قدّم المهندس عبدالحكيم عبدالناصر، نجل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، العزاء للأشقاء في سوريا، كما وجّه خالص الشكر والتحية لكل من وقف مع سوريا وقدّم لها العون المادي والمعنوي لإزالة آثار الزلزال المدمر.
وأضاف عبدالحكيم، خلال كلمته في فعالية إحياء الذكرى الـ65 للوحدة «المصرية – السورية» وقيام الجمهورية العربية المتحدة مباشرة من القاهرة، تحت عنوان «لدمشق سلاما.. هنا القاهرة»، أنّ تلك مناسبة لعودة سوريا لمكانها ومكاتنها في الصف العربي وأخذ مكانها الطبيعي في الجامعة العرببة مرفرفة لعلمها علم الجهورية العربية المتحدة.
وتابع: «أيها الإخوة المواطنون في مصر وسوريا وعلى امتداد العالم العربي من المحيط إلى الخليج، نحتفل اليوم بالذكرى الخامسة والستون لقيام الجمهورية العربية المتحدة أول وآخر دولة وحدوية قامت بإرادة شعبية كاسحة في تاريخ العرب الحديث».
وأكمل: «في هذه الذكرى الخالدة أتذكر كلمة الرئيس جمال عبد الناصر للشعب العربي بعد إعلان قيام دولة الوحدة، حيث قال (لقد بزغ أمل جديد على أفق هذا الشرق، إن دولة جديدة تنبعث فى قلبه، لقد قامت دولة كبرى في هذا الشرق ليست دخيلة فيه ولا غاصبة، ليست عادية عليه ولا مستعدية، دولة تحمي ولا تهدد، تصون ولا تبدد، تقوى ولا تضعف، توحد ولا تفرق، تسالم ولا تفرط، تشد أزر الصديق، ترد كيد العدو، لا تتحزب ولا تتعصب، لا تنحرف ولا تنحاز، تؤكد العدل، تدعم السلام، توفر الرخاء لها، لمن حولها، للبشر جميعا، بقدر ما تتحمل وتطيق».
وأوضح: «كلي يقين أنّ تلك الكلمات والروح العربية التي تفاعلت مع تلك الكلمات في شعب مصر وشعب سوريا بل والشعب العربي بكامله من المحيط إلى الخليج، دقت ناقوس الخطر عند الاستعمار الذي فرض علينا واقع سايكس بيكو، وأيقن أنّ ما حدث هو زلزال جارف سوف يقضي على واقع تلك الاتفاقية اللعينة التي مكنته عن طريق أعوانه من الخونه من تشتيت أمتنا العربية والقضاء على العنصر الأساسي لقوتها في وحدتها، فعمل بكل قوة مستغلا أعوانه وكل أصحاب المطامع الشخصية، وكل من أراد أن يستغل تلك الحالة الشعبية الجارفة لمآرب شخصية، للتآمر على تلك الوحدة وأفشالها من أول يوم».
وقال: «وللأسف تمكنوا مستغليين أعوانهم في التركيز على بعض الأخطاء التنفيذية فى تللك التجربة الرائدة بدلا من العمل على إصلاحها وتداركها، وللأسف نجح تآمرهم بمؤامرة الانفصال في 28 سبتمبر 1961 والذي رفض عبدالناصر الإنسان التعامل مع تلك المؤامرة مستخدما القوة، وهذا كان حقه كرئيس للجمهورية العربية المتحدة، مؤكدا: «مبدأ لن يرفع السلاح العربي في وجه المواطن العربي ولن يكون سبب حرب أهلية داخل سوريا، ويحز في نفسي أنّ كلمات الرئيس عبد الناصر الآن بعد مرور 65 عاما على ذلك اليوم العظيم من تاريخ أمتنا العربية قد تحقق عكسها على كل المستويات بعد أن دخل العالم العربي في رحلة من الضياع في الصحاري الأمريكية، بعدما تحول العدو إلى صديق وحليف، و99% من أوراق اللعبة السياسية في يد الأمريكيين».
وأضاف: «لكن كما قال الرئيس عبد الناصر: إنّ أملي هو حرية الوطن العربي وحرية المواطن العربي ، وإني لأثق في حتمية الوحدة بين شعوب الأمة العربية، ثقتي بالحياة، وثقتي بطلوع الفجر بعد الليل مهما طال، مهما بلغت الصعاب والتحديات فنحن نستطيع اتخاذ خطوات على طريق الوحدة، فلنبدأ بفتح الحدود بين الدول العربية ومنح المواطنين العرب حرية التنقل بين أقطار وطنهم العربي الكبيروالعمل فيه دون أي قيود، ولنسعى إلى التكامل الاقتصادي بين الأقطار العربية بما يعزز من قدرات كل قطر عربي، ولنعمل على توحيد سياستنا الخارجية مع دول العالم حتى يحترمنا العالم».
وأوضح: «ستظل تجربة الجمهورية العربية المتحدة خالدة في قلوب كل الأحرار العرب مهما مرت سنوات المحن، وستظل الوحدة العربية هي أملنا المنشود وحلمنا المفقود ومطلبنا الدائم لأن وحدتنا حتمية بفعل وحدة اللغة التي تصنع وحدة الفكر والوجدان ووحدة التاريخ التى تصنع وحدة الضمير والوجدان وحدة الأمل التى تصنع وحدة المستقبل والمصير».
وأكمل: «إن علينا أيها الأخوة واجب كبير نحو المستقبل وأنتم الجنود الذين عليهم تحقيق هذا الواجب، علينا أن نتسلح بالشجاعة في مواجهة أعداءنا، وبالإصرار على تحقيق آمالنا حتى يحقق الله لنا الآمال بعملنا، هكذا نصح عبدالناصر الشعوب العربية في زمنه، ويقيني أن هذه النصيحة ما زالت صالحة حتى اليوم كوسيلة لتحقيق أهدافنا».
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم