*بقلم:نارام سرجون
غريب جدا ان يتحول نشاط سياسي بسيط الى طاقة هائلة للتعبير عن مكنونات الروح .. ورحلة العمر .. وغريب جدا ان ينتشي الانسان بالثأر والانتقام الرمزي .. بأبسط طريقة للانتقام .. بالقيام بفعل التحدي الذي يهين العدو كما لو انه يجتاحه .. ولكن الانتخابات الرئاسية السورية صارت بالنسبة لي يوما للثأر والانتقام والاجتياح .. ويوما لأصفع به العالم .. وفيما أنا أسير نحو صندوق الانتخاب أتذكر الوجوه الكالحة التي كانت لاتتوقف عن الظهور في كل صباح وكل مساء مثل اوباما وهولاند وكاميرون واردوغان وغيرهم .. وأتذكر قول المتنبي: تمر بك الابطال كلمى هزيمة ….. ووجهك وضاح وثغرك باسم كان يوما ما الرئيس الأسد هو الذي اراه في هذا البيت الشعري .. ولكني أرى هذا البيت يتحدث اليوم عني وعنك وعن كل سوري أنجز النصر .. ويسير اليوم نحو صندوق الانتخاب ليختار من يريد هو .. لا من يريده سادة الغرب .. هذا المواطن او الجندي يسير الخيلاء في هذا اليوم لأنه انتصر على كل فرسان العالم .. والحقيقة ان من صنع النصر هو هذا المواطن السوري الذي صمد وتحدى الكون .. ويسير اليوم وتمر به الابطال كلمى هزيمة .. انا لم أكترث بالانتخابات يوما في اي مكان من العالم .. وعندما لايرتاح قلبي لأمر فانه لايقدر على ان يخوض فيه .. فهذه الاشياء ليست قصة حب لا يد لك فيها .. تسقط انت وقلبك فحسب .. ولاتقدر على ان تنازع قلبك .. بل هذه أشياء تشبه قضية بين يدي القاضي فيها موت وحياة .. ويجب ان يحكم فيها بالعدل وبشكل يفصل الجاني عن الضحية مهما كانا متشابكين .. انا لم أكترث يوما بالانتخابات لانني لاأزال احس انها تحتاج الى اعادة نظر وتنظيف مما علق بها من تعديلات جينية واضافات غربية وتهجين جعلها رهينة لأصحاب المال والاعلام بلا منازع .. واذا بي اليوم صرت أراها اليوم وسيلة لاتضاهيها وسيلة في توجيه طعنة الى قلب الخصم .. واسقاط نظريات عتيقة هرمة .. غدا سنذهب جميعا لا لكي ننتخب .. بل نكاية بالكون كله .. ونكاية باميريكا وتركيا واسرائيل وبريطانيا وفرنسا واوربة والامم المتحدة ومجلس الأمن ومنظمة حظر الاسلحة الكيماوية .. ونكاية بالأعراب والخلايجة والاسلاميين والاخوان المسلمين واتحاد علماء المسلمين .. ونكاية بكل سلالات الآلات وخاضة آلات قطر .. والاعلام الخليجي النفطي والجزيرة والعربية .. ونكاية بـ 14 آذار .. وتيار المستقبل .. ونكاية خاصة بآل الحريري ولاأستثني أحدا الاحياء منهم والاموات .. ونكاية بالقوات اللبنانية ورئيسها سمير جعجع الاصلع .. وميشيل سليمان .. والحزب التقدمي الاشتراكي الجنبلاطي .. والكتائب اللبنانية .. وآل الجميل فردا فردا الأحياء منهم والاموات .. هذا اليوم هو عيد وطني لأنه هو الذي يعبر عن ذروة التحدي .. وفي كل ورقة انتخاب رسالة الى قلب البيت الابيض وكل بيوت القرار في اوروبة .. تحول ثنوية ديكارت الشهيرة أنا أفكر اذا أنا موجود لتصبح في سورية تقول: أنا أتحدى … اذا أنا موجود
(سيرياهوم نيوز-اختيار طارق معلا3-6-2021)