مع اختتام مستشار «الأمن القومي» الأميركي، جيك سوليفان، زيارته لإسرائيل، التي وصل إليها قادماً من السعودية، حيث التقى، خلال اليومين الماضيين، قادة الكيان، وفي مقدّمتهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن يوآف غالانت، والوزير في «كابينت الحرب» بني غانتس، ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، بدأت تتكشّف بعض وقائع هذه الزيارة وأهدافها ونتائجها. وفي هذا السياق، قالت «هيئة البث الإسرائيلية» إن سوليفان «يشعر بخيبة أمل بعد لقائه نتنياهو، ويرى أن لا خطة لدى إسرائيل لإنهاء الحرب». ومن جهتها، ذكرت «إذاعة الجيش الإسرائيلي» أن «العرض الذي قدّمه سوليفان لنتنياهو، وأَطْلع عليه كبار المسؤولين في إسرائيل، عبارة عن صفقة واسعة ومعقّدة التنفيذ، وتعالج ملفات قطاع غزة والمواجهات مع حزب الله والتحالفات الإقليمية ضد التهديد الإيراني». ونقلت الإذاعة عن مصادر مطّلعة قولها إن «نتنياهو لم يعبّر عن رفض قاطع للصفقة، لكن لا يمكن القول إنه كان هناك اتفاق بين الجانبين على جميع تفاصيلها»، مشيرة إلى أن «الهامش الزمني للدفع نحو اتفاق بين إسرائيل والسعودية يُعتبر ضيقاً، بسبب الانتخابات في الولايات المتحدة». وبحسب التقرير نفسه، فإن الصفقة تشمل:- التطبيع مع السعودية.
– تحالفاً أمنياً واسعاً تقوده الولايات المتحدة وتنخرط فيه دول المنطقة ضدّ إيران.
– استثمار مليارات الدولارات في غزة، مع منح إسرائيل صلاحيات في هذا الملف.
– صفقة لإطلاق سراح جميع الأسرى (كجزء من إنهاء الحرب على غزة).
– الدفع قُدماً نحو التوصّل إلى اتفاق سياسي مع «حزب الله»، لإنهاء التصعيد في الشمال.
وفي المقابل، بحسب التقرير نفسه، سيكون على إسرائيل الالتزام بما يلي:
– إنهاء الحرب على غزة بموجب اتفاق شامل يتضمّن إطلاق سراح جميع الأسرى.
– إعلان الحكومة الإسرائيلية أنها تعمل على «خلق أفق سياسي لحلّ الدولتين».
– الاتفاق على آلية لإدارة غزة (لا حكم عسكرياً، ولا سلطة تشارك فيها حماس، بل إدارة فلسطينية مدنيّة بالتعاون مع دول المنطقة).
قال مسؤولون أميركيون، أمام نظرائهم المصريين، إن العملية في رفح «قد تستغرق عدة أسابيع مقبلة»
وبحسب تقرير آخر، نشرته «هيئة البث الإسرائيلية»، فإنّه «سيكون من الصعب الحصول على أي بيان حول قضية الدولتين من نتنياهو وحكومته». أما في السعودية، فبحسب «الهيئة»، أُبلغ سوليفان أن ثمة حاجة إلى «نوع من «خارطة الطريق» التي يمكن أن تعزّز حل الدولتين، وهو مطلب أكثر ليونة من الموقف الأولي»، الذي كان عبارة عن اتخاذ إسرائيل «خطوات لا رجعة فيها في اتجاه حلّ الدولتين». وتعليقاً على زيارة سوليفان، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أمس، إنه «لا يمكن المضي قدماً نحو التطبيع بين السعودية وإسرائيل في ظل الظروف الحالية»، لافتاً إلى أن «الكرة الآن في ملعب إسرائيل بشأن التطبيع مع السعودية». وفي إشارة لافتة، قال بلينكن إن «مشاركة دول المنطقة في التصدّي لهجمات إيران على إسرائيل، تجعل إمكانية التوصّل إلى اتفاق تطبيع ممكنة»، مؤكداً سعي بلاده «لإدماج إسرائيل في المنطقة وتطبيع علاقاتها مع جيرانها»، لكن هذا «يتطلّب أولاً إيجاد حل للأزمة الفلسطينية»، معتبراً أنه «بإمكان إسرائيل التقدّم على مسار التطبيع، لكن يجب أن يكون لديها أولاً خطة لإقامة دولة فلسطينية».
وفي سياق متصل، كشفت تسجيلات مسرّبة من اجتماع لحزب «الليكود»، حقيقة ما تراه القيادة الإسرائيلية في الطرح الأميركي، وفي التصريحات الأميركية العلنية كذلك، إذ نشرت «هيئة البث الإسرائيلية»، أمس، حديثاً منسوباً إلى غالانت يقول فيه إن «الأميركيين يفهمون الآن أن السلطة الفلسطينية لن تكون في غزة، ولن تكون هناك دولة فلسطينية»، وإن «التصريحات الأميركية العلنية ليست مهمة». ويضيف: «دعكم من التصريحات، يفهمون أن هذا ليس عمليّاً، لا مع هذه الحكومة، ولا مع أي حكومة أخرى، لأن إسرائيل لا تستطيع تحمّل ذلك».
وعلى خط موازٍ، طلبت مصر من الولايات المتحدة، بشكل رسمي، خلال الأيام الماضية، إعلان «رؤية أميركية واضحة لوقف الحرب في قطاع غزة بشكل كامل». وبحسب مصادر مطّلعة، فإن «ما طلبته القاهرة من واشنطن، هو ضرورة الإسراع في فتح مسار يوافق عليه الإسرائيليون يفضي إلى وقف الحرب، وليس مجرّد هدنة». كما نفت مصر وجود تنسيق مع إسرائيل بشأن التحرّكات العسكرية في رفح، علماً أن إسرائيل باتت تسيطر اليوم على نحو 70% من محور صلاح الدين جنوبي قطاع غزة، شرقي مدينة رفح. وبحسب مصادر في «لجنة التنسيق العسكري» المشكّلة بموجب اتفاقية «كامب ديفيد»، فإن «توسّع العمليات في رفح، يبدو متوقّعاً في الأيام المقبلة، مع إدخال مزيد من الأسلحة الثقيلة»، فيما قُدّر عدد من نزحوا عن المدينة بنحو 700 ألف شخص حتى الآن. وفي السياق نفسه، زعم مسؤولون أميركيون، أمام نظرائهم المصريين، أن «الخطة التي أعدّتها إسرائيل لرفح، تتماشى مع الهدف المتمثّل في القضاء على حماس، وتجنّب الإضرار بالمدنيين، والسماح لهم بالنزوح»، وأشاروا إلى أن العملية «قد تستغرق عدة أسابيع مقبلة».
سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية