ختام علي
لم تعد مدينتنا عروسة البحر
ولا مدينة النّرجس والحبق
في المرّة الأولى ..
سرقوا منها ضحكتها
وفي الثّانية ..
قتلوا أمانيها
أبكوا عيونها
ما كان لبحرها وأبنائه النّجاة
لا يعلمُ كيف غدا الضّحية
……….
أمّهات مدينتي ثكلى
اسألوا الفجر عن أنين أرواحهنّ
اسألوا أجداس فلذات أكبادهنّ
اسألوا السّماء الحبلى بأمنياتهنّ ..
التي وأدت قبل ولادتها
الشّمس والقمر شاهدان
كلنّا شاهدون على موتنا ..
على نحرنا ..
على نفينا
…………
أمّاه وصيتك لأخي بالتّضحية
لأجل الوطن وحبيبته
نفذّها بكلّ بسالة
………..
وها أنا أوصي ابني
بذات الوصية
صمتٌ مرعب
نظرات حسرة على الصور المعلّقة لأجيال نفذّت الوصية
قال لي: “أماه أنا لا أموت
من أجل الوطن
بل عليه أن يموت لأجلي
أمّا حبيبتي ..
عليها أن تعلّمني كيف أحيا بها”
صرختُ بوجهه: ويحك يا ابن قلبي ..
كيف للوطن أن يموت لأجلك؟!
………….
أماه ما مِن وطن دفن أبناءه إلّا وأصبح مستعمرة لعدو
أو لصديق عدو
أو عدو لصديق
أو لصديق وطن شقيق
………
خرس لساني
دمعت عيني
علمت أنّنا نحن الوطن
لا تلك الحدود
ليست تلك الأنهار
ليس ذلك البحر
………..
نحن الوطن
ليست السّماء المكبّلة بالغيوم
ولا الشّمس ولا القمر
………
نحن الوطن .. نحن هو
بموتنا .. يموت
ويحيا بنا .. لا بدمنا .
(سيرياهوم نيوز4)