آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » نحنُ والواجِبُ الكبيرْ تجاهَ مترفينا..!!

نحنُ والواجِبُ الكبيرْ تجاهَ مترفينا..!!

 

بقلم:أحمد يوسف داود

 

يَبدو أَنّهُ قد صارَ من واجبِنا – نَحنُ المُصابينَ بالفَقرِ المُدقِعِ من السُّوريّينْ – أنْ (نُسمِّنَ أَنفُسَنا) قدرَ مايُمكِنُنا ذلكَ، كي يُمكِنَ (للأشِقّاءِ جِدّاّ!) منَ المُترَفينَ، مُحدَثيْ النِّعمَةِ، تناوُلِ لَحمِنا (بالشَّوكَةِ والسِّكّينْ) كَما هيَ عادةُ المُتْرَفينَ في سائرِ بُلدانِ (عالَمِنا الغارقِ في بحور التَّحضِّرِ!) فَلا يُضطَرّونَ إلى (فَرفَطةِ) عِظامِنا – نحنُ المُفقَرينْ – ولا إلى (قَرقَطَتِها) مِثلَما تَفعَلُ الضَّواري بفَرائِسِها، إذْ ماذا سَيُقالُ في العالمِ عَنْ ذلكَ في وَصفِ أُمّتِنا التي هِيَ (خَيرُ أُمّةٍ أُخرِجَتْ لِلنّاسِ) لو فَعَلْنا غَيرَ ذلكَ، لاقَدَّرَ اللهْ؟!.

وهذا التّسمينُ الذّاتيُّ هو مايَجبُ عَلَينا – نحنُ فقراءَ سوريّةَ – القيامُ بٍه من أَجلِ إسعادِ مُترَفينا بتَناوُلِ أَجزائِنا بالشَّوكةِ والسِّكينْ، وَفْقاً لِواجِبِنا تِجاهَهم!.

ولِهذا نَعرِفُ أَنَّ عَلينا أَنْ نَسرَحَ باكِراً إِلى أَفضَلِ المَراعي، كيما نأكُلَ المُتَوفِّرَ الذي نَجِدُهُ منْ أَعشابِ الأَرضِ فَقطْ – كما فَعلَ قبلاً أحدُ كبارِ فلاسِفَتِنا منذُ قُرونٍ كَثيرةْ – فنَسمَنَ ونَصيرَ صالِحينَ لأَكلِنا بِطَريقةٍ حَضاريَّةٍ بَيِّنَةْ.. وهكذا لانُسيئُ إلى سُمعَةِ الوَطنْ، لأنّنا نَرفُضُ أنْ نَظَلَّ عِجافاً، فنُجبِرَ أَثْرياءَنا الكِرامَ على أنْ يَكتَفوا (بقَرقَطة أَكْوامِ عِظامِنا) التي قد تُثيرُ قَرَفَهم، وتُشمِتُ بِنا باقي الشُّعوبِ النّاهِضَةِ، مِثلَنا، إِلى العَلاءْ!.

ورُبّما صارَ علَينا الآنَ انْ نَتَطرّقَ إِلى ماهوَ روحانيٌّ/ أخلاقيٌّ في هذا (الواجِبِ النّبيلِ!) الذي يَحمِلُ اسمَ (التَّسمينِ الذّاتيّْ)، ومانَرى منْ أنّه تَنْطوي عليه هذه التَسمِيةُ الهادِفَةُ طَبعاً إِلى (إِعانَةِ نَهّابينا الأكارمِ) على أنْ يَقوموا بما هوَ “واجبٌ وَطَنيٌّ!” عَليهِم في إِبادةِ “الفَقرِ والفُقَراءِ” في هذه الفَترةِ العَصيبَةِ منْ تاريخِ (أُمَّتِنا المَجيدَةِ) التي يُسجَّلُ لَها أًنَّها لم تَعرِفْ غيرَ (الأَمجادِ) في تاريخِها الحافِلِ – والعَظيمِ طَبعاً – بكلِّ صُنوفِ الأَمجادِ التي شَهِدَها ذلك التّاريخُ إِجمالاً!.

وهُنا يَجبُ أنْ نُؤَكِّدُ على أَنَّنا لَنْ نَلتَفِتَ إلى التّاريخِ وماكانَ يُفرَضُ فيهِ على أًمثالِنا منْ (واجباتْ!)، فنحنُ نعرِفُ أنّنا قد وُلِدْنا مَنذورينَ لِفِعلِ مايُسعِدُ (نهَّابي عَصرِنا الأكارمْ) مِثلَما كانَ آباؤنا قَبْلَنا.. وشَرحُ ذلكَ يَطولْ!.

إنَّ كلَّ ماعَلَينا الآنَ هو أنْ نُساعِدَ مُترَفينا الأَفاضلَ في أنْ يُحَقِّقوا فَرَحَهُمُ وسَعادَتَهمُ المُستَمِرَّةَ في الْتِهامِنا بِلا أَيّةِ مُنَغِّصاتْ!..

وتِلكَ هِيَ غايةُ وُجودِنا وأَسبابُهُ في تَقديرِهم.. ونحنُ لِما هم قَد قَدَّروا جاهِزونْ!.

(سيرياهوم نيوز ٣-خاص)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

من التشجيع إلى (التعجيز)!

  غانم محمد   التحوّل إلى الطاقات المتجددة عنوان كبير، وتوجّه مهمّ رغم صعوبة امتلاك مقومات هذا الأمر لدى النسبة الأكبر من الناس العاديين، بسبب ...