السفير د. عبدالله الأشعل
فرضيات المقال:
الفرضية الأولى: أن الحاكم العربى ضحية مؤامرات الخارج خاصة أمريكا وإسرائيل بالتالى.
الفرضية الثانية: أن الثورات لا تفلح مادام الخارج يصر على وضعه الحالى فى الدول العربية. ثم أن الثورات عمل عدائى ضد الحاكم رغم أنه إفاقة له على الحقائق الواضحة وهى أن مصالح الوطن ملك لكل مواطن وأن الحاكم ليس الوطن وإنما هو مدير الوطن وفقا للقانون والدستور. والثورات فرصة لاستعادة الخارج للوطن، فتكون النتيجة أن يتحالف الحاكم مع الخارج بسبب وحدة المصالح.
الفرضية الثالثة: أن الحاكم العربى مواطن عربى نحن أولى به من الخارج الذى لايهمه مصالح الوطن. فصور الغرب كرسى الحكم على أنه يناقض مصالح الوطن وأى خلل من نوع الفساد والاستبداد يصنعه الخارج. والفساد أعلى درجات الاستبداد لأن الخارج أقنع الحاكم العربى أن الوطن ولد يوم ولد، وأن الشعب خدم له ولايقبل أن هذا الشعب يحاسبه.
والحل هو التقريب بين مصالح الحكم ومصالح الوطن تمهيدا لجعل كرسى الحكم فى خدمة الوطن. وأن الفساد هو الذى يسند الحكم من ثروات الوطن. فأصبح العميل أفضل من الوطن النزيه.
الفرضية الرابعة: أن الخارج ينهب ثروات الوطن بمساعدة الحاكم من استقلال الدولة عن الخارج.
الفرضية الخامسة: أنه فى أعماق شخصية الحاكم العربى تترتب عوامل الانتماء للوطن ومهمة النخب هى زيادة مساحة هذه الرواسب ومساعدة الحاكم.
ويرد الحاكم إلى حظيرة الشعب والوطن. خاصة وأن بعض الحكام العرب يجاهرون بأن الشعب المتعلم الواعى يجعل الحكم صعب فلابد من تجويعه وإمراضه والتطبيق عليه حتى يسهل حكمه ونريد لهذا الحاكم أن تعتدل نظرته إلى الشعب والوطن وبأنه خادم لهذا الشعب والوطن ويكسب رضى الشعب بدلا من إرهابه.
الفرضية السادسة: أن الخارج هو الذى يتحكم فى كرسى الحكم فبعض من كان مرنا فى مصالح وطنه، ونشأت شراكة بين الخارج والحاكم قوامها الإضرار بالوطن والمواطن وتستر الخارج على سرقات الحاكم العربى لثراوات بلاده مادام للخارج حصة فى هذه المسروقات.
تلك قواعد عامة وفرضيات عملية وليس بالضرورة كل الحكام العرب تنطبق عليهم.
مجلس الحكماء العرب:
يتكون من شخصيات مستقلة ليس لها علاقة بالحكومات ولكن لا تكون معارضة حادة أو مرتمية فى أحضان الحاكم.
والمجلس له هدفان: الأول تنقية الأجواء العربية.
الهدف الثانى هو اقامة حوار مع المخب الاوروبية لرسم مستقبل المصالح المشتركة وترك عقد الماضى جانباً .
ويقوم الهدف الأول على فرضية أن النواعات العربية يغلب عليها أنها نزاعات شخصية بين الحكام العرب وليست خلافات موضوعية بين الدول العربية فجميع القضايا العربية بين الدول العربية قضايا شخصية فمثلاً الصراع فى السودان الذى كلف السودان كثيرا وأثر تماما على سلوك الدولة وينذر بتقسيم السودان هو فى الواقع صراع على السلطة بين شخصين هما حمدتى قائد قوات الدعم السريع أى ميليشيات الجنجويل المرزقة وبين البرهان قائد الجيش. مع العلم أن البرهان يعتقد جازما أن الديش أحق بالحكم ولكن نرى أن الجيش أحق بالحكم وليس البرهان كما أن البرهان يعتقد أن المسألة يمكن حلها عن طريق هزيمة الدعم السريع ومع ذلك أن الصراع سيمتد ولا عبره بالجهود التى تبذل لجمع الطرفين للتفاوض مادام البرهان يثق أن الجيش وليس الميلشيات أحق بالسلطة ونرى فى الواقع أن اختفاء الشخصين حميدتى والبرهان وتجنبيهما أى مناصب هو الحل ولكن من يفرض هذا الحل فى ظروف السودان. قدم ترامب وهو مشكوك فيه وفى نوايها مبادرة فى تسوية الوضع فى السودان وهى فاشلة لأنها تقوم على فرضيات جاهلة لا علاقة لها بوضع السودان ويعتقد الرئيس ترامب أنه فى الامكان وقف الحرب فى السودان حتى يضيف إلى أوهامه وهما جديدا وهو أنه صانع سلام أوقف قبل ذلك سبعة حروب وهمية وهو يتعثر الآن بسبب انحيازه المطلق لإسرائيل فى غزة وعقليته التجارية فيما يتعلق بأوكرانيا. فالظاهر أنه باع أوكرانيا للروس بمقابل فى العلاقات الروسية الأمريكية وهذا وهم كبير لأن ترامب لا يفهم جوهر الصراع وهو أن واشنطن تتزعم الغرب فى الصراع مع روسيا حول من يتسيد العالم ولكن بوتن مصر على اقامة نظام عالمى تكون فيه روسيا الغلبة تحت ستار وعناوين لا علاقة لها بالواقع . وفى الواقع أن بوتن يريد انهاء سيطرة الغرب على النظام الدولى ويبدو أن رئيس ترامب عدل موقفه من أوكرانيا بعد الانذار الصينى بأنها ستتدخل إذا أصر ترامب على استخدام القوه العسكرية ضد فنزويلا. وهكذا نرى أن الاطار الدولى مترابط وقوامه رغبة ترامب فىة حكم العالم منفردا رغم أنه يحطم ويتناقض مع قواعد القانون الدولى ولذلك فإن معسكر روسيا والصين وإيران يجب أن يتكاتف لرد هذه الموجة من جانب ترامب وقوامها اشاعة الفوضى فى العلاقات الدولية. وعودة المجتمع الدولى إلى حكم الغاب وهو سيطرة القوى على الضعيف وحسم القوى الأمور بالقوة وليس بالقانون.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _راي اليوم
syriahomenews أخبار سورية الوطن
