الرئيسية » مواهب أدبية وخواطر » نموت اختناقاً…!

نموت اختناقاً…!

 

د.ريم حرفوش

قبل الشروق ..
نتسابق مع الشمس فالحياة لا تنتظر أحداً ..
علينا الاستيقاظ كأن شيئاً لم يكن ..
البحر ..
نتسابق مع الموج للشاطئ الٱخر البعيد ..
روحنا المنتشية بالانتصار ترقص جذلى على تحية الصباح ..
حماة الديار عليكم سلام ..
أرواحنا المتشظية بالانكسار والانهزام ..
يمحوها الموج مع مابنيناه من قلاع شاهقة على الرمال ..
كذبة كبيرة نحن لكننا نستمر بالمسير والتصفيق ..
ساديّ هذا الزمن ..
مارس ضد تضاريسنا كل التمزيق ..
لاشئ فينا على مايرام ..
جغرافيتنا الإنسانية غادرت سريرها بعد ليال مشبعة بالهوان ..
كم مرة اغتصبوا هذا القلب ..
نزفت حدّ القهر كرياته الحمراء ..
خلف الأزقة والشبابيك المتهالكة عيون مترقبة ..
تشهق مع كل اغتيال لولادة ..
تلتصق بالزاوية الكئيبة ..
حيث عشش العنكبوت منذ أيام المغول والتتار ..
تتمطط القطط في فناء الدار ..
ووجه على المرٱه يتبرج ..
مكياج جداً مستهلك كما الجسد ..
يتبارى العازفون في عزف مقطوعاتهم الصدأة على الأوتار ..
العيون العسلية تموت اختناقاً ..
مع كل حفنة نقود ترمى عند أقدام الأطفال ..
هل تكفي الزاد .. الدواء ..
الكتب .. المدارس .. الحذاء ..
مكدوس بلا جوز ولا زيت ..
ابتسِموا للعابرين .. اشكروا كرمهم والعطايا ..
هل اكتملت احتياجاتنا ..
أم نحتاج بعد لتسول من نوع ٱخر ..
لم لاتمطر أقلاماً ودفاتر ..
حذاء .. لونه أسود بشريط ملون ..
حقيبة بسحابات ذهبية وألوان قوس قزح ..
هل يحمل الملاك لنا سريراً ..
ومريولاً أزرق ..
استنشق رائحة كتاب جديد ..
الخيار مع لفة الزيت والزعتر ..
في المشفى ..
طفل يهذي بحرارة أربعين ..
هل دفعت الإيصال ..
جهاز معطل .. الدور بعد شهرين ..
زيارة في العيادة ..
قد تختصر الروتين ..
غطته بشرشف أبيض ..
لم تدفنه .. لم تبك ..
بقيت لطيفة مع كل القسوة حولها ..
تحلت بشجاعة الاستمرار ..
الجروح لم تعد قابلة للشفاء ..
الندبات شوهت فينا حتى الابتسام ..
اتكأت على جراحها ومضت ..
لم يحزنها كل هذا الخذلان ..
حزينة من حجم الغباء ..
الذي جعلها تصدق كل هذا الهراء ..
هل من يشاركها الشتائم والجنون والصراخ ..
الجميع بارع بالنصائح ..
لم لايباتوا ليلة في القحط والعراء ..
يسمعوا كيف يتضور الوطن جوعاً ..
عاجزاً أمام استرسال الأمنيات ..
حيث يفترش الأطفال الأرض ..
يتقاسمون العتم والأحلام ..
حبل الأمل لكثرة الانقطاعات ..
بات مجموعة عقد لا أكثر ..
انتهت هنا حلول الأرض ..
والأمر حقاً ..
متروك للسماء ……..
(سيرياهوم نيوز ٢)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

ورشة في الأجناس الأدبية لأصحاب المواهب الواعدة

  بدأ النشاط مع الاديب غسان كامل ونوس بكلمة ترحيبية بالأطفال الموهوبين، و عبّر عن رغبته وثقته بنجاح هذه الورشة والوصول إلى الأفضل وقدّم بعض ...