يعتبر نقص السمع المفاجئ حالة طبية مزعجة، حيث يفقد الفرد قدرته على السمع لفترة قصيرة قد تتراوح من عدة ساعات إلى ثلاثة أيام، ويمكن أن تؤثر هذه الحالة على أذن واحدة أو كليهما. تُعرف هذه الظاهرة أيضًا باسم الصمم الحسي العصبي المفاجئ، وغالبًا ما يصاحبها شعور بالطنين أو انسداد الأذن، مما يؤدي إلى قلق كبير للمصابين، نظرًا لأنها تحدث دون سابق إنذار. تشير التقديرات إلى أن حوالي واحد من كل 5000 شخص يصاب بنقص السمع المفاجئ سنويًا، مما يجعلها حالة طبية طارئة تتطلب تشخيصًا سريعًا وتدخلًا طبيًا فوريًا.
أسباب نقص السمع المفاجئ
تظل الأسباب الدقيقة وراء نقص السمع المفاجئ غير واضحة في العديد من الحالات، مما يزيد من غموض هذه الحالة. ومع ذلك، حدد الأطباء بعض العوامل المحتملة التي قد تسهم في حدوثها:
الالتهابات الفيروسية: يعتقد أن الفيروسات، مثل فيروس الهربس أو فيروس الإنفلونزا، يمكن أن تسبب نقص السمع المفاجئ من خلال التهاب العصب السمعي أو التأثير على الأذن الداخلية. تشير الدراسات إلى أن الفيروسات قد تكون مسؤولة عن حوالي 30% من حالات الصمم المفاجئ.
اضطرابات الدورة الدموية: أي اضطراب في تدفق الدم إلى الأذن الداخلية يمكن أن يؤدي إلى نقص الأكسجين اللازم للخلايا السمعية، مما يتسبب في فقدان السمع بشكل مؤقت. تشمل هذه الاضطرابات الجلطات الدموية، ارتفاع ضغط الدم، أو انخفاضه الحاد.
اضطرابات جهاز المناعة: قد تلعب بعض اضطرابات المناعة دورًا في حالات نقص السمع المفاجئ، حيث يهاجم الجهاز المناعي الخلايا السمعية في الأذن، مما يؤدي إلى تلفها. على الرغم من أن هذه الحالات نادرة، إلا أنها معروفة للأطباء.
الإصابات: قد يكون نقص السمع نتيجة إصابة مباشرة في الرأس أو الأذن، أو التعرض للضوضاء العالية والصدمات الصوتية، مثل تلك التي تحدث في حوادث إطلاق النار أو الانفجارات. كما أن حدوث ثقب في طبلة الأذن أو تغييرات الضغط المفاجئة يمكن أن تسهم أيضًا في نقص السمع.
الأورام: يمكن أن يتسبب نمو ورم على العصب السمعي، المعروف باسم الورم الشفاني الدهليزي، في نقص السمع المفاجئ، وقد يتطلب الأمر إجراء جراحة لإزالته لاستعادة السمع.
أعراض نقص السمع المفاجئ
تشمل الأعراض التي قد تشير إلى نقص السمع المفاجئ:
فقدان السمع المفاجئ: في أذن واحدة أو كلتا الأذنين.
طنين الأذن: سماع أصوات رنين أو ضوضاء غير طبيعية.
الدوار: الإحساس بعدم التوازن بسبب اضطراب وظائف الأذن الداخلية.
انسداد الأذن: شعور المصاب كأن أذنه مسدودة ولا يستطيع السمع بوضوح.
إذا شعرت بأي من هذه الأعراض، يُنصح باستشارة طبيب مختص على الفور، حيث إن التدخل المبكر يمكن أن يعزز فعالية العلاج.
كيف يتم تشخيص نقص السمع؟
يتطلب التشخيص زيارة طبيب مختص، حيث يقوم الطبيب بطرح أسئلة وفحص الأذن. تشمل الاختبارات التي قد يتم إجراؤها:
اختبار السمع: لقياس قدرة السمع عبر موجات الصوت بترددات مختلفة.
اختبارات التصوير الطبي: مثل التصوير بالرنين المغناطيسي، للكشف عن أي أورام محتملة.
فحص الدم: للتأكد من عدم وجود التهابات أو اضطرابات في الجهاز المناعي.
علاج نقص السمع المفاجئ
عادةً ما يبدأ علاج نقص السمع المفاجئ بالأدوية. تتضمن خيارات العلاج:
مضادات الالتهابات: تستخدم لتقليل الالتهابات والتورمات التي قد تكون السبب وراء فقدان السمع.
الأدوية المضادة للفيروسات: في حال وجود دليل على عدوى فيروسية، قد يصف الطبيب أدوية مضادة للفيروسات، على الرغم من أن فعاليتها في هذا السياق لم تثبت بالكامل.
العلاج بالأكسجين عالي الضغط: قد يُستخدم في حالات نقص السمع الناتج عن اضطرابات الدورة الدموية لتزويد الأذن بالأكسجين وتعزيز التئام الأنسجة.
الجراحة: قد تكون ضرورية في حالات نادرة إذا كان السبب ورمًا، حيث أن فرص نجاح الجراحة جيدة.
يعتمد نجاح العلاج على سبب الحالة ووقت التشخيص. في بعض الحالات، يمكن استعادة السمع بالكامل، بينما قد يحتاج البعض الآخر إلى جلسات علاجية إضافية أو أجهزة مساعدة على السمع. على أي حال، فإن العلاج المبكر يعزز فرص الشفاء بشكل أفضل.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم