م.نضال رشيد بكور
بعد عقود من الخوف يأتي السؤال الجوهري :
هل يستطيع السوري أن يثق بنفسه مجدداً؟
جمهورية الخوف لم تكن مجرد نظام سياسي بل كانت حالة نفسية جماعية
أُقنع السوري لسنوات أن المبادرة خطر ، وأن الصمت نجاة ، وأن الاقتراب من دوائر القرار هو الطريق الوحيد للنجاح …
فُرضت على المواطن حدود داخلية تمنعه حتى من التفكير بواقعٍ مختلف ، وكأن الخوف أصبح جزءاً من الهوية …
اليوم
ومع زوال ذلك النظام القائم على التهديد
تبدأ مرحلة أكثر تعقيداً:
مرحلة استعادة الثقة بالذات …
الثقة بالنفس ليست شعاراً يُرفع في الساحات
بل تجربة يومية يُخاض بها غمار الحياة …
أن يثق السوري بنفسه يعني أن يتخذ قراراته …
أن يؤمن بأن له الحق في الحياة الكريمة
وأن صوته له وزن
وأن مستقبله ليس رهينة لمزاج السلطة
لكن هذه الثقة لا تولد من الفراغ
بل تحتاج إلى بيئة تحترم الإنسان …
وإلى منظومة قانونية تحمي الحقوق
وإلى نخب جديدة تؤمن بالشراكة لا بالهيمنة …
إن التحول من الخوف إلى الثقة هو أصعب من إسقاط الجدران السياسية …
لأنه يتطلب إسقاط الجدران النفسية داخل كل فرد …
وهذه مهمة جيل كامل ، لا قرار عابر ….
لن تتغير البلاد دون أن يؤمن أهلها أنهم قادرون على التغيير ….
والسوريون ، بما امتلكوه من تجارب قاسية وخبرات متراكمة ….
يملكون كل المقومات لبدء هذه الرحلة الصعبة والمصيرية
يتبع
(موقع أخبار سوريا الوطن ١)