مع مرور خمس سنوات على احتلال منطقة عفرين بالريف الشمالي الغربي لحلب من القوات التركية، شهدت المنطقة، طوال الفترة الماضية تهجير مئات الآلاف من أهاليها وسط سياسة التغيير الديموغرافي التي تتبعها الإدارة التركية في المناطق التي تحتلها وتنتشر فيها الفصائل الموالية لها إضافة إلى اختطاف الآلاف مع استمرار ممارسات التنكيل والاستيلاء على أملاك أبناء المنطقة.
وسلطت مصادر إعلامية معارضة في تقرير الضوء على سياسات الإدارة التركية وممارسات فصائلها، مؤكدة أن خمس سنوات كانت كافية لنهب عفرين، وبات الهروب منها حلماً للتخلّص من كابوس التخويف والترهيب والتنكيل والتعذيب هناك، حيث مُورست كل أشكال التعذيب الجسدي والنفسي والاجتماعي والمتاجرة بقوتها الذي كان من أرضها، قبل أن ينهب الاحتلال والفصائل الموالية له أشجارها ويحرق ثمارها.
ووثّق التقرير تهجير ونزوح أكثر من 310 آلاف مواطن من المنطقة «بنسبة 56 بالمئة» من السكان بسبب بطش الجماعات المسلحة الموالية لتركيا، في حين لم تسلم ممتلكاتهم من انتهاكات الفصائل الموالية لأنقرة، ومن اختار المكوث بعفرين من أبنائها رافضاً التهجير، طالته يد الظلم والتنكيل والاعتقال وعانى شتى أنواع الانتهاكات، فعمليات الاعتقال مستمرة، والخطف بهدف الفدية متواصل، ومصادرة المواسم قائمة، والاستيلاء على المنازل والمحال والسيارات بات خبراً يومياً.
وأشار التقرير أيضاً إلى أن 668 شخصاً في عفرين بينهم 97 طفلاً و88 امرأة قضوا في انفجار عبوات وسيارات مفخخة وتحت التعذيب على يد فصائل موالية لأنقرة ما أطلق عليه الاحتلال عملية «غصن الزيتون»، وفي القصف الجوي والمدفعي والصاروخي التركي، وفي إعدامات طالت عدة مواطنين في منطقة عفرين، وذلك منذ الـ 20 من كانون الثاني 2018 وحتى يوم أمس.
كما وثق التقرير اختطاف واعتقال أكثر من 7898 شخصاً، من بينهم 1082 لا يزالون قيد الاعتقال، فيما أفرج عن البقية بعد دفع معظمهم «فدية مالية باهظة»، تفرضها فصائل ما يسمى «الجيش الوطني» الموالي للاحتلال التركي.
وإضافة إلى حالات الاختطاف والاعتقال التعسفي، تحدث التقرير عن أكثر من 3336 انتهاكاً بأشكال عدة، من بينها 1189 عملية استيلاء على منازل ومحال تجارية وأراضٍ زراعية في عفرين والنواحي التابعة لها، من مسلحي ومتزعمي فصائل أنقرة إلى جانب 312 حالة بيع لمنازل مهجرين كانت الفصائل قد استولت عليها بقوة السلاح، حيث تتم عملية البيع بأسعار زهيدة وبالدولار الأميركي تحديداً.
وأشار التقرير إلى عمليات «فرض إتاوة» على المدنيين، وعمليات قطع الأشجار من الفصائل الموالية لأنقرة والتي شملت عشرات الآلاف منها لبيعها واستخدامها كوسيلة للتدفئة، لافتاً أيضاً إلى مئات الاعتداءات من قبل فصائل «الجيش الوطني» بمختلف مسمياتها على مدنيين لأسباب مختلفة.
ووثق التقرير كذلك تعرض آثار المنطقة للتخريب الممنهج حيث سجل العام الماضي فقط 33 عملية تجريف وتخريب للتلال الأثرية، من ضمن مئات العمليات المشابهة التي جرت على مدار 5 سنوات.
سيرياهوم نيوز1-الوطن