آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » نحو نقلة نوعية في تجربة الإدارة المحلية

نحو نقلة نوعية في تجربة الإدارة المحلية

| بقلم:احمد ضوا

تكتسب الانتخابات المحلية المقبلة أهمية كبيرة كغيرها من الاستحقاقات الانتخابية التي جرت خلال الحرب الإرهابية على سورية كونها تأتي في مرحلة مفصلية على ثلاثة اتجاهات مرتبطة بحفاظ الدولة على سياق الإدارة العامة وتطويرها وتعزيز إمكانات المواطنين بالمشاركة في صناعة القرار، وإدارة شؤونهم المرتبطة بحياتهم اليومية.

الاتجاه الأول يتعلق بكون هذه الانتخابات استحقاق دستوري والاتجاه الثاني باعتباره خطوة مهمة في مسار هذه التجربة الديمقراطية ويرتبط الاتجاه الثالث بالآمال المعلقة لإسهام المواطنين في إدارة شؤونهم ومواجه التحديات الاقتصادية جراء الإرهاب الاقتصادي الذي يفرضها رعاة الإرهاب على وطنهم إضافة لما لها من دور في تعزيز التماسك الوطني في مواجهة التدخلات الخارجية.

إن كل ما ذكر سابقا يتطلب من الناخبين والأحزاب والقوى السياسية والاجتماعية العمل للدفع بالكوادر والكفاءات أصحاب الخبرة والسمعة الحسنة في القيام بمثل هذه المهام إلى الترشح للانتخابات ومن ثم إيصالهم إلى المجالس المحلية بالإقبال الواسع على التصويت في الخامس عشر منن الشهر القادم.

تدعو الظروف التي نمر بها سواء على صعيد الوضع السياسي المتأزم في العالم أو الوضع الاقتصادي الصعب الجميع إلى السعي كل في موقعة لإنجاح هذه الانتخابات وتكريس التجربة التي يعول عليها في نهاية المطاف إشراك المجتمع في إيجاد الحلول للمشاكل والتحديات التي نواجهها.

إن الاستقرار الذي تنعم بها غالبية المناطق السورية بفضل دحر الجيش العربي السوري للإرهاب وعودة الحياة الطبيعة إلى المناطق التي حررها من التنظيمات الإرهابية تمنح هذه الدورة الانتخابية فرصا كبيرة للنجاح وإيصال القادرين على إدارة الشؤون المحلية إلى المجالس المحلية وبالتالي تحسين أداء المؤسسات المحلية في تقديم الخدمات للمواطنين وتقدير الأولويات بالنسبة لهم وأيضا الحد من الهدر واي معقوفات أخرى تعطل استثمار كل الإمكانات المتوفرة وتنويع مصادرها.

في الدورتين السابقتين فرضت الظروف الأمنية والعسكرية على المجالس المحلية الانشغال بقضايا المساهمة في استعادة الاستقرار وحماية المجتمعات المحلية والحد من مفرزات الإرهاب عليها ولكن هذه الانتخابات ستكون فرصة لاستعادة المجالس المحلية لدورها الحقيقي وبالتالي الحد من تبعات الإرهاب الاقتصادي والعمل لاستثمار كل المقومات الاقتصادية والمحلية لتعزيز الإنتاج بكافة مناحيه وخاصة الزراعية، والسياحية منها.

يتوجب على السلطات المحلية واللجان القضائية المشرفة بشكل كامل على الانتخابات توفير كل الظروف لتكون هذه الدورة الانتخابية نقلة نوعية في مسيرة الإدارة المحلية والاستفادة من التجارب السابقة في تعميق هذه التجربة الديمقراطية كما يريد ويرغب المواطن السوري.

من المتوقع والمؤكد أن السوريين لن يتهاونوا في إنجاح هذه الانتخابات كما فعلوا في الاستحقاقات السابقة فهم خاضوا غمار التحديات سابقا واليوم مطالبين بالتعبير عن خيارتهم وفي مقدمتها دعم السياسات والخطط الوطنية ورفض التدخلات الخارجية الهادفة إلى التأثير على خيارتهم الوطنية وسعيهم لاستعادة سلطة الدولة على كامل أراضي الوطن وتحريرها من الغزاة والمحتلين القدامى والجدد.

(سيرياهوم نيوز3-الثورة5-8-2022)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

لماذا فشلت أوسلو ويفشل وقف إطلاق النار؟

  مأمون فندي   كان من الممكن أن يكون العنوان عن السذاجة والدبلوماسية، أو يخفَّف ليكون «في البراءة والدبلوماسية»، وهو أمر لا يتعلق بفشل اتفاق ...