د.ريم حرفوش
في هذا الوطن ..
لا يمكن أن تتحدث عن مشاعرك والحب ..
سيتهمونك بالخيانة وانعدام الانتماء ..
يجب أن تبقى تدور في حلقة مفرغة ..
دوامات تسحبك نحو الحضيض ..
تنسى الأغصان والزقزقات .. السنابل والجداول وجميل الحكايات ..
ستمطر غداً ..
لا تخرج للرقص والغناء ..
فرائحة التراب مشبعة بهم ..
أولئك الذين سيخرجون سراً من قبورهم ..
ليغتسلوا منّا ومن صلة الرحم ..
يقطعوا الحبل السري والمشيمة وينكرون منا حتى الأسماء ..
جبناء نحن لا نملك بعدهم ..
سوى النحيب والبكاء على الٱطلال ..
كم نشتاق منهم دفء العينين وعطر الصوت والنغمات ..
لكن .. ممنوع علينا الاعتراف بمافي الصدر من مكنونات ..
الأشواق ضمها كفن وغابت .. كما نحن ..
أحياء أموات لافرق ..
فالربيع وينابيعه ماعاد يسقي يباس الأرواح ..
لادواء يشفينا من سقم ولا طبيب يعرف لنا علة ..
يلملم الليل عنا أطيافهم يعيدنا لوحدتنا بلا شفقة ..
كيف ألاقيك وأنت أبعد من المحال ..
كم مرة يجب أن أقول أحبك لتعود من الغياب ..
لاجواز سفر إلى ذراعيك ولا كتفيك ولا حتى بؤبؤ العينين ..
ستمطر غداً ..
وأنا وكل مابي وعصافير الدوري ..
على كل المفارق تطير جوارحنا لتلاقي ٱخر النسائم ..
أكتفي منك لو برائحة العناق ..
نجلس على مقعدنا سوياً ..
نضحك وأنت تحدثني عن الاهتمام ..
أعلم أنك كاذب ..
لكني أُجيب بالإيماء ..
تضحك الدنيا معنا لجمال الكذبات ..
تغرق حروفنا مابين اللهفة
والتناقضات ..
أفتش عنك وأعلم أني لن أجدك ..
أحادثك وأعلم أنك لا تسمع ..
وأحبك .. وأعلم أنه مابين حُبٍّ وحُب ..
أذوب موتاً وعشقاً وصمتاً ..
في وطن .. يعلق المشانق لمشاعرنا ..
مع تهمة الخيانة ..
وفقدان الانتماء ………
_(اخبار سوريا الوطن-2)