آخر الأخبار
الرئيسية » الرياضة » نهائيات كأس آسيا: كوبر يجهز على «دروغبا سوريا»

نهائيات كأس آسيا: كوبر يجهز على «دروغبا سوريا»

وسام كنعان

 

دمشق | سنة 2006 كانت ساحل العاج تئنّ تحت وطأة حرب أهلية دامية اندلعت في 19 أيلول (سبتمبر) من عام 2002 وقطّعت أوصال البلاد. حينها كان منتخب كرة القدم العاجي على وشك صناعة التاريخ بتأهّله للمرة الأولى إلى نهائيات كأس العام، إذ كان متاحاً لفريق مدجّج بالنجوم ومُهيَّأ لاكتساح السودان على أرضها لكنّ المفارقة أن نتيجة المباراة وحدها لم تكن كافية للتأهل، بل كان العاجيون بحاجة إلى تعادل مصر مع الكاميرون في القاهرة! والتي وصلت إلى الوقت البدل من الضائع بالتعادل بهدف لمثله، وفجأة سيحتسب حكم تلك المباراة ضربة جزاء للكاميرون… اعتقد كلّ المتابعين حينها بأن أحلام العاجيين ذهبت أدراج الرياح، لكنّ القدر كتب لهم فرصة على قالب من ذهب. وحجزت ساحل العاج مقعدها في أهم بطولة كروية، يومها اجتمع ديدييه دروغبا، لاعب منتخب ساحل العاج وأسطورة نادي «تشيلسي» الإنكليزي برفاقه وألقى خطابه التاريخي الذي قال فيه: «وعدناكم بأن الاحتفالات ستوحّد الشعب. واليوم نلتمسكم: يجب ألا ينحدر بلدنا الأفريقي الغني إلى الحرب. أرجوكم، ألقوا أسلحتكم وأجروا انتخابات».لم يكن الخطاب عصا موسى، لكنه اعتُبر شرارة السلم بعد انتشاره بين جميع الفرقاء المتقاتلين رغم خروج المنتخب من دور المجموعات وخسارته أمام هولندا والأرجنتين، إلا أن الأداء كان مشرّفاً. في العام التالي خرج دروغبا بتصريح مدوٍّ أفصح فيه عن أن مباراة بلاده ضد مدغشقر لن تقام في العاصمة أبيدجان كما كان مقرراً، بل في بواكي عاصمة المتمردين الرمزية! وهو ما كان ضرباً من المستحيل قبل أسابيع! وبالفعل تحوّلت المباراة إلى عرس حقيقي ربحت فيه ساحل العاج بخمسة أهداف مقابل لا شيء، سجّل فيه دروغبا الهدف الخامس وانطفأت بعدها الحرب كلياً.

ما سبق مجرّد تمهيد لنقول بأن الجماهير في سوريا كانت ولا تزال تتعطّش لنصر معنوي كروي يعدل المزاج، وإلى بطل نعلّق له حرزاً يحميه، عساه أن يقود أحلامنا المفقودة ولو على مستطيل أخضر، ويخفّف عن جميع السوريين ثقل الحياة المعتمة التي نعيشها مثل قصاص مرهق. سبق أن لاحت بوادر ذلك الإنجاز في عام 2017 عندما كانت الحرب تفتك بالبلاد، وتحاصر العاصمة دمشق رايات التطرّف السوداء. يومها وصل المنتخب السوري لأوّل مرة في تاريخه إلى الملحق المؤهّل إلى نهائيات كأس العالم التي أقيمت في روسيا 2018. ويمكن القول بثقة بأن أحد عرّابي ذلك الإنجاز كان الهدّاف التاريخي عمر السومة الذي كان مرشحاً بقوة ليكون دروغبا سوريا.

اعترض السوما على خطة المدرب الأرجنتيني في مباراة اليابان الأخيرة

 

 

لكن يبدو أن اتحاد كرة القدم الحالي في سوريا بقيادة صلاح رمضان يصرّ على تشييد عداء جذري مع الفرح الجماهيري، ويبذل كلّ ما في وسعه لقتل آخر ما تبقّى من شغف عند الجمهور. الحجة الأكيدة التي تؤكد هذا الاتهام تشرح نفسها من خلال الميدان، والنتائج المخيّبة، إضافة إلى الترنّح المذهل الذي يظهر عليه المنتخب، رغم أن مجموعته في التصفيات الأوّلية لكأس العالم تُعتبر فرصة لعبوره، خاصة أن النظام الجديد للفيفا يترك ثمانية مقاعد في نهائيات كأس العالم لقارة آسيا. لكنّ النتائج حتى الآن تُعتبر دليلاً دامغاً على أن الخلل أعمق من أن يتخيّله عاقل. فوز باهت على كوريا الشمالية بضربة جزاء سدّدها السومة، وخسارة مدوّية أمام اليابان. قلنا لا ضير في ذلك، ربما تكون نهائيات كأس آسيا بعد استقدام اللاعبين المغتربين فرصة لترجيح الكفّة مجدّداً، فإذا بالمدير الفني للمنتخب الوطني هيكتور كوبر يجهز على آمالنا عندما صدرت ظهر أمس الأربعاء قائمة المنتخب مستبعدة عمر السومة.

 

اللاعب عمر السومة يعلن اعتزاله اللعب دولياً بعد استبعاده من قائمة المنتخب السوري

 

أما السبب بحسب ما علمت «الأخبار» من مصادر مطّلعة فهو أنه عندما استُبدل عمر خريبين في مباراة كوريا الشمالية، رفض مصافحة مساعد المدرّب المصري محمود فايز فكلّفه الأمر استبعاده عن مباراة اليابان التي ظهر فيها المنتخب السوري تائهاً تماماً ومهزوماً سلفاً، وبين شوطيها اعترض قائد الفريق أي السومة على خطة المدرّب الأرجنتيني، وطلب إشراك الخريبين ليتمكّن على الأقل من إيصال كرة له، عسى الفريق أن يجرّب تقليص الفارق بعد شوط دفاعي مُني فيه بثلاثة أهداف. اعترض كوبر على تدخّل السومة ليحتدّ النقاش وليخلع قائد الفريق قميصه ويطلب عدم استدعائه مجدّداً إلى المنتخب. طبعاً المطلوب في مثل هذه الحالة تدخّل الاتحاد السوري لمحاولة حلّ الخلاف وإزالة اللبس وإعادة المياه لمجاريها قبل الاستحقاق الآسيوي الذي يبدأ في 12 كانون الثاني المقبل، وهذا ما لم يحصل أبداً، علماً بأن المعلومات الأكيدة التي حصلنا عليها تفيد باستقلالية اتحاد كرة القدم في سوريا بقراراتها دون أي تدخّلات من الاتحاد الرياضي العام أو أية جهة أخرى.

إذاً الفريق السوري بدون قائد في نهائيات كأس آسيا، ولكم أن تتخيلوّا مثلاً الأرجنتين بدون ميسي أو البرتغال بدون رونالدو أو المنتخب المصري بدون محمد صلاح!

ربما في تلك المخيلّة شطط وخطيئة، والواقع يقول بأنه ليست على الفريق الأوّل لكرة القدم الا أن يعبّر عن حال الخراب الذي وصلت إليه البلاد وليس أكثر من ذلك!

 

سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية

x

‎قد يُعجبك أيضاً

حلم المونديال تحقق لمنتخبنا والمطلوب تكرار التجربة

    مؤيد البش ناصر النجار   الحلم الكروي تحقق باللعب مع منتخب مونديالي وعلى ملعب مونديالي في بروتوكول مونديالي، في مشاهد جميلة دلت على ...