محمد سمير الطحان
وصلت رحلة النحات عيسى سلامة الذي غيبه الموت يوم أمس عن عمر ناهز الـ60 عاماً إلى نهايتها بعد مسيرة فنية حافلة تجاوزت 34 عاماً تفرغ فيها لفن النحت الذي تعاطى معه بحب وشغف فطريين قل مثيلهما.
سلامة لم يتلق فن النحت عن طريق معلم أو أكاديمية شكل حالة فريدة من الاجتهاد في النحت السوري وطوع بإزميله مختلف الخامات من الخشب للحجر ليشكل منها أعمالاً تزخر بالجمال والعفوية بعيداً عن المدارس الفنية الكلاسيكية.
وعرف سلامة باجتهاده وصبره في التعامل مع أصعب الخامات وخاصة الحجر بأنواعه وقدرته على تطويعه وصوغ أعمال مفعمة بالفطرية القريبة من الانسان أيا كان مستوى ثقافته الفنية والبصرية ليحاكي بأعماله الجميع ويقترب من مناخات الطبيعة التي عاش فيها وامتزج معها.
على الصعيد الإنساني عرف سلامة بطيبته ومحبته لزملائه النحاتين وهو الحاضر في أغلب ملتقيات النحت التي اقيمت على امتداد سورية عبر السنوات الماضية مقدماً أعمالاً نصبية خاصة بخامة الحجر زينت العديد من ساحات وشوارع الوطن لتبقى بصمته الفنية حاضرة بعد رحيله.
والنحات الراحل عيسى سلامة من مواليد بانياس قرية الدريكية عام 1962 وهو عضو في اتحادي التشكيليين السوريين والتشكيليين العرب تفرغ للنحت منذ عام 1987 وأقام العديد من المعارض الفردية كما شارك في المعارض الجماعية والملتقيات النحتية في جميع المحافظات وحصل على شهادات تقدير متنوعة ونال جوائز من عدة مسابقات.
(سيرياهوم نيوز-سانا)