آخر الأخبار
الرئيسية » أخبار الميدان » نسف «الاتفاقيات الثنائية» مع روسيا مستغلاً أحداث دير الزور … نظام أردوغان يعيد تشكيل «قواعد الاشتباك» في إدلب وحلب والرقة والحسكة ولا تغيير على خريطة السيطرة

نسف «الاتفاقيات الثنائية» مع روسيا مستغلاً أحداث دير الزور … نظام أردوغان يعيد تشكيل «قواعد الاشتباك» في إدلب وحلب والرقة والحسكة ولا تغيير على خريطة السيطرة

| حلب- خالد زنكلو

يقامر نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإشعال خطوط التماس على طول جبهات القتال السورية، على أمل تغيير خريطة السيطرة الثابتة بعمر «الاتفاقيات الثنائية» مع روسيا، مستغلاً انشغال الأخيرة بالحرب الأوكرانية، وتطورات أحداث دير الزور الطاغية على المشهد الميداني السوري راهناً.

وذكرت مصادر ميدانية مطلعة على مجريات الأمور شمال غرب وشمال شرق سورية أن التطورات الميدانية الجارية راهناً، ومنذ بداية الاقتتال بين العشائر العربية وميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» في ريف دير الزور قبل أسبوع، تشير إلى رغبة أردوغان بكسب نقاط جديدة عبر «جبهة النصرة» ومن خلال ميليشياته التي يسميها «الجيش الوطني»، معتمداً على مناوراته في خلط أوراق الصراع لمد نظامه بمناطق نفوذ سورية جديدة، وعلى حساب «قسد».

وبينت المصادر لـ«الوطن» أن رفض كل من موسكو وواشنطن لمرامي أردوغان، حال على مدار عام كامل مضى دون توسيع مناطق سيطرة جيش احتلاله على مناطق جديدة في أرياف حلب والرقة والحسكة، لإقامة ما سماه «منطقة آمنة» مزعومة داخل الأراضي السورية وبعمق 30 كيلو متراً، بذريعة حماية حدود بلاده الجنوبية من «قسد» التي يصنفها كتنظيم إرهابي، إلا أن ما تشهده ساحات دير الزور أنعش آماله بتنفيذ أجندته في تلك المناطق، لاعتقاده أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ستغض الطرف عن ذلك بعدما انفض في الأشهر الأخيرة عن الكرملين ولبس العباءة الأميركية.

وأشارت المصادر إلى أن أردوغان سيواصل نهجه التصعيدي على طول جبهات القتال، بعد أن وجهت استخباراته متزعمي «النصرة» بمحاولة إحداث خروقات ميدانية في «خفض التصعيد» ابتداء بريف اللاذقية الشمالي ومروراً بريف حماة الغربي وصولاً إلى ريف إدلب الجنوبي والشرقي وريف حلب الغربي، وهو ما يفسر محاولة الفرع السوري لتنظيم القاعدة المستميتة الليلة ما قبل الماضية للهيمنة على نقاط جديدة على حساب الجيش العربي السوري على محور الفوج 46 بريف حلب الغربي وقبل ذلك بأسبوع على محور الملاجة- حزارين بجبل الزاوية جنوبي إدلب وبعدها في تلال كبينة شمالي اللاذقية.

المصادر أكدت أن «النصرة» وأخواتها فيما يسمى «هيئة تحرير الشام» فشلت في إحداث تغيير بخريطة السيطرة في «خفض التصعيد»، وستظل تفشل بفضل صمود وجهوزية الجيش العربي السوري وبدعم من الحلفاء. وتوقعت استمرار هجمات الإرهابيين وبأوامر من مشغلهم التركي نحو نقاط تمركز الجيش العربي السوري، بهدف تحقيق «انجازات» ميدانية ستنصب وبالاً عليهم بوأد «الاتفاقيات الثنائية» مع المارد الروسي، الذي لن يقف مكتوف الأيدي حيال ما يحدث، بعدما ثبت للعيان تمرد أردوغان وانقلابه على سيد الكرملين فلاديمير بوتين.

بموازاة ذلك، انتهزت إدارة أردوغان الفرصة سانحة لتغيير معادلة «خطوط الاشتباك» القائمة في ريف حلب الشمالي الشرقي وفي ريف الرقة الشمالي وريف الحسكة الشمالي الغربي، فأوعزت لميليشيا «الجيش الوطني» بشن هجمات على مناطق سيطرة «قسد» في هذه الأرياف لقضم مناطق جديدة عجزت عن ابتلاعها سابقاً، مستغلة انشغال الأطراف الفاعلة بالأزمة السورية بأحداث دير الزور ومفاعيلها ومآلاتها المستقبلية.

وأوضحت المصادر أن الطيران الحربي الروسي تدخل أول من أمس في ريف منبج شمال شرق حلب لمنع تمركز جيش الاحتلال التركي ومسلحي «الجيش الوطني» في قريتي عرب حسن والمحسنلي وبعض المزارع، الأمر الذي أدى لانسحابهم فجر أمس، وفي ظل مقاومة مسلحي «مجلس منبج العسكري» التابع لـ«قسد»، والذي يسيطر على منطقة منبج.

ورأت المصادر أن ما حدث في منبج سينسحب أيضاً على ريف الحسكة الشمالي الغربي، إذ شنت فصائل أنقرة أمس هجوماً برياً باتجاه بلدات الطويلة وتل طويل والخمسين بريف بلدة تل تمر الغربي، وتصدى له ما يدعى «مجلس تل تمر العسكري» التابع لها «قسد». ورجحت تدخل المقاتلات الروسية عند الضرورة على غرار ما جرى في منبج وريف حلب الغربي وإدلب الجنوبي.

ولفتت إلى جيش الاحتلال التركي ومرتزقته لم يتمكنوا أمس من الاحتفاظ لأكثر من ساعتين ببلدة صكيرو شرق بلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي وعند الحدود الإدارية لتل تمر، بعد الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة مع مسلحي «قسد» فيها.

وأكدت أن إدارة اردوغان لم تتمكن خلال أسبوع من بدء معارك دير الزور من مد نفوذها هي وميليشياتها، وكذلك ربيبتها «النصرة، على أي جزء جديد من الأراضي السورية، على الرغم من محاولاتها المتكررة لتعديل خريطة السيطرة وقواعد «فض الاشتباك».

ومما لاشك فيه بأن أردوغان يراهن ويسعى لإعادة تشكيل «خطوط الاشتباك» لمصلحة نظامه، في منطقة «خفض التصعيد» بإدلب وأرياف المحافظات المجاورة والمحكومة باتفاقيتي «سوتشي» لعام 2018 و«موسكو» لمطلع عام 2020 مع الضامن الروسي ولمسار «أستانا» مع الضامنين الروسي والإيراني، وكذلك في ريفي حلب الشمالي والشمالي الشرقي وفي ريف الرقة الشمالي وريف الحسكة الشمالي الغربي، حيث حدود مناطق النفوذ للأطراف المختلفة مقرونة باتفاق موسكو وأنقرة منذ تشرين الأول 2019 عقب شن الاحتلال التركي عملية ما يسمى «نبع السلام» شمال شرق البلاد، وقبلها عملية «غصن الزيتون» بعفرين شمال حلب في نيسان عام 2018.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الذهب يتجه لتسجيل أفضل أداء أسبوعي في عام

    اتجهت أسعار الذهب اليوم إلى تحقيق أفضل أداء لها في عام مدعومة بالطلب على الملاذ الآمن، بينما يترقب المستثمرون مؤشرات عن تخفيضات الفائدة ...