على الرغم من أن المناطق التي تسيطر عليها ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الموالية للاحتلال الأميركي تعرف على مدى التاريخ بأنها مناطق القمح وتشكل السلة الغذائية لكل سورية، إلا أن أزمة الخبز فيها تتفاقم بسبب سرقة تلك الميليشيات والاحتلال للقمح وباقي خيرات السوريين وتهريبها إلى خارج البلاد.
وذكرت مصادر محلية، حسب موقع «أثر برس» الالكتروني، أن تزايد أثر أزمة الخبز في المناطق التي تسيطر عليها «قسد»، دفع السكان إلى الوقوف بطوابير أمام الأفران السياحية التي لا تعاني نقص مادة الطحين كما هو حال الأفران العادية.
وقالت المصادر: «إن قلة كمية الطحين المسلّمة من ميليشيات «قسد»، للأفران العادية يدفع أصحابها لخلط الطحين بطحين الذرة الصفراء، وذلك بهدف بيع كميات من دقيق القمح في السوق السوداء للاستفادة من سعره المرتفع وتحقيق أرباح إضافية».
وبسبب سوء نوعية الخبز المنتَج من هذه الأفران، يجد المواطن نفسه زبوناً للأفران السياحية بشكل إلزامي، وفق الموقع الذي لفت إلى أنه بهدف تلبية الطلب المتزايد فإن أصحاب الأفران السياحية تحوّلوا بدورهم لزبائن الطحين المباع من الأفران العادية، لتكتمل بذلك دائرة الفساد في ملف الخبز الذي تديره «قسد» في المناطق التي تسيطر عليها.
ويبلغ سعر ربطة الخبز في الأفران العادية 500 ليرة سورية، في حين سعر ربطة السياحي يبلغ 1200 ليرة بواقع 7 أرغفة، في حين أن سعر كيس الطحين وصل في بعض أسواق محافظة الرقة إلى 100 ألف ليرة سورية، بزيادة تقارب 300 بالمئة عن السعر الذي تشتري فيه الأفران العادية الطحين من ميليشيات «قسد»، وقد عملتِ الأخيرة على خفض كمية الطحين المورّدة لمحافظة الرقة ومناطق شرق الفرات من ريف دير الزور إلى ما يقارب ربع الاحتياج اليومي، على ما ذكر الموقع.
وأشار الموقع إلى أزمة الخبز دفعت بالسكان للتظاهر والاحتجاج في أكثر من منطقة، إلا أن القمع بالقوة والاعتقال من ميليشيات «قسد»، والوعود التي قدمتها الأخيرة بتحسين وزيادة الكمية رغم قلة الطحين وفقاً لمزاعمها، أنهت الاحتجاجات تقريباً، ليرضخ السكان للأمر الواقع ويبحثوا لأنفسهم عن بدائل منها الخبز السياحي.
وأشارت المصادر المحلية إلى أن اللجوء لخبز التنور كان من الخيارات المعمول بها في بعض مناطق الريف، إلا أن ارتفاع سعر الطحين زاد من تكلفة الحياة اليومية، ذلك أن الأسرة متوسطة العدد (5-7 افراد)، تحتاج يومياً لخبز 4 كغ من الطحين، ما يجعل كيس الطحين الذي يبلغ وزنه 50 كغ يكفي لنحو 12 يوماً فقط، وهذا يجعل الاحتياج الشهري للأسرة يصل لنحو 3 أكياس طحين، وبقيمة 300 ألف ليرة في الرقة، وسط تدهور في الواقع الاقتصادي للسكان بسبب موسم الجفاف الذي ضرب المنطقة خلال العام الماضي، حيث يأتي الدخل الأساسي للسكان من الأعمال الزراعية وتربية المواشي.
وتطول قائمة التواريخ التي ترصد قيام ميليشيات «قسد» والاحتلال الأميركي بسرقة القمح السوري، وعلى سبيل المثال والتذكير أخرجت قوات الاحتلال الأميركي في الثاني والعشرين من أيار الماضي 15 شاحنة محملة بالقمح من محافظة الحسكة إلى الأراضي العراقية، بالترافق مع تهريب «قسد» قطعاناً من الأغنام إلى مناطق في شمال العراق.
وفي السادس من نيسان الماضي، أخرجت قوات الاحتلال الأميركي رتلاً مؤلفاً من 14 شاحنة مغلقة محملة بالقمح السوري المسروق من صوامع تل علو في منطقة اليعربية بريف الحسكة الشمالي الشرقي إلى العراق، في حين أخرجت في الثاني من آذار الماضي 45 شاحنة محملة بالقمح والشعير المسروق من مطار خراب الجير بريف المالكية في الحسكة واتجهت إلى الأراضي العراقية
(سيرياهوم نيوز-وكالات-الوطن)