باسل علي الخطيب….
تلك الأنقاض أعلاه ليست انقاضاّ من ركام أبنية…
هذه انقاض الروح…
فما فينا ليس كسوراّّ في المشاعر….
أو رضوضاّ في العواطف…
أو جروحاً في الأحاسيس….
مافينا هو خلع في الروح….
في حضرة كل هذا الموت والخراب والخوف المتنقل من أقصى البلاد إلى أقصاها ليس هناك سوى العقل…..
ولكن اي صوت عقل يُسمع وكل هذه الضوضاء تحيط بنا؟؟!!…
قد كنت قلتها سابقاً و أعيدها:
مشكلتنا هي في متطرفي و حمقى كل فريق….
عشرة في المئة هناك و عشرة في المئة هنا، وعشرة في المئة هنالك…
النتيجة؟؟..
هذه التغريبة….
تقولون أن العشرة في المئة نسبة قليلة لاتنتج كل هذا الخراب؟…
هل اعيد تذكيركم بذاك المثل إياه:
تفاحة فاسدة واحدة كافية لإتلاف صندوق مليء بالتفاح…
؟؟؟!!!…..
ما أصعب أن يكون لديك ذاكرة قوية….
و الكثير من الذكريات الموجعة….
و الكثير من تلك الذكريات الموجعة كانت ضحكات و ابتسامات…
وقد جمعتنا الأيام الطويلة والأحلام الفارغة…
و الخبز و الملح….
نحن وانتم وهم وهؤلاء وإولئك…
ترى أين ذهب كل ذلك؟؟!!!…
أين هي تلك اللحظة التي بدأنا نستعمل فيها هذه العبارات: هذا الطرف وذاك الطرف؟!!…
خذوا علماُ:
التطرف لايستجر إلا التطرف….
نعيش في هذه البلاد. و كلنا على حافة الفقدان…
على حافة القلق….
والخوف….
والبلاد تسير على حافة الهاوية….
من يظن أنه سينقذنا قرار أممي من هنا او مؤتمر من هناك، أو هذه الدولة او تلك الدولة، هو مشتبه جداّ…
مشتبه جداّ….
هذه فرصتنا الأخيرة أن نعود كما كنا….
ان نعود سوريين….
سوريين فقط….
وهذه يدي….
و سنشد عضدك بأخيك…
هذه يدي…
ساعدونا لنساعدكم…
هذه يدي…
لاتقطعوها…..
هذه يدي….
لاتكسروها…..
(أخبار سوريا الوطن-1)
syriahomenews أخبار سورية الوطن
