بحسب بول فيرنا.
– نهاية الـ”دي في دي” –
تشير تقديرات شركة “إنسايدر إنتلجنس” إلى أن نتفليكس ستجني 770 مليون دولار من عائدات الإعلانات في الولايات المتحدة هذا العام، وأكثر من مليار دولار في عام 2024.
وقد أضافت منصة “ديزني بلاس” المنافسة أيضاً صيغة جديدة مع الإعلانات في نهاية العام الفائت.
ولكن بحسب شركة الأبحاث، فإن المنافسة تدور أيضاً، وقبل كل شيء، مع خدمات الترفيه الأخرى.
في آذار/مارس، توقعت الشركة أنه في عام 2024، سيمضي مستخدمو تيك توك الأميركيون البالغون، أكثر من 58 دقيقة يومياً في المعدل على التطبيق، لتكون بذلك خلف نتفليكس في التصنيف مع 62 دقيقة، ولتتقدم على يوتيوب (48,7 دقيقة).
وأشار المحللون أيضاً إلى ظاهرة “الشاشة الثانية”، إذ “غالباً ما يتفرج المشاهدون على مقاطع عبر تيك توك أثناء تشغيل نتفليكس في الخلفية. ويجب أن يدرك المعلنون الذين يفكرون في شراء إعلانات على نتفليكس أن بعض المشاهدين قد يتشتت انتباههم لدرجة تخليهم عن متابعة برنامج البث التدفقي”.
وأبدى سبنسر نيومان، المدير المالي للشركة، في كانون الثاني/يناير الماضي، أمله في أن تمثل الإعلانات بسرعة 10% من حجم مبيعات نتفليكس في البداية، و”أكثر بكثير بعد ذلك”.
أعلنت نتفليكس أيضاً الثلاثاء أنها ستنهي بحلول أيلول/سبتمبر المقبل تأجير أقراص “دي في دي” عبر البريد، وهي خدمة أطلقتها قبل 25 عاماً.
وأوضحت الشركة أن “هدفنا كان دائماً تقديم أفضل خدمة لأعضائنا. ولكن الأمر أصبح معقداً للغاية مع تراجع هذا النشاط”.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم