آخر الأخبار
الرئيسية » يومياً ... 100% » نهاية سريعة لمنظومة “سويفت”..!!

نهاية سريعة لمنظومة “سويفت”..!!

 

 

علي عبود

 

إذا صدّقنا بعض الخبراء فإن نظام “سويفت” سيختفي تأثيره على التجارة العالمية قبل عام 2030!

طبعا،هذا الإستنتاح أو النبوءة يعارضها الكثيرون ويجزمون أن نطام “سويفت” سيقوى أكثر، ولن يزول طالما أمريكا قوية وتسيطر على العالم بقوة الدولار.

ومع ذلك نتساءل: إلى ماذا استند الاقتصادي والخبير في مركز التقنيات السياسية الروسي، نيكيتا ماسلنيكوف، بتوقعه أن “سويفت” نظام قديم سيتم استبداله بنهاية العقد؟

ومناسبة هذا التوقّع كان ردا على تصريح وزارة الخزانة الأمريكية بأنها مستعدّة لدراسة عودة روسيا إلى نظام “سويفت” مع إن موسكو لم تتقدم بطلب لعودتها مجددا إلى هذا النظام!

الملفت إن الأمريكيين يتجاهلون عمدا التغييرات التي طرأت على النظام العالمي، فمجموعة “بريكس” مثلا لم تعد بحاجة إلى نظام “سويفت” ودولها تتعامل بالعملات المحلية في مبادلاتها التجارية، بل ان روسيا بدأت فعليا بتطبيق نظام دفع وطني خاص بها، والذي أثبت أنه بديل عملي داخل البلاد، أيّ أنها لم تتأثر بإقصائها من نظام “سويفت”.

أكثر من ذلك، بدأت مجموعة “بريكس” بالتحضير لإطلاق عملة ورقية أو رقمية لتكون بديلا للدولار في تعاملاتها مع دول العالم الأخرى، وخاصة التي تخضع للعقوبات الأمريكية!

وخلافا لتوقعات إدارة بايدن السابقة، فإن حرمان روسيا من نظام “سويفت” لم يدفع بالشركات الأجنبية لمغادرة البلاد، فلا تزال 159 شركة أميركية تعمل في روسيا بكامل طاقتها، و178 شركة في وضع شبه معلّق تسعى لتحسين العلاقات الروسية ـ الأميركية مقابل مغادرة 300 شركة أميركية بشكل دائم، وقد أكدت موسكو: لاعودة للشركات التي التزمت بالعقوبات الأميركية؟

وبما أن الإستخدام النشط للأصول المالية الرقمية في المدفوعات الدولية بدأ منذ عامين على الأقل فإننا نفهم تماما ماقاله ماسلنيكوف: نظام “سويفت” أصبح من الماضي، وبحلول نهاية العقد ستظهر أنظمة بديلة!

ولم يصدر هذا الجزم من قبيل الترويج الإعلامي، بل هو يستند إلى وقائع دامغة، فهناك أكثر من 90 دولة حاليا تختبر عملاتها الرقمية الخاصة بالبنوك المركزية استعدادا لإطلاقها واعتمادها في التجارة الدولية كبديل فعال لنظام “سويفت”.

وإذا كان هناك من يُشكك بما يصدر عن الخبراء الروس، فإننا نحيلهم لقراءة تصريح وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت في 27/3/2025 الذي يؤكد إمكانية اختفاء أو انعدام تأثير نظام “سويفت” في الأمد المنظور!

لقد كشف الوزير الأميركي “أن روسيا أسست شبكة مالية قوية بالتعاون مع بريكس وجعلت من سويفت نظاما جانبيا”.

وكشف بيسنت أن التجارة مع دول “بريكس” تنمو بنشاط، وكما ظهر في نظام مراسلة مالية في روسيا فقد انضم إلى نظام الدفع الروسي البديل أكثر من 580 بنكا وشركة، وأكثر من ربعها غير مقيمة في البلاد.

 

ومع المعرفة المسبقة بأن روسيا لم تعد مهتمة بالعودة إلى نظام سويفت، لأنها استغنت عنه فعليا، فإن وزارة الخزانة الأميركية أعلنت للمرة الأولى منذ فرض العقوبات عليها انها مستعدة للنظر في عودة موسكو إلى النظام المصرفي الدولي “سويفت”، وهذه العودة في حال حصولها ستكون محصورة بالتعاملات التجارية بين موسكو وأوروبا وأمريكا فقط، ولا تعني عودة نظام “سويفت” إلى هيمنته السابقة كما كان عليه قبل فرض العقوبات على روسيا والصين وغيرها من الدول المؤثؤة والوازنة في التجارة الدولية.

 

والملفت أن نظام الدفع الروسي أكثر مرونة من نظيره الأميركي، فعملية ربط البنوك بنظام “سويفت” الدولي معقدة للغاية وتتطلب 4 أشهر في حين تتم العملية بسرعة في البنوك الروسية.

ولم يعد سرا أن التهديدات التي بدأ يتعرض لها نظام “سويفت” سببها استخدامه في ملفات سياسية مع دول قوية ـ كروسيا والصين والهند ـ التي سرعان مااستغنت عنه بآليات دفع بديلة بدأت تتحول تدريجيا إلى آليات دفع عالمية، مايعني إن إمكانية الإستغناء عنه باتت واردة جدا في الأمد القريب.

 

الخلاصة: للمرة الأولى يتحدث الخبراء، ومن بينهم مسؤولين في وزارة الخزانة الأميركية عن الإستغناء التدريجي لنظام الدولار، مما سيؤدي إلى تحول نوعي وانهيار سريع لنظام “سويفت” بصفته نظاما عالميا بعدما أصبح أداة للعقوبات، وكما أكدت رئيسة مجلس الإتحاد الروسي فالنتينا ماتفيينكو: مع تطور أنظمة جديدة للتسويات المالية الدولية بما في ذلك نظام “سبير بنك” الروسي فإن منظومة “سويفت” للتعاملات المصرفية ستصبح أخيرا شيئا من الماضي!

(موقع اخبار سوريا الوطن-1)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

خيار فعال للتحرر من الدولار!

    علي عبود   لم تتوقع الإدارات الأميركية المتعاقبة أن “تتمرد” بعض دول العالم، كروسيا والصين، وتبدأ بالتخطيط للتحرر من هيمنة الدولار، وهذا ماحصل ...