الدكتور مصطفى محمود
كنت أشتري كل يوم صباحاً من بائع الصحف صحيفة وقد علمني مرةً درساً مهماً سيبقى في ذاكرتي طوال العمر!
– سألته مرةً: “كيف حالك اليوم؟”
فقال لي : والله في نعمة الستر!
فاندهشت من إجابته وسألته: “ولماذا الستر تحديداً؟”
فقال لي: “لأنني مستور من كل شيء!”
قلت له مداعباً: “عن أيّ سترٍ تتحدث، وقميصك (مرقّع) بألوانٍ شتى !”
فقال لي: “يا بنيّ، الستر أنواع” :-
— عندما تكون مريضاً ولكنك قادر على السير بقدمَيك فهذا ستر من مذلّة المرض.
— عندما يكون في جيبك مبلغ بسيط يكفيك لتنام وأنت شبعان حتى لو كان خبزاً، فهذا ستر من مذلّة الجوع.
— عندما يكون لديك ملابس، ولو كانت مرقّعة، فهذا ستر من مذلّة البرد.
— عندما تكون قادراً على الضحك وأنت حزين لأيّ سبب، فهذا ستر من مذلّة الإنكسار.
— عندما تكون قادراً على قراءة الصحيفة التي بين يديك، فهذا ستر من مذلّة الجهل.
— عندما تستطيع أن تتصل في أيّ وقت بأهلك لتطمئن عنهم وتطمئنهم عنك، فهذا ستر من مذلّة الوحدة.
— عندما يكون لديك وظيفة أو مهنة، حتى لو بائع صحف، تمنعك عن مد يدك الى أيّ شخص، فهذا ستر من مذلة السؤال.
— عندما يبارك لك الله في أولادك وبناتك، في صحتهم وتعليمهم، وزواجهم، وبيوتهم، فهذا ستر من مذلة القهر.
— عندما يكون لديك زوجة صالحة، تحمل معك همّ الدنيا، فهذا ستر من مذلّة الانكسار.
✨✨ وتذكّر دائماً أنك تملك نِعَماً يتمناها ملايين البشر
هذه هي نعمة الستر ..
الستر يا بنيّ ليس ستر فلوس ،
وإنما ستر نفوس!
– جعلنا الله واياكم من المستورين بستره الجميل في الدنيا والآخرة.
(سيرياهوم نيوز ٣)