| خالد زنكلو – محمد أحمد خبازي
رد الجيش العربي السوري على اعتداءات الاحتلال التركي في جبهة تادف بريف حلب الشمالي، في وقت واصل فيه الأخير تصعيده الميداني في ريفي حلب والحسكة الشماليين، للأسبوع الثاني على التوالي، في مسعى لترك جبهات القتال مفتوحة بغية خلق حالة من عدم الاستقرار، وذلك على الرغم من تراجع حظوظ النظام التركي بشن عدوان عسكري جديد بعد قمة رؤساء الدول الضامنة لمسار أستانا في العاصمة الإيرانية طهران.
على الأرض، نقل جيش الاحتلال التركي تصعيده العسكري من ريف حلب الشمالي إلى ريف المحافظة الشمالي الشرقي، حيث دارت اشتباكات متقطعة بين جيش الاحتلال والجيش العربي السوري في جبهة تادف جنوب منطقة الباب فجر أمس.
وقالت مصادر أهلية في تادف لـ«الوطن»: إن جيش الاحتلال التركي ومرتزقته، أطلقوا قذائف باتجاه نقاط تمركز الجيش العربي السوري جنوب غرب البلدة.
وأكدت المصادر، أن الجيش العربي السوري بدوره رد على مصادر النيران قبل أن تحلق مقاتلات حربية تابعة للقوات الجوية الروسية في سماء المنطقة، وتفرض الهدوء ووقف إطلاق النار على الجانب التركي.
في جبهات ريف الحسكة الشمالي، تابع الاحتلال التركي تصعيده الميداني بعد هدوء استمر يومين فقط، باتجاه قرى ناحيتي تل تمر وأبو راسين، اللتين تعرضتا الأسبوع الماضي لقصف مستمر وممنهج نتج عنه وقوع أكثر من ٣٠ إصابة في صفوف الأهالي.
وأكدت مصادر محلية في تل تمر وأبو راسين لـ«الوطن»، إصابة ٩ مدنيين بجروح، نقل ٤ منهم إلى مشافي الحسكة لخطورتها، جراء القصف المدفعي وبقذائف الهاون للاحتلال التركي على قرى الناحيتين، وخصوصاً الطويلة والغيبش والعبوش وكوزلية وأم الكيف وتل اللبن، وهو ما خلق موجة نزوح كبيرة لدى سكان القرى نحو المناطق الأكثر أمناً.
ورأى مراقبون للوضع شمال وشمال شرق سورية، أن استمرار النظام التركي بالتصعيد العسكري على جبهات حلب والحسكة، سـواء بمواصلة القصف المدفعي الصاروخي أم تكثيف «حرب المسيرات» ضد متزعمي ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الانفصالية الموالية للاحتلال الأميركي، الهدف منه تشكيل جبـهات ضغــط على موسكو وطهران للإسراع بتنفيذ «التفاهمات» التي أسفرت عنها «قمة طهران»، ولم يجرِ الإعلان عنها صراحة.
وتوقع المراقبون، في تصريحات لـ«الوطن»، أن تكون «تفاهمات» رؤساء الدول الضامنة لمسار أستانا في طهران نصت أن تضمن موسكو وطهران التوسط لتطبيق «اتفاق سوتشي» الروسي التركي، العائد لتشرين الأول ٢٠١٩ إبان عملية الغزو التركي لتل أبيض ورأس العين والتي سماها نظام أردوغان «نبع السلام»، والذي ينص على انسحاب «قسد» إلى مسافة ٣٠ كيلو متراً من الشريط الحدودي السوري على أن يحل الجيش العربي السوري محلها.
وبين هؤلاء أن نظام أردوغان، والذي لم يكف بعد القمة عن إطلاق التهديدات بشن عدوان على الأراضي السورية لإقامة ما سماه «المنطقة الآمنة» المزعومة داخل الأراضي السورية، يضغط للإسراع بتطبيق «تفاهمات» طهران من أجل حفظ ماء وجهه أمام الداخل التركي على خلفية تأجيله أو إلغائه لعدوانه الذي يهدد بشنه.
وأعربوا عن قناعتهم بأن «قسد» لن تستجيب للمبادرة الروسية الإيرانية بالانسحاب بالعمق المطلوب لمصلحة الجيش العربي السوري بعد أن أيقنت أن العدوان التركي على مناطق نفوذها وضع في الثلاجة وإثر «تطمينات» وضغوط أميركية عليها لمنع التقارب مع دمشق وموسكو وطهران.
وبدا ذلك جلياً في بيان ما يسمى «الإدارة الذاتية» الكردية التي تسيطر عليها «قسد» أول من أمس والذي أصدره المتحدث الرسمي باسم «دائرة العلاقات» فيها كمال عاكف، ونفى وجود أي لقاءات سياسية بين «الإدارة» وما يسمى «مجلس سورية الديمقراطية– مسد» أي واجهة «قسد» السياسية من جهة، والحكومة السورية من جهة أخرى، لكنه أشار إلى وجود «تفاهم» بين الميليشيات والجيش العربي السوري في عين العرب ومنبج ضمن تفاهم واتفاقية حفظ الحدود لعام ٢٠١٩.
وفي وقت سابق استقدم الجيش العربي السوري تعزيزات شملت جنوداً وأسلحة ثقيلة ونوعية إلى جبهات القتال المهددة بالغزو التركي في مناطق هيمنة «قسد» غرب وشرق الفرات، لكن الأخيرة لم تقدم أي تنازلات ميدانية وإدارية أخرى للدولة السورية تحول من دون سد ذرائع نظام أردوغان للعدول نهائياً عن طموحاته الاستعمارية التوسعية بغزو المناطق الحدودية السورية.
أما في منطقة «خفض التصعيد» بإدلب، فقد تواصل التصعيد المستمر منذ أشهر على حاله بسبب لجوء ما يسمى غرفة عمليات «الفتح المبين»، التي يقودها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي إلى خرق إطلاق النار بشكل دائم بأوامر من مشغلها التركي.
وذكر مصدر ميداني في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي لـ«الوطن»، أن الجيش العربي السوري رد على مصادر إطلاق النيران في محيط بلدات سفوهن والفطيرة وفليفل وبينين والبارة بعد استهداف نقاط تمركزه، وكبد الإرهابيين خسائر بشرية وعسكرية، تماماً كما حدث خلال رده على خروقات الإرهابيين في محور العميقة بسهل الغاب الشمالي الغربي ومحور جبل أبو علي شمال اللاذقية.
وأما في البادية الشرقية، فقد ذكر مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن وحدات الجيش العربي السوري تواصل تمشيط قطاعات باديتي تدمر ودير الزور من خلايا تنظيم داعش الإرهابي، موضحاً أن العمليات مستمرة بوتيرة عالية في منطقة السخنة بريف حمص الشرقي.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن